أشاد رئيس الجمهورية، الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو والقائد الأعلى للقوات المسلحة السيد إبراهيم غالي، بتضحيات وبطولات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وذلك في الكلمة الرسمية للإحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة الخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو وإندلاع الكفاح المسلح. في هذه الذكرى الخالدة، في اليوم الوطني للجيش، قال الرئيس الصحراوي "لا يمكن كذلك إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير والإجلال إلى أولئك الأسود الأبطال الأشاوس، مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذين سجلوا أروع الصفحات في تاريخ الحروب التحريرية. فمنذ عملية الخنقة البطولية التي شكلت شرارة الثورة وانطلاقتها الميدانية الفعلية، لم ينفك مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي يقدمون للعالم أجمع دروساً فريدة في تحدي كل الصعاب ومواجهة أعتى المخاطر وابتكار أنجع الطرق والأساليب للتصدي لعدوان همجي تقوده سلطات الاحتلال المغربي لممارسة سياسة إبادة حقيقية في حق الشعب الصحراوي، مدعم بجحافل الجيوش الجراراة وأبشع وسائل التدمير المحرمة دولياً". وهنأ السيد إبراهيم غالي، جماهير الشعب الصحراوي على ذلك الصمود الأسطوري رغم الظروف القاسية والصعوبات الجمة، الذي حافظت به على القضية الوطنية حاضرة قوية شامخة، في كنف وحدة وطنية راسخة، تتكسر عليها كل مؤامرات العدو ودسائسه واستهدافه الخبيث لجبهتنا الداخلية. كما حيا الصحراويين في الأراضي المحتلة الذين رافقوا مراحل حرب التحرير منذ بداياتها الأولى، ودفعوا الثمن غالياً جراء الوحشية والهمجية التي انتهجتها دولة الاحتلال المغربي، راحت ضحيتها أحياناً عائلات بأكملها، قدمت الشهيدات والشهداء البررة والمختطفين والمفقودين والمعتقلين، كانتقام دنئ لقوة الاحتلال جراء هزائمها النكراء على يد الجيش الصحراوي. إشادة بتضحيات المعتقلين والمفقودين وبعث الأمين العام لجبهة البوليساريو بهذه المناسبة العظيمة، بتحية إلى أبطال ملحمة اكديم إيزيك وكل الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، الذين يتقدمون اليوم صفوف انتفاضة الاستقلال التي لا تتوقف بدورها عن تسجيل المزيد من فصول البطولة والتحدي في الأرض المحتلة وفي المواقع الجامعية وغيرها. كما إستحضر السيد إبراهيم غالي، ذكرى أولئك المفقودين الصحراويين، وفي مقدمتهم الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، قائد المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء ورائد الوعي الوطني الصحراوي، الذي تتحمل الدولة الإسبانية كامل المسؤولية عن الكشف عن مصيره، وكل أولئك الذين ابتلعتهم غياهب السجون ومتاهات الزنازن المغربية منذ الاجتياح العسكري للقوات الملكية المغربية الغازية للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، مؤكدا بأن الشعب الصحراوي سوف لن يتخلى عن المطالبة بالكشف عن الحقيقة الكاملة عن مصيرهم.