شهدت الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم حتى الآن، وبعد مرور ثلاثة جولات فقط من انطلاق الموسم الكروي الجديد تغيير 4 مدربين، البداية كانت من كل من نادي بارادو ووفاق سطيف، اللذان عيّنا كل من كورنتين مارتينز مدربا للفريق بدلا من نذير لكناوي ودوما خلفا لعمراني عشية انطلاق البطولة، فكانا في مقدمة المغادرين قبل أن يلتحق بهما كلا من عزيز عباس في الجولة الثانية ومؤخرا يوسف بوزيدي. سجلت الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم استقالة أو إقالة أربعة أندية لمدربيها على خلفية سوء النتائج التي سجلوها معهم مطلع الموسم، ويتعلق الأمر بمدرب شبيبة القبائل يوسف بوزيدي الذي غادر سفينة الكناري أول أمس أو بسبب سوء تفاهم بين الإدارة والمدرب في صورة عبد القادر عمراني وعزيز عباس، وهي ظاهرة باتت تعكس الوجه الآخر لكرة القدم المحلية. الغريب في الأمر أن نرى مثل هذه الإقالات في مثل هذا التوقيت المبكر جدا ممّا يدل على أن أسباب الإقالة لم تتم وفق معايير فنية بالدرجة الأولى بقدر ما هو قرار إداري الغرض منه إبعاد الضغط عن الإدارة وتحميل المسؤولية للمدرب. معطيات أو مؤشرات أخرى تؤكّد على أن قرار اختيار المدرب بالنسبة لأغلب النوادي المحلية في الأساس جاء بناء على قرار إداري وفقط، يتناسب مع المرحلة التي يتم التعاقد فيها مع المدرب وامكانيات الفريق الحالية، بغض النظر على الجانب الفني بدليل حصيلة المدربين الذين تم الاستغناء عنهم بطريقة أو بأخرى، والذي بلغ عددها أربعة تقنيين وهذا بعد ثلاثة جولات فقط من انطلاق الموسم الكروي الجديد. وستكون المراحل المقبلة من عمر البطولة حاسمة لمجموعة من المدربين، على غرار مدرب جمعية الشلف عبد القادر يعيش، الذي طالته مجموعة من الانتقادات في الفترة الأخيرة بسبب أسلوب لعب الأولمبي، رغم النتائج الإيجابية المحققة مع الفريق لحد الآن إلى جانب مدرب مولودية البيض حميسي، وكذا زميله في اتحاد بسكرة منير زغدود في ظل الأوضاع التي يمر بها فريقيهما بدليل حصدهما ثلاثة نقاط من أصل تسعة، والأكيد أن العدد سيتزايد مع مرور الأسابيع ليرتفع فوق سقف أربعة مدربين ممّن تمّ إقالتهم من مناصبهم أو قدموا استقالتهم، ذلك أن بعض الأسماء قد يتم الاستغناء عن خدماتها لتذبذب النتائج مطلع الموسم الكروي الجديد، وصدق من قال أن النتائج هي الصديق الوفي للمدرب، وهي التي تحدد مصيره بالبقاء أو الرحيل، فغالبا ما تكون النتائج هي السبب التي تدفع المدرب إلى المغادرة، خاصة إذا علمنا أن الانتصارات هي الطريق الوحيد لنجاحه، وإن كان ذلك لا يمنع أن هناك أسباب تعجّل هي الأخرى برحيل المدربين، أبرزها الخلافات بين المدربين ورؤساء النوادي وعدم الانسجام والتواصل، وهو ما حدث مع المدرب عبد القادر عمراني الذي اضطر إلى رمي المنشفة بحجة رفضه على التوقيع على القانون الداخلي للفريق. في حين قرر المدرب عزيز عباس مغادرة نجم مقرة بعد جولتين فقط بسبب عجز هذه الأخيرة في استخراج إجازة له بسبب عدم فسخ عقد المدرب السابق عز الدين آيت جودي، الذي يطالب بالحصول على كامل أمواله العالقة لمدة عقده مع الفريق.