جبال شامخة تعانق زرقة السماء، ينابيع طبيعية تتميز ببرودة مياهها، أشجار متنوعة ونباتات للزينة وأعشاب طبية، مغارات وصخور متنوعة على شكل أنفاق هي مشاهد وصور تتكرّر في يوميات عشاق السياحة الجبلية وهواة المغامرة والتخييم، والتي يوفّرها الموقع السياحي "ثابورث العنصر" أو "باب المنبع" ببلدية اسي يوسف ببوغني. يعتبر من أجمل المواقع السياحية التي أصبحت الوجهة المفضلة للسياح من مختلف ولايات الوطن، وحتى خارجها، نظرا للمقومات السياحية التي يتميز بها هذا الموقع الذي أصبح متنفسا تجد فيه العائلات الجزائرية راحتها والهدوء الذي تنشده بعيدا عن ضوضاء وضجيج المدينة. معادلة السحر والجمال الزائر للموقع السياحي "ثابورث العنصر" الذي تعزّزت فيه السياحة خلال هذه السنوات الأخيرة، خاصة خلال انتشار "وباء كورنا" الذي عزل العالم باسره، غيّر من مفاهيم السياحة في بلادنا، فبعد أن كانت الشواطئ الوجهة المفضلة للسياح والكثير من العائلات، أصبحت السياحة الجبلية والغابات الرقم واحد لهواة السياحة والمغامرة عبر المسالك الجبلية والصخور والغطاء النباتي الكثيف الذي يخفي وسطه ينابيع طبيعية زادت رونق وجمال هذا المكان الذي يستهوي الناظرين بمجرد وضع الاقدام فيه، حيث تتسارع الخطى نحو الأمام لاكتشاف كنوز "ثابورث العنصر" التي لا تتعلق بموسم وفصل معين فقط، حيث تتزاوج فيه السياحة على مدار السنة والفصول. «ثابورث العنصر" أو بوابة المنبع هو اسم على مسمى، حيث يجد السائح نفسه أمام مدخل على شكل باب جسدته الطبيعة من خلال صخور كبيرة تعتبر بوابة هذا المكان الذي يعرج بك عبر أنفاق ومغارات من الصخور المنحوتة طبيعيا، وهو المسار الذي يسلكه زائر هذا المكان، الذي تفننت الطبيعة برسم تفاصيله الحقيقية. يرحب قطيع الأغنام بالسياح والزوار وسط أغاني شجية تصدح بها حناجر الشباب الذين يطلقون العنان لمزاميرهم ومختلف الآلات الموسيقية لعزف أجمل النوتات وسط ذلك الهدوء والجمال الساحر، ما يزيد من روعة هذا الموقع السياحي الذي لا يغيب عنه الزوار صيفا وشتاء، خريفا وربيعا لخصوصيته التي شملت وجمعت كل الفصول، في منطقة القبائل التي تشتهر بهذه الأنواع من المواقع التي تجسّد السياحة بامتياز. توغلنا ومشينا كثيرا في أرجاء "ثابورث العنصر" التي طغت عليها الصخور الكبيرة المنحوتة بأشكال اعطت لهذا الموقع تفاصيل منفردة، ميزته عن غيره من المواقع، هواء نقي وعليل، برودة تزاحم درجات الحرارة المرتفعة بمنطقة القبائل، تنسي السائح انه في فصل الصيف ولفحات الشمس الحارقة التي اختفت في هذا المكان. مرتفعات ومنحدرات وسط الأحراش ومختلف الأشجار "أشجار التين"، التي ترعى وسطها الأغنام مزاحمة السياح، الذين يتسابقون لالتقاط الصور معها لافتقادهم لمثل هذه المشاهد التي تكاد تغيب عن المناطق الحضرية، معارض لمختلف التحف والصناعات التقليدية واليدوية، ومطاعم على الهواء الطلق أخذت الطابع التقليدي للمنطقة، والتي يجد فيها السائح ضالته مع أشهى وأطيب الاطباق والوصفات الغذائية. ناهيك عن فضاء للعب الأطفال، الأمر الذي يجعل من هذا الموقع الوجهة المفضلة دون منازع، نظرا لتوفره على عدة فضاءات حولته إلى متحف وسط الطبيعة العذراء والهواء الطلق، ليجد فيه السائح راحته المنشودة، ما يجعله يعيد زيارة هذا المكان عدة مرات في السنة، خاصة مع توفر الأمن الذي أعاد الرونق للسياحة الجبلية بمنطقة القبائل. خروج من دائرة النسيان جمال وسحر هذا الموقع السياحي، وأهميته الكبيرة في إخراج منطقة "اث بوغردان "من دائرة النسيان وقوقعة النقائص التي تواجه سكانها يوميا، جعلها من أولويات المجلس الشعبي البلدي الذي يسعى جاهدا لإعادة تهيئة هذا المكان التابع للحظيرة الوطنية لجرجرة، وفق معايير تضمن ادخال ميزانيات مالية للمنطقة والتي من شأنها أن تساعد في تجسيد عديد المشاريع الحيوية في هذه المنطقة التي تعاني من انعدام العقار وحتى نقص الميزانيات، وهذا ما أكده رئيس البلدية محمد اعراب عميار، الذي أكد على مساعي المجلس المحلي للارتقاء به من خلال أحداث تغييرات وتزويده بمرافق خدماتية، خاصة ما تعلّق بتوفير الإقامة للسياح والزوار. من خلال تجسيد بناءات بسيطة تتماشى مع طابع وخصوصية هذا الموقع الطبيعي، ناهيك عن توسيع المكان وإقامة مطاعم وفضاءات جديدة من شأنها أن تدعّم الخدمات الحالية المتواجدة بالمكان، ليكون هذا الموقع السياحي رائدا في مجال السياحة الجبلية بتيزي وزو، ويستقطب أكبر عدد ممكن من السياح لإعطاء ديناميكية وحيوية أكبر للمنطقة.