احتضن ركح اوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" في إطار الاحتفال بالذكرى ال 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصينوالجزائر، العرض الفني لمسرح الباليه الصيني "السوتشو"، بحضور وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي وكذا سفير جمهورية الصين الشعبية، والسلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. قالت وزيرة الثقافة والفنون على هامش انطلاق العروض، ان هذه التظاهرة تأتي احتفاء بالذكرى ال 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصينوالجزائر، والتي تزداد وتستمر مع مرور الوقت من خلال الاتفاقيات التي يتم توقيعها في عديد المجالات. واضافت، "فإلى جانب كونها من أوائل البلدان التي رافقت مسيرة التحرر الجزائري، كانت جمهورية الصين الشعبية الصديقة أيضا أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة إبان ثورة التحرير المجيدة، ناهيك عن الجولات الفنية التي قامت بها الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني في جمهورية الصين الشعبية، والتي كانت رافدا حقيقيا مكن الشعب الصيني من الوقوف على عدالة القضية الجزائرية، والإبداعات الفنية والثقافية للشعب الجزائري". وأكدت مولوجي، على عمق الترابط الثقافي بين الشعبين، قائلة: "وعلى غرار الجزائر ظلت جمهورية الصين الشعبية بفضل إيمانها بعبقرية الإبداع والفنون من أهم الدول التي جعلت من الثقافة خير سفير بين الشعبين الجزائريوالصيني في كل مراحل العلاقة بين البلدين والتي كان عنوانها الاحترام المتبادل والتعاون الدؤوب من أجل نشر القيم الإنسانية". وفي ذات السياق أبرزت الوزيرة، ان النشاط الذي تحتضنه اوبرا بوعلام بسايح، ماهو إلا تعبير عن عمق وشائج المودة بين الشعبين الجزائريوالصيني، من اجل -كما اشارت صورية مولوجي - الى ان أقدم اتفاقية بين البلدين كانت ذات طابع ثقافي تمثلت في اتفاقية التعاون الثقافي بين الجزائروالصين الموقعة بتاريخ 14 سبتمبر سنة 1963". وعلى مدار 100 دقيقة من الزمن امتع حوالي 53 راقصا توزعوا على خشبة المسرح الجمهور الحاضر باوبرا "بوعلام بسايح"، وقد كان العرض الافتتاحي تحت عنوان: "مطر ضبابي" قدمت فيه مجموعة من الراقصات بزيهن الابيض حركات صامتة للجسد تظهر على شكل رذاذ متقطع ونسائم لطيفة يراها المتفرج من بعيد على شكل بحيرة قاتمة يغمرها الضباب، ويزينها صوت تساقط قطرات المطر، في جو يعكس الخريف. وكان العرض الثاني بعنوان: "رابطة" يصف فيه فنان وفنانة الرابطة الموجودة بين الزوج والزوجة، يحمل كلاهما خلال العرض حبلا مطاطيا من الطرفين يقومان تارة بشده وتارة بإرخائه على أنغام مختلفة بين الحزينة والبهيجة وهو ما يعكس التقلبات التي يمر بها الزوجان في حياتهما، ويعبر هذا العمل عن مشاعر التشابك والقيود والعجز والانفصال. كما قدمت الفرقة عروضا أخرى لاقت استحسان وتفاعل الجمهور مثل: "المستجدة"، "لا ينام ليلا"، "الوداع"، "بحيرة البجع"، وقد قالت احدى السيدات ممن حضرن السهرة أنها جاءت لمشاهدة العرض مع صديقاتها من أجل التعرف عن قرب على فن الباليه الصيني، مؤكدة ان العرض كان مثيرا للاعجاب وراقيا.