التخصصات تخضع لشرط المقاعد البيداغوجية يطلع الطلبة الجدد، اليوم، على نتائج بطاقة الرغبات والتخصص الذي سيدرسونه في الجامعات، على أن يسجل كل من تم قبول خياره مباشرة، فيما تمنح فرصة أخرى لمن تم رفضه. حرص الأستاذ الباحث والمهتم بالشؤون الوطنية والدولية، عبد الرحمن بوثلجة، ل«الشعب"، على التذكير أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وضعت نظام بطاقة الرغبات لأجل محاولة تلبية رغبات الطلبة حسب المقاعد البيداغوجية المتوفرة، وحسب إمكاناتهم التي تعبر عنها المعدلات المتحصل عليها من طرفهم، سواء المعدلات العامة في البكالوريا أو معدلات المواد الأساسية. الاختيار الملائم أبرز بوثلجة أهمية الاختيار الصائب الذي يعتبر أساس نجاح الطالب الجديد في مساره الجامعي، لأنه يراعي المؤهلات المتمثلة في معدل البكالوريا ومعدل المواد الأساسية في الشعبة التي درسها، يمكنه من النجاح في دراسته مستقبلا. بالمقابل، أشار الأستاذ إلى أن الاختيار غير الصائب الذي ينتج عنه التوجيه في تخصص خارج رغبات الطالب، وقد يؤدي هذا إلى الرسوب أو صعوبات كثيرة خلال المسار الدراسي، لذلك على الطلبة الجدد الانتباه أثناء الاختيار واستشارة من لديهم خبرة أكبر في هذا الموضوع. استراتيجية التوجه للعلوم الدقيقة يرى بوثلجة أن رغبة الدولة في تطوير التكوين في تخصصات العلوم الدقيقة والتكنولوجية، والتي عبر عنها رئيس الجمهورية في عدة مناسبات، يجب أن يكون وفق استراتيجية طويلة الأمد، تهدف في نهايتها لجعل الجامعة قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ورغم أن نتائج البكالوريا قد أسفرت عن نسبة نجاح قاربت 80٪ في شعبة الرياضيات، وأكثر من 50٪ لكل من شعبتي العلوم التجريبية والتقنية، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن الاختيار الأول للطلبة في هذه الشُّعَب سيكون في تخصصات العلوم الدقيقة والتكنولوجية في الجامعات، عدا المدارس العليا المنشأة حديثا والمخصصة للرياضيات والذكاء الاصطناعي ومدارس عليا أخرى، والتي تعتبر اختيارات مفضلة للطلبة أصحاب المعدلات المرتفعة. أما باقي التخصصات الجامعية فتتطلب إعادة النظر ومحاولة تكييفها مع الاحتياجات الحقيقية لبلادنا ومع سوق الشغل، لأن الهدف المراد تحقيقه جعل تخصصات العلوم الدقيقة والتكنولوجية تخدم الاقتصاد وتساهم في تطوير بلادنا في مختلف القطاعات كأمر واقع وملموس، وليس من أجل تقديم الإحصائيات في عدد المتخرجين وأنواع الشهادات المتحصل عليها. وأوضح في ذات السياق، أن تجسيد هذا الأمر يتطلب تضافر جهود جميع الأسرة الجامعية، خاصة الأساتذة والشركاء الاقتصاديين العموميين والخواص، ويتطلب أيضا وعيا واقتناعا راسخا بأن الشهادة الجامعية، يجب أن تكون وسيلة وأداة مكتسبة لخدمة البلاد في اقتصادها ومجتمعها وعلى جميع المستويات. الرقمنة في محلها من جهته، الأستاذ بجامعة المدية شاذلي سعدودي، قال في تصريح ل«الشعب"، إن اللافت في التسجيلات الجامعية لموسم 2023/ 2024 بالنسبة لحاملي البكالوريا الجدد، أنها كانت رقمية وتمت عبر المنصة التي خصصتها وزارة التعليم العالي. وذكر أن عملية إيداع ملفي الإيواء والمنحة الجامعة تتم رقمياً، بهدف التخفيف على طلبة المناطق البعيدة عناء التنقل إلى الجامعات، خاصة الذين يسجلون في جامعات بعيدة عن مقار سكناهم بحكم التخصص والتوجيه، مؤكدا أن الرقمنة جد إيجابية وتخدم مصلحة الطالب. وبشأن العناية التي توليها السلطات لشعب العلوم الدقيقة والتكنولوجيا، قال الأستاذ سعدودي إنها مهمة جدا لتلبية طلبات سوق العمل ومواكبة التطور التكنولوجي، كما أنها ترقى بالصناعة والزراعة ومختلف القطاعات. ولم يفوت المناسبة، ليؤكد إن كانت العلوم الإنسانية تبني الإنسان وتصقل الفكر الإنساني، فالعلوم الإنسانية تصنع الأفكار التي توجه الحضارة. رقمنة بطاقة الطالب بدوره أفاد المكلف بالإعلام والاتصال بكلية الطب بجامعة الجزائر-1، محمد بوغالية، في تصريح ل«الشعب"، أن التسجيلات الجامعية لهذه السنة رقمية 100٪. وعن تركيز الاختيارات على العلوم التكنولوجية، كتخصصي الإعلام الآلي والذكاء الاصطناعي -يقول المتحدث- إنها التخصصات الأكثر طلبا عالميا، ولذلك جاء توجه الدولة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة من خلال تفعيل دور الجامعة في تكوين الطلبة في العلوم والتكنولوجيا، حيث أعطيت الأولوية في هذه السنة الجامعة لدراسة الاختصاصات في مجال التكنولوجيا. على مستوى جامعة الجزائر-1 "بن يوسف بن خدة"، تم إدراج تخصص الذكاء الاصطناعي وتمتلك دارا وطنية للذكاء الاصطناعي، حيث سخرت كل الإمكانات المادية والبشرية لتكوين الطلبة في هذا المجال، نذكر على سبيل المثال الإعلام الآلي وتخصص الذكاء الاصطناعي وغيرها وذلك تماشيا مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. ما ميز هذه السنة - يضيف المتحدث - فتح منصة رقمية لفائدة الطلبة حاملي شهادة البكالوريا الجدد- دورة جوان 2023- للتكوين في اللغة الإنجليزية وتحسين مستواهم، وهذا أمر إيجابي، على اعتبار أن أغلب البحوث الجامعية تنجز بهذه اللغة. وبشأن كلية الطب، أكد مسؤول التنظيم بجامعة الجزائر-1، أنها تستقبل عددا كبيرا من الطلبة المتحصلين على المعدلات العالية، فهذه السنة تم الاعتماد على المعدل الموزون والمعدل العام بالنسبة للتخصصات في العلوم الطبية، على غرار تخصص الطب العام وتخصص طب الأسنان والصيدلة، آملا دخولا موفقا للطلبة والنجاح في مسارهم الدراسي.