أكد أساتذة في العلوم السياسية والعلاقات، على أهمية مبادرة الجزائر من أجل الحل السياسي في النيجر، وسط قبول أطراف نيجرية بهذا الخيار، الذي من المنتظر أن يجمع كل المكونات السياسية والعسكرية وحتى الدينية حول طاولة حوار ترعاه بلادنا. لا مناص عن الحل السياسي الذي يبقى الخيار الأفضل بالنسبة للنيجريين لتجاوز الأزمة السياسية، بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب الممثل للنظام الدستوري. وقد عملت الجزائر ولا تزال جاهدة لتجنب خطر التدخلات الأجنبية التي قد تعصف بأمن المنطقة. وأبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقاعدة، في تصريح ل»الشعب»، أن المبادرة التي قدمتها الجزائر لحل الأزمة في النيجر جاءت لتحقيق هدفين أساسيين، هما عدم التدخل العسكري وكذا العودة السريعة إلى الشرعية الدستورية، مشيرا إلى أن أهميتها زمنيا، جاءت في وقت أصبح فيه التدخل العسكري هو الخيار الأقرب للتنفيذ، وأنها جاءت، حسب وزير الخارجية الجزائري، بعد الاستماع لأطراف الأزمة. وأفاد بوقاعدة في السياق، أن ميزة المبادرة أنها ليست مغلقة في بنودها وآلياتها، بل جاءت مفتوحة، يمكن للأطراف اقتراح تعديلات في مدتها الزمنية وكذا الآليات المؤسسية التي يتفقون عليها، كما كرست مبدأ التشاركية في معالجة الأزمة ودعت المجتمع الدولي والإقليمي للإسهام في تنفيذ بنودها. بالنسبة للمحلل السياسي رابح لعروسي، فإن المبادرة تعكس الجهود التي تشتغل عليها الجزائر، وذلك من أجل الثبات حول الحل السياسي في النيجر بعيدا عن أي تدخل عسكري، كما أنها تعكس مقاربة الجزائر، وذلك من خلال الزيارات التي قام بها وزير الشؤون الخارجية لبعض دول منظمة «إيكواس». يعتقد لعروسي أن المبادرة تحصيل لهذه الزيارات، التي انجر عنها ترتيبات تتعلق بكيفية العودة إلى الحل السياسي والحل الدستوري، وإبعاد مختلف التهديدات التي قد تحدث في النيجر، نتيجة الخيارات العسكرية، وما تعلق بمقترح التدخل العسكري وعودة النظام الدستوري بالقوة. أوضح المتحدث، أنه لابد أن تشارك كل الإطراف النيجرية في هذه السلطة المدنية وفي هذا الخيار السياسي، من أجل وضع ترتيبات تقي النيجر خطر الانزلاق الأمني، مشيرا إلى أن المبادرة منطلقها سياسي بامتياز، وتوافقي، ترمي للمّ شمل كل الأطراف على طاولة واحدة. قال لعروسي، إن المبادرة تحظى بموافقة بعض الأطراف داخل البلد، ويعتقد انه بالإمكان أن تلقى المبادرة التأييد وكذا الدعم من قبل المجتمع الدولي، في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة من أخبار حول تعاطي الداخل والخارج مع هذه المبادرة. يمكن للجزائر أن ترعى الحوار السياسي- يضيف لعروسي - في النيجر من منطلق المبادرة، حيث سيجتمع النيجريون حول طاولة واحدة، ويتفقون على كل الخيارات السياسية حتى تعود الحياة الدستورية إلى النيجر.