أبرزت الممثلة المسرحية خيرة حميدة خلال تصريحها ل«الشعب"، إمكانية أن يلعب مسرح الشارع دورا فعالا في خلق جمهور يصبح مهتما بالمسرح مستقبلا، وترى بأن واقع هذا الفن حاليا لم يعثر على أرضية صلبة تجعله قادرا على مخاطبة رواده بمواضيع مدروسة من الواقع اليومي، لاسيما بعروض تحاكي في بنائها أعمال عالمية شهيرة، رغم اجتهاد العديد من الفنانين المهتمين والموهوبين في هذا المجال . صرّحت خيرة حميدة، بأن مسرح الشارع في الجزائر لا نستطيع تحديد مكانته بدقة لأنه في الأصل ما زال تجريبي بالدرجة الأولى، رغم محاولة بعض المسارح إعطائه أهمية، منها المسرح الجهوي عبد القادر علولة وهران، حيث قدّم تجربة جال بها في العديد من شوارع المدينة، كما أن هذا الفن في حد ذاته في أوروبا تقول لا يعتمد على المسرح بقدر ما يعتمد على الترفيه بوسائل أخرى مثل الموسيقى، الرقص، التعبير الجسدي والألعاب الأخرى المسلية، والذي عادة يقام أمام الساحات والفضاءات التجارية لتسلية الجمهور الواسع. وفي ذات السياق تؤكد، بأن هذا الفن له مكانة خاصة في الجزائر، حيث أوضحت بقولها "طبعا هو لا يستطيع أن يؤدي دور المسرح في القاعة، لكن له عدة أدوار لترقية المجتمع رغم بعض التجارب المحتشمة من طرف بعض الجمعيات والتعاونيات الخاصة التي ساهمت في التعريف به كمسرح الشارع، والذي يعتمد على الممثل بالدرجة الأولى، كون هذا الأخير هو الذي يلعب ويؤدي أدوار شخصيات معروفة أو غير معروفة، مثل شخصية هاملت، أو عطيل أو شخصيات أخرى، كما أنه لا يعتمد على الديكور بل على ملابس وماكياج الممثل فقط".. وترى من جانب آخر، بأن مسرح الشارع لا نستطيع أن نجزم أن له جمهورا معينا حاليا، ربما مستقبلا يمكن تحديد ذلك، لكن تضيف هو فن مفتوح للجمهور الواسع، إذ يقدّم هذا النوع في الساحات العمومية، على غرار مسرحية "عطيل الغيار" قدمها ممثلون أمام ساحة بور سعيد قرب مدخل المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي في العاصمة، وكانت في رأيي تجربة ناجحة، كما أفادت "كان هذا النوع من المسرح في الماضي يعتمد على القصة بالطريقة الارتجالية، لكن اليوم مع التطور التكنولوجي والبحوث، واهتمام جيل الشباب بالفنون المسرحية أصبح نوع من الفنون المدروسة، ويقدم بطريقة مدروسة بشكل فني، كالمسرحية التي تقدم فوق الركح وداخل القاعة، الاختلاف يكمُن في تغير الفضاء وهو الشارع أو الساحة والتخلي عن بعض عناصر العرض كالإضاءة، السينوغرافيا أو الديكور، في حين يستطيع الممثل الاعتماد على قدراته الابداعية بشكل أوسع". وتعتقد الفنانة خيرة حميدة، أن مسرح الشارع لا يمكن أن يكون له محل لدى الجمهور الذي أضحى قليل التواجد في قاعات العروض، إلا اذا كانت هناك سياسة واضحة من طرف الوزارة الوصية وإرادة لدى القائمين على هذا النوع بتطويره وإعطاء الفرص والإمكانيات للفنانين للإبداع، وحين ذلك يمكن أن نرى في المستقبل مهرجان لمسرح الشارع، إذا ما توفر لدينا زاد مدروس من انتاج فني متنوع وثري.