أكد الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للدولة الليبي، محمد تكالة، على أن المصالحة والوحدة الوطنية وإنهاء المراحل الانتقالية تظل أهدافا رئيسية للمجلس الأعلى للدولة، وفي الأثناء لقيت عملية توحيد مصرف ليبيا المركزي بعد عقد من الانقسام، ترحيبا داخليا وخارجيا كبيرين. رحّبت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، بالإعلان عن الانتهاء من إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي. وأشادت البعثة الأممية، في بيان، باتخاذ «محافظ مصرف ليبيا المركزي الصادق الكبير، ونائبه مرعي مفتاح رحيل، الإجراءات المعلنة بهدف استكمال عملية إعادة توحيد المصرف، والتزامهما بمعالجة الآثار التي لحقت بهده المؤسسة جراء الانقسام». وأعربت عن أملها بأن «تساعد عملية إعادة توحيد مصرف ليبيا على إعطاء زخم جديد لجهود توحيد جميع المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد، تلبية لتطلعات الشعب الليبي منذ مدة طويلة». وفي وقت سابق الأحد، أعلن مصرف ليبيا المركزي، عودته لمؤسسة سيادية واحدة، بعد انقسام بدأ عام 2014، مؤكدا معالجة آثار انقسامه. وذكر المصرف في بيان، أن قرار الإعلان عن توحيد فرعيه، جاء بعد اجتماع موسع عقد الأحد، في العاصمة الليبية، جمع محافظ المصرف ونائبه ومستشارين في المصرف بطرابلسوبنغازي. وعام 2014، دخلت ليبيا في انقسام سياسي أفرز برلمانين، الأول هو «المؤتمر الوطني» في طرابلس (المجلس الأعلى للدولة حاليا)، كلّف «حكومة الإنقاذ الوطني» برئاسة عمر الحاسي، وأدارت غرب البلاد. أما البرلمان الثاني فهو «مجلس النواب في طبرق» الذي انتُخب آنذاك، وكلّف «الحكومة المؤقتة «برئاسة عبد الله الثني، التي سيطرت على شرق البلاد. وطغى هذا الانقسام على المؤسسات الاقتصادية وعلى رأسها المصرف المركزي الذي انقسم إلى اثنين، الأول يعمل من طرابلس برئاسة الصديق الكبير، والثاني من مدينة البيضاء قبل أن ينتقل إلى بنغازي برئاسة علي الحبري، الذي أقاله مجلس النواب نهاية 2022. ومنذ سنوات، ترعى بعثة الأممالمتحدة حوارا اقتصاديا يهدف إلى توحيد المؤسسات المنقسمة، وعلى رأسها المصرف المركزي الذي توقفت قبل نحو عام مساعي توحيده. خطوة لتصحيح المسار هذا، وقد لقيت خطوة توحيد المصرف المركزي الليبي ترحيبا داخليا وخارجيا كبيرا، حيث رحّب الاتحاد الأوروبي، بإعادة توحيد المصرف، داعياً إلى تعزيز الشفافية والتوزيع العادل لدخل النفط. وقال سفير الاتحاد لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، عبر موقع التدوينات تويتر: «نرحب بإعادة التوحيد كخطوة في الاتجاه الصحيح لوحدة ليبيا». وأضاف: «يجب أن يتبع العمل السياسي والفني، لضمان تعزيز الشفافية والتوزيع العادل لدخل النفط بين جميع الليبيين كأساس للسلام والازدهار الذي تستحقه ليبيا». من جهتها، أكدت سفارة الولاياتالمتحدة بليبيا، أن الولاياتالمتحدة ترحب بإعلان إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، مؤكّدة أنها «خطوة حاسمة نحو استقرار وتنمية اقتصاد ليبيا».