تحويل مندوبية المخاطر إلى وكالة لإدارة الكوارث إدراج تخصص مهندس في تسيير مخاطر الكوارث الكبرى بالجامعات وضع إطار تشريعي للحفاظ على المباني القديمة إنشاء بنك معلوماتي عن الأخطار وإعادة النظر في قانون التأمينات خرج المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول «الحد من مخاطر الزلازل»، المنظم من طرف وزارة السكن يومي 20 و21 ماي الجاري، ب43 توصية، لتعزيز الإستراتيجية الوطنية لتسيير الكوارث والمخاطر الكبرى والوقاية منها، مقترحين تحويل المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى إلى وكالة وطنية للوقاية وإدارة الكوارث، وإنشاء شبكات تعاون محلية وإقليمية للتبادل المستمر للمعلومات والخبرات حول التعامل مع الزلازل بين الباحثين والمتدخلين، وتعزيز محطات مراقبة النشاط الزلزالي. توزعت التوصيات عبر أربع ورشات، جاء في الورشة الأولى بعنوان الاحتمالات الزلزالية والتمنطق الزلزالي، ضرورة وضع سيناريوهات الحركة الزلزالية للمراكز الحضرية حسب الأولوية من حيث مستوى المخاطر الزلزالية، والعمل على إتمام باقي شمال البلاد بما في ذلك الأطلس الصحراوي بدراسات الاحتمالات الزلزالية الجهوية من أجل تحسين وتحديث خريطة التصنيف الزلزالي لولايات الجزائر (التمنطق الزلزالي) للقواعد الجزائرية RPA99 الصيغة 2003 . وأوصى المشاركون في الملتقى بتعميم دراسات التمنطق الزلزالي على مستوى كل المناطق الزلزالية، وكذا تعميم مراجعة الدراسات الجيوتقنية لمخططات شغل الأراضي من طرف المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل CGS إلى جميع الولايات، وإنشاء منصة وطنية لجمع معالجة وتنظيم البيانات الجيوتقنية المنجزة عبر التراب الوطني في القطاعين العام أو الخاص، مع إلزام كل فاعل في قطاع البناء مكتب الدراسات، المخابر أصحاب المشاريع وهيئات المراقبة على إدماج كل المعطيات في هذه المنصة. ولدعم وسائل مجابهة المخاطر، دعا المشاركون في توصياتهم إلى تكثيف الشبكة الوطنية لآلات التسارع التابعة للمركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل CGS من خلال الحصول على 300 جهاز جديد لتغطية المناطق الزلزالية الشمالية للبلاد بأكملها على المدى الطويل، وإمكانية تجهيز بعض مناطق معينة من الجنوب التي لا يستبعد حدوث الزلازل فيها بحكم الاستغلال المكثف للمواد الخام، واقتناء 10 محطات زلزالية قصيرة المدة من أجل قياس التصدعات الرئيسية النشيطة والتأكيد على إجبارية التأمين ضد المخاطر الكبرى. أما في إطار تحيين التشريعات، فأوصى المشاركون بتكييف المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى في إطار مراجعة القانون رقم 04-20 إلى وكالة وطنية للوقاية وإدارة الكوارث على غرار البلدان الأخرى. تحيين النظام الوطني المضاد للزلازل في الورشة المتعلقة بهندسة مقاومة الزلازل، تم التوصية بمراجعة وتحيين النظام المضاد للزلازل (RPA) الحالي وتكوين فوج آني متخصص متشكل من خبراء جزائريين ناشطين في الجزائر والخارج لإعطاء صبغة حديثة بإدماج آخر التقنيات العصرية والمفاهيم والمنهجيات المتعلقة بالحساب والتحليل على غرار الكودات العالمية. كما اقترحوا استعمال العوازل الزلزالية كحلول إنشائية للمباني الإستراتيجية، وتصميم كتاب الصحة للمباني الإستراتيجية قيد الاستعمال وتنظيم تحيينها بطريقة دورية، مقابل العمل على توعية تلاميذ المدارس حول أخطار الزلازل وكيفية التعامل معها، والشروع في دراسات قابلية الانثلام للمعالم التاريخية، ووضع إطار تشريعي وتنظيمي من أجل إستراتيجية وطنية للحفاظ على المباني القديمة في المدن الكبرى بالجزائر. ومن أجل جودة أشغال المباني، أوصى الخبراء والمختصون بتصميم دفتر شروط خاص بعمليات إعادة تأهيل البنايات، وتبني قانون تقني وطني خاص بالمباني قيد الاستعمال، وإدماج في شهادة تأهيل المؤسسات مؤشر خاص بتقييم جودة أشغال البناء مبني على معطيات واقعية من خلال تقييم عملهم الميداني. ولتأمين كافة المنشآت، دعا الخبراء في توصياتهم إلى متابعة دراسات قابلية الانثلام للمنشآت الإستراتيجية في المدن الكبرى (مراكز اتخذ القرار، المستشفيات، البنوك، المدارس محطات الكهرباء، وحدات التدخل الخ...)