كشف الأخصائي النفساني العيادي في الصحة العمومية بالمركز الوسيط لعلاج الادمان التابع للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية باتنة، يحيى بن ساسي، عن استقبال المركز لأزيد من 200 مريض شهريا يرغبون في العلاج من الإدمان من المخدرات تحرص ادارة المركز على توفير ما يلزمُ لعلاجهم من هذه الآفة الإجتماعية الخطيرة. أكد بن ساسي في تصريح ل«الشعب"، على هامش تنظيم مركز الوسيط لعلاج الادمان لأسبوع تحسيسي موسُوم "ظاهرة الإدمان، التشخيص، الوقاية وطرق التكفل به" أنّ غالبية حالات المُدمنين الذين يتقدمُون للمركز بحثا عن العلاج من الإدمان تتراوح أعمارهم بين 16سنة إلى 45 سنة من كلا الجنسين. وقسم بن ساسي هذه الفئات إلى 3، الأولى تضم مدمنين يريدون العلاج مصحوبين بأحد أفراد العائلة، أي أن العائلة لها دخل كبير في رغبته في العلاج، في حين تضم الفئة الثانية مدمنين يتقدمون بإرادتهم وبمفردهم بحثا عن العلاج، وغالبا تكون لديهم رغبة في الإقلاع من الادمان والتخلص منه، في حين نجد الفئة الثالثة تكون رغبة العلاج لديها ضعيفة جدا بسبب المعتقدات الراسخة حول المادة المدمنة، وانه لا يُمكن التخلص منها وتتأرجح بذلك هذه الفئة بين الرغبة في العلاج وعدمها. وأشار الأخصائي النفساني الذي يشرف على علاج المدمنين من هذه الآفة إلى وجود إقبال هام من طرف المدمنين خاصة الشباب، يخضعون قبل الشروع في العلاج - حسب بن ساسي - إلى تحديد طبيعة التدخل العلاجي من خلال التعرف بدقة إن كان يمكن علاج المريض في المركز، أو يقوم الطبيب المُختص بتحويله إلى المستشفى، وهذا حسب حالة المريض، لتبدأ بعدها مرحلة العلاج، وتكون في البداية بالعقاقير الطبية. وتشمل هذه المرحلة تناول المريض لأدوية تساعده في التخلص من سموم المخدرات وتنظيف جسمه منها وعدم الإحساس بأعراض الانسحاب، وكذلك علاج الأعراض النفسية التي قد تنتج عن إدمان المخدر ليتم بعدها العلاج النفسي الذي يتم من خلاله عقد جلسات نفسية فردية وجماعية مع المريض هدفها توعيته بالمرض وبالآثار السلبية والخسائر الناتجة عنه، إضافة إلى تحفيزه وزيادة دافعيته للالتحاق بالبرنامج العلاجي، وكذا مساعدته في تعديل الأفكار المغلوطة وغير المنطقية تجاه المخدر مع تعليمه مهارات إيجابية للتعامل مع الضغوط والمشاكل الحياتية التي قد تدفعه للإدمان وأخيرا تقديم العلاج الأسري لتكوين بيئة صحية تساعده على التعافي، وبعدها تخصص المرحلة الثالثة للتأهيل النفسي الاجتماعي وأخيرا مرحلة العلاج الوظيفي عند الضرورة. هذه المراحل تم شرحها بالتفصل خلال هذه الأسبوع التحسيسي إلى أشرف على افتتاحه مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، مكي شوشان، تخللته عدة ورشات أطّرها مجموعة من المُختصين على غرار ورشة الأمراض العقلية والنفسية تناولت ضرورة العلاج الدوائي والأضرار الناتجة عن تعاطي المُخدرات، وورشة توعية المريض حول مخاطر الادمان وطرق تدخل النفساني العيادي مع هذه الفئة وكذا ورشة دور المُعالج بالعمل بطريقة فعالة للعلاج بالمركز وورشة المساعدة الاجتماعية وطريقة العمل والتكفل بفئة المدمنين. إضافة إلى ورشة الشُروحات والنصائح من طرف الطبيبة العامة والتدخلات الطبية المقدمة لفئة المدمنين على مُستوى المركز، كما تم توزيع مطويات وتقديم إرشادات ونصائح وتوجيهات من طرف المُختصين التابعين للمركز حول آفة الإدمان وطُرق التكفل به والمشاكل النفسية والجسدية التي تصيب الأفراد المُدمنين على المُخدرات في الوسط التربوي والجامعي والمؤسسات العقابية.