ترى دليلة زناد أستاذة محاضرة بقسم علم النفس بجامعة الجزائر "2"، أن تكوين الأخصائيين النفسانيين العاملين في مراكز معالجة المدمنين وتدعيمهم ببرامج علاجية متطورة، "ضرورة ملحّة". تقول الأخصائية النفسانية دليلة: "الإشكال الذي يُطرح اليوم هو كيف أستطيع أن أساعد أكبر عدد من المدمنين على الشفاء؛ لأن هذا من شأنه أن يخفّض الطلب على هذه السموم. وإذا كانت الجهات الأمنية قد تكفلت بقمع المروجين للمخدرات، فإن الأخصائي النفساني المكون لا بد أن يكون نشاطه مركَّزا على تمكين المدمن من الشفاء؛ بتجنيبه كل عوامل الانتكاس، وبالتالي تحقيق غاية واحدة، وهي التقليل من الطلب على المخدرات. وبالنظر إلى دورهم، نطرح إشكالية غياب أخصائيين نفسانيين متخصصين في علاج المدمنين". وحول أهمية تكفّل متخصصين نفسانيين في العلاج من المخدرات، جاء على لسان محدثتنا أن "الأخصائي يتكفل بإزالة السموم من خلال وصف أدوية تساعد المدمن على محاربة الاكتئاب والقلق، الذي عادة ما يقود إلى الإدمان، ولكن هذا لا يكفي، فتغير سلوك المدمن يبدأ أوّلا باقتناعه بفكرة العدول علن المخدرات، ونقصد هنا دافعية المدمن للاستفادة من العلاج، فإن كانت الدافعية موجودة يبرز دور الأخصائي النفساني المكون في تمكن المدمن من التربية العلاجية بإعلامه خلال فترة تواجده بالمركز، بكل المخاطر التي ينطوي عليها تعاطي مثل هذه السموم من جانبه الاجتماعي والشخصي؛ أي أن هذا العمل يدخل في إطار التوعية، هذه الأخيرة تنمّي فيه روح الدافعية الداخلية، وهي الفكرة التي تبنتها الدول الأوربية في حقل الإدمان؛ حيث ركزوا في مساعدة المدمنين على تقوية دافعية العلاج. وتعلِّق: "الأخصائي النفساني لا يرغم ولا يؤنّب ولا يلوم المدمن، ولكن يساعده ويرافقه لتغيير سلوكه ... وينظر الأخصائي النفساني إلى الإدمان على المخدرات على أنه مرض مزمن مرتبط بصفة (السمية)، وبالتالي يحتاج المريض المدمن إلى العلاج والمرافقة؛ لذا أقترح كأخصائية نفسانية لديها تجربة تزيد عن 16 سنة في التعامل مع هذه الفئة من المجتمع، تمكين المدمنين من التعرف على كل المنبهات التي تجعلهم ينتكسون، وحثهم على التواصل المباشر مع الأخصائيين؛ لحمايتهم من الوقوع ضحايا هذه الآفة الخطيرة من جديد".