شرعت مديرية النقل لولاية البليدة، في تجسيد مخططات نقل جديدة، لفكّ العزلة عن بعض المناطق، وتوفير النقل بالمجمعات السكنية الجديدة الخاصة، من خلال تبني إستراتيجية جديدة، تتماشى والتوسّع العمراني الذي تشهده المنطقة في الآونة الأخيرة، على غرار تجسيد مشاريع مهمة في قطاع الأشغال العمومية، لتعزيز شبكة الطرقات، ودراسة مختلف المقترحات الخاصة بتجسيد المصاعد الهوائية لتسهيل تنقل الأشخاص من وإلى الأقطاب السكنية الجديدة المنجزة على ضفاف جبال الأطلس البليدي. من بين المشاريع المعوّل عليها كثيرا، نجد الطريق الاجتنابي المزدوج الذي يربط منطقة "البليدة الكبرى" بمدينة بوعينان، والذي يشهد أخر مراحله الإدارية، وهذا