دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، الأمين العام لجبهة "بوليساريو"، إبراهيم غالي، الاتحاد الأوروبي إلى الامتثال الكامل للقانون الدولي في الصحراء الغربية، ولا سيما احترام قرارات محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق باتفاقيات الشراكة مع المغرب، وحثّ الاتحاد الإفريقي على فرض البند المتعلق باحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار على المحتل المغربي. أكّد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، في خطاب رسمي خلال الاحتفالات بإحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس جبهة البوليساريو، واندلاع الكفاح المسلح، أنّ جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، ملتزمة اليوم بالتعاون والتشاور والحوار مع المؤسسات الأوروبية، في سياق يحترم سيادة الشعب الصحراوي على بلاده وثرواتها الطبيعية. وندّد الأمين العام لجبهة "بوليساريو" بالموقف المخزي لرئيس الحكومة الإسبانية بشأن الدعم الصريح للأطروحة الاستعمارية المغربية، وذكّر بأنّ الدولة الإسبانية ستستمر في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية، ولا يمكنها التهرب من هذه المسؤولية من جانب واحد حتى ينتهي الاستعمار في الصحراء الغربية عبر السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال. من جهة أخرى، شدّد الأمين العام لجبهة "بوليساريو" على ضرورة تحرك الاتحاد الإفريقي لفرض تطبيق قانونه التأسيسي، وخاصة احترام الحدود الموروثة عند نيل الاستقلال، وبالتالي إنهاء الاحتلال العسكري المغربي غير الشرعي لأجزاء من الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في المنظمة القارية. المتضامنون أبرزوا عدالة القضية في السياق، أكّد وزير الشؤون الخارجية الصحراوية، محمد سيداتي، أنّ جبهة البوليساريو كحركة تحرير، تستمد قوتها من مقاومة الشعب الصحراوي وكفاحه المتواصل على مدار خمسين سنة، وأضاف خلال أشغال الندوة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أنّ هذا الأخير يخوض في هذه الظرفية حربا ضروسا، وهي مُثُل قامت عليها حركات التحرر عبر العالم، جسدت من خلالها تصعيد النهج في القتال حتى طرد المحتل ونيل الحرية والاستقلال. وأضاف، سيداتي، أنّ المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي يلعبون دوراً هاما وبارزاً في إعطاء القضية الصحراوية زخما إعلاميا يعرّف بها في مختلف قارات العالم، بالإضافة إلى قدرتهم على إيصال صوت ومعاناة الشعب الصحراوي. "بوليساريو" ملتزمة بالجهود الأممية إلى ذلك، أشار ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة، محمد سيدي عمار، إلى أنّ الشعب الصحراوي يفخر بنصف قرن من المقاومة والصمود في ظل إنجازات كبيرة في مختلف المجالات، وهو بذلك يجدد عزمه الثابت على استعادة حريته واستقلاله مهما كلف الأمر. وأضاف أنّ المناسبة تعيد تأكيد التزام جبهة "بوليساريو" بالمساهمة البناءة في الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لاستكمال إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا.