تحفيز الاستثمار في الاقتصادين التدويري والأخضر قالت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فازية دحلب، إن بروز استثمارات جديدة في القطاع يعول عليها في دعم الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص. وأكدت أن التعاون مع الشريك الكوري، من شأنه أن يقوي التحول الإيكولوجي الذي تخوضه الجزائر بثقة وخطى ثابتة. وأوضحت أن إمكانيات الجزائر في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر تؤهلها أن تكون رائدا عالميا في مكافحة تغير المناخ. كما دعت إلى مرافقة المؤسسات الناشئة وحثها على الابتكار والمشاركة الفعالة في حل كل الإشكاليات المطروحة، وتطوير برامج البحث العلمي للمساهمة في تنفيذ المخططات الوطنية للبيئة والطاقات والمتجددة. افتتحت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فازية دحلب، الطبعة الثالثة لصالون الجزائر الدولي للبيئة والطاقات المتجددة، المنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمشاركة 170 عارضا جزائريا وأجنبيا، بحضور دولة كوريا الجنوبية كضيف شرف، واعتبرت في بداية مداخلتها أن هذا الصالون المهم يتوافق مع توجه مخطط عمل الحكومة المنبثق من برنامج رئيس الجمهورية، الذي يشجع على تكثيف نسيج المؤسسات الناشئة في مجال الاقتصاد الأخضر، الذي، دون شك، يواكب التحول العالمي في خضم الدينامكية الدولية. وقالت، إنه تم تبني سلسلة من الإجراءات لمنح مكانة كبيرة للاقتصاد الأخضر على ضوء النموذج الاقتصادي الجديد، ليكون محركا قويا من شأنه تطوير الموارد وتنويع الثروة خارج قطاع المحروقات. وقالت الوزيرة، عن إدراج الحكومة للاقتصاد الأخضر ضمن الأولويات، إن قطاعها البيئي يسهر على ترقية عدة مجالات جديدة، يحرص فيها على تطوير استعمال الطاقات المتجددة خارج الشبكة في مختلف القطاعات، من بينها الفلاحة والصناعة. مشيرة في سياق متصل، إلى الاستمرار في بناء الاقتصاد الدائري المعتمد على تثمين النفايات وخدمات النظم الإيكولوجية. وبخصوص الجهود المنصبّة على حماية البيئة، أفادت الوزيرة دحلب أن حماية البيئة تحظى بمكانة هامة في برنامج رئيس الجمهورية، حيث تم تكريسها في الدستور، إلى جانب التزام السيد الرئيس بتشجيع إنتاج الطاقات المتجددة وضمان إطار معيشي يحترم متطلبات التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة. وقدرت وزيرة البيئة الدعم المالي الدولي للجزائر من طرف الصندوق الأخضر للمناخ بنحو 2.8 مليون دولار، وبعد الاستفادة يتم حاليا إعداد المخطط الوطني للتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية. كما ترى الوزيرة في هذا المقام، أن عملية التكيف وكذا التقليص من آثار التغيرات المناخية، يعدان فرصة حقيقية تهدف إلى تطوير مشاريع متعددة القطاعات من شأنها أن تكرس الفعالية الطاقوية والطاقات المتجددة وتجسد الاقتصاد الدائري، إلى جانب كل من الاستعمال العقلاني للموارد المائية وتحقيق التنمية في الفلاحة والصناعة. ويجري في الوقت الراهن، تشجيع الاستثمار في قطاعي البيئة والطاقات المتجددة، وتسهر الوزارة وعدة قطاعات، بحسب ما كشفت عنه الوزيرة دحلب على تحفيز الاستثمار في عدة أنشطة تشمل كل من الاقتصاد التدويري والاقتصاد الأخضر، إلى جانب الطاقات المتجددة خارج الشبكة، مراهنة على دور الشركات الناشئة في الدفع بقاطرة هذا الاقتصاد. وصرحت بأن الجزائر بفضل موقعها الجغرافي وما تزخر به من إمكانيات ضخمة في الطاقات المتجددة، تمنح فرصا استثمارية مهمة، خاصة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والتثمين الطاقوي للنفايات. وتحدثت الوزيرة في سياق متصل، عن توفر الجزائر على 288 منبعا حراريا، تعتقد أنه يمكن استغلاله لإنتاج الطاقة الحرارية الأرضية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من النفايات، تتشكل أساسا من 50٪ من مواد عضوية قابلة لإنتاج غاز الميثان. وأشادت الوزيرة بمشاريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، من أجل احتواء ندرة المياه وتحقيق الأمن المائي. وتتوقع الوزيرة أن وجود كوريا كضيف شرف، سيفتح المجال للاستفادة من التجربة الكورية تتجه فيه الجزائر نحو التحول الإيكولوجي بثقة وخطى ثابتة، وقالت، إن إمكانيات الجزائر في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر يؤهلها أن تكون رائدا عالميا في مكافحة تغير المناخ، علما أن كوريا على استعداد أن تكون شريكا ثابتا. وكانت الوزارة، في إطار التحول نحو الطاقات البديلة والنظيفة، قد أعدت مخطط عمل على المدى القريب يمتد من 2023 إلى آفاق 2025 من أجل تطوير الاستهلاك الذاتي وربط المناطق المعزولة بالطاقة، خاصة المناطق الفلاحية في الجنوب. يذكر، أن هذا الصالون حضره كل من وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ، وزير الصناعة علي عون، وزير الري طه دربال، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة ياسين المهدي وليد، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي سيدي محمد بوشناق خلادي، إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وأبرمت على هامش الصالون، الذي تضمن العديد من المحاضرات، على مدار ثلاثة أيام، العديد من المحاضرات، كل من وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على اتفاقية شراكة إطارية لتحديد مجالات التعاون بين القطاعين. وشاركت الجمهورية الصحراوية في الطبعة الثالثة لصالون الجزائر الدولي للبيئة والطاقات المتجددة، من خلال وزارة البيئة والمياه ممثلة في المدير المركزي للبيئة.