وصف الباحث والكاتب أحمد بن سعادة بعض الكتاب المعاصرين ب"الكتاب الخاضعين للاستعمار الجديد" الذين يعملون ك"كمخبرين من الأهالي" ويتملقون للمستعمر القديم على حساب هويتهم الثقافية. وأوضح السيد بن سعادة في تدخله على قناة "كنال الجيري", أن الكاتب الخاضع للاستعمار الجديد يميل إلى الانحياز إلى جانب المستعمر القديم ويبني أفكاره الأكثر رجعية واستخدام الصور النمطية لشيطنة مجتمعه, متطرقا في هذا الصدد إلى كتابه الموسوم ب"كمال داود : كولونيا, تحقيق مضاد" (2016), حيث أشار إلى أن هؤلاء الكتاب يتم الترويج لهم من قبل نظام أدبي يديم الاستعمار, حتى بعد مضي عقود من الاستقلال. وأضاف ذات المتدخل أن "الكاتب الخاضع للاستعمار الجديد يسهل التعرف عليه, فهو يندمج في أدب المستعمر القديم, ويتبنى تلقائيا أفكاره الأكثر رجعية, ويستخدم ويستغل الصور النمطية ويسعى جاهدا لشيطنة مجتمعه", وذلك, كما قال, "يعد ثمن تقبله من وسائل الإعلام والمكتبات المرموقة, التي غالبا ما تقارنه بأكبر المؤلفين وتمنحه جوائز أدبية". كما تطرق السيد بن سعادة إلى مفهوم "مخبر من الأهالي", الذي يشير إلى أولئك الذين, وبسبب مرجعيتهم الثقافية, ينظر إليهم على أنهم خبراء في مواضيع مرتبطة بثقافتهم, حتى وإن كانوا يفتقرون إلى مؤهلات حقيقية. وانتقد في هذا الخصوص, الطريقة التي يتم الترويج بها لهؤلاء الأسماء في وسائل الإعلام الغربية, مما يسهم في إعطاء نظرة مغلوطة عن الواقع الثقافي والديني. كما انتقد من جانب آخر, سعي هؤلاء المؤلفين إلى التقرب من "الأوساط الصهيونية", مشيرا إلى أن كمال داود وبوعلام صنصال لديهما ميل إلى "التملق لهذه الأوساط" حتى "تفتح أمامهما سبل النجاح" على حساب هويتهما ولغتهما ودينهما. وشدد الباحث على أن هؤلاء الكتاب يذوبون في ثقافة تحط من قيمتهم, مشيرا إلى أمثلة محددة, لاسيما تصريحات كمال داود الذي أكد أنه "فرنسي أكثر من الفرنسيين" بعد أن حصل على جنسيته الفرنسية. كما أشار إلى بوعلام صنصال الذي سبق له, في عديد المناسبات, أن أكد عدم تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الصهيوني, وهو الموقف الذي يعتبره بن سعادة ك"تشجيع على الهمجية".