، ودراسة قابلية الانثلام والتقليص من الخطر الزلزالي على الصعيد الحضري (المباني، البنية التحتية للطرق والشبكات الحيوية) بواسطة سيناريوهات زلزالية لتكون بمثابة أدوات صنع القرار للسلطات الوطنية والمحلية (الحكومة الوالي الخ...)، وإدماج الخرائط الخاصة بالمخاطر الزلزالية في أدوات التخطيط الحضري PDAU و(POS) مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج دراسات الاحتمالات، التمنطق الزلزالي، والعمل على التجهيز الزلزالي الدائم للمنشآت ذات الأهمية القصوى لمتابعة حالتها الصحية بعد وقوع زلزال. من جهة أخرى، أوصى المشاركون في الملتقى بتعزيز البحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل لتحسين مقاومة الهياكل للزلازل باستخدام المعدات العلمية (الطاولة الاهتزازية جدار رد الفعل الاهتزازات المحيطة والقسرية الخ..) الموجودة على مستوى مخابر هندسة مقاومة الزلازل للمركز CGS، وتشجيع التعاون بين الجهات الفاعلة في ميدان البحث العلمي (الجامعات، مراكز البحث والصناعة)، مؤكدين أن البحث في هندسة مقاومة الزلازل يتطلب نهج متعدد التخصصات، وتخصيص دعم مادي لتنفيذ مشاريع بحثية تجريبية على نطاق واسع وعلى أحسن وجه، وإيجاد آليات التمويل في تعميم البحث في هندسة مقاومة الزلازل وتخصيص الموارد الضرورية لتطويره وصيانة المعدات العلمية الموجودة على مستوى مخابر هندسة مقاومة الزلازل للمركز CGS. وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز نشر المعارف، بتقاسم نتائج البحث في هندسة مقاومة الزلازل مع الأوساط العلمية، السياسية والمجتمع المدني عبر الملتقيات واللقاءات الوطنية ومن خلال مختلف وسائل الاتصال، لتنفيذ مخطط الصمود الحضري (PDRU) لكل المناطق المهددة بالخطر . وفي ورشة الحوكمة والاستثمار في الحد من المخاطر، أوصى الخبراء باستغلال نتائج البحث العلمي خاصة في ميدان الأخطار الكبرى، وإنشاء بنك معلوماتي عن الأخطار وإعادة النظر في قانون التأمينات الخاصة بالأخطار الكبرى، مع العمل على ترقية نشاط الجمعية الوطنية لهندسة مقاولة الزلازل، وتعزيز عملية ومتابعة ومراقبة البنايات الفردية للخواص. الاستعداد والاستجابة للكوارث.. ومن أجل التأهب والاستعداد في حالة وقوع الكوارث، وتسريع التدخل في مرحلة ما بعد الكارثة في إطار العمل من أجل المقاومة والصمود ضد الزلازل، دعا المشاركون إلى إعداد سيناريوهات للمناورات الميدانية تتماشى مع الخصوصيات المحلية والإقليمية لتسيير الكوارث، وإنشاء شبكات تعاون محلية وإقليمية للتبادل المستمر للمعلومات والخبرات حول التعامل مع الزلازل بين الباحثين والمتدخلين، تكثيف وتعزيز محطات مراقبة النشاط الزلزالي. وأوصى الخبراء، بضرورة العمل على تحسيس وتوعية المواطنين بخطط الطوارئ وإجراءات الإخلاء والنقل الآمن خلال الكوارث الكبرى، وتعزيز القدرات البشرية والمادية للفاعلين المختصين لتحقيق تسيير أنجع للكوارث، مذكرين في هذا الصدد بأهمية تنفيذ الآلية الإفريقية للتدخل المقترحة من قبل الجزائر والمعتمدة من طرف الاتحاد الإفريقي. كما طالبوا بتعزيز التواصل والتنسيق المستمر بين الفاعلين المختصين لتحقيق تسيير أنجع، واقترحوا إنشاء تخصص جامعي (مهندسين) في تسيير مخاطر الكوارث الكبرى، واعتماد وتعزيز استعمال الحلول المبتكرة في تنسيق وتسيير المخاطر الكبرى.