احتضنت قرية "لمصلى" ببلدية ايلولا اومالو في دائرة بوزقان، فعاليات الطبعة الثالثة عشر لعيد التين، هذه التظاهرة التي دامت يومين انطلاقا من تاريخ 31 أوت والى غاية أمس السبت نظمتها الجمعية الثقافية "ثيغيلت لمصلى" شارك فيها 52 عارضا من 7 ولايات من الوطن" بجاية، تيزي وزو، البويرة، سطيف الى جانب كل من بومرداس، المدية وتوقرت"، اثروا ارجاء هذا المعرض الذي لم يكن فقط من أجل عرض الانواع المختلفة للتين والتين المجفف، وانما كانت فرصة لحضور المنتجات الحرفية اليدوية، والمنتجات الفلاحية، لتصطبغ هذه التظاهرة بلون السياحة. تظاهرة "عيد التين" صرّح بشأنها بوعشرين ماحند، رئيس الجمعية الثقافية "ثيغيلت لمصلى" انها اخذت ابعادا وطنية بعدما اقتصرت في البداية على سكان القرية، لتتطور الى تظاهرة جهوية وبعدها وطنية، شارك فيها العارضون من مختلف الولايات خاصة سطيفوبجاية، حيث حضر التين بني معوش وبني ورثلان. ونافس تين منطقة القبائل التي تتوفر على عدة انواع من هذه الفاكهة التي اخذت حيزا كبيرا في حياة السكان في منطقة القبائل، والذي يتباركون بها وينتظرون حلول موسم الصيف لقطف هذه الثمار التي كانت في الماضي غذاء السكان على حد قول المثل"ارجو ألاز...أرذيب لخريف" بمعنى "انتظر ايها الجوع... الى غاية نضج التين"، وهكذا كان سكان منطقة القبائل الذي عانوا الويلات والجوع في حياتهم اليومية خاصة إبان ثورة التحرير، والظروف قاسية والغذاء غير المتوفر، فكانوا يسكتون جوعهم بانتظار حلول فصل الصيف ونضج ثمار التين. متحدثنا أضاف ان فكرة تنظيم هذه التظاهرة جاءت لرد الاعتبار لهذه الثمار والفاكهة التي تضررت في السنوات الاخيرة بسبب التقلبات الجوية، وحتى الحرائق التي اتت على العديد من الاشجار ما أدى الى تراجع ونقص المحصول، ناهيك عن تخلي شباب وجيل اليوم عن الاعتناء بأشجار التين الامر الذي تسبب في اتلاف عديد الاشجار وتهديد هذه الثروة بالاندثار لتكون هذه التظاهرة بمثابة فرصة لتسليط الضوء عن هذه الثروة التي وجب الاعتناء بها والاهتمام بها اكثر من أجل وفرة انتاجها، خاصة مع الاهمية القصوى التي تحويها في منح وتوفير الطاقة التي نجدها في التين المجفف الذي يعتبر علاج ناجع لعديد الامراض، خاصة اذا ما أضيف له زيت الزيتون. وتحولت الطبعة الثالثة عشرة لعيد التين الى وجهة سياحية لمختلف الزائرين والسياح الذي قدموا من خارج الوطن، وهذا للتمتع بالمذاق الحلو للتين واقتناء التين المجفف الذي اصبح مطلوبا بكثرة نظرا لفائدته الطبية، ناهيك عن حضور مختلف المنتوجات التقليدية واليدوية" الفخار، الفضة، والالبسة التقليدية ..."، ما جعل هذه التظاهرة تأخذ ابعاد السياحة وتستقطب المئات من الزوار والسياح، الذي وجدوا انفسهم في متحف على الهواء الطلق لأجمل وابرز المنتجات الوطنية التقليدية التي شكلت الثقافة الوطنية وجمعت مختلف ولايات الوطن في بوزقان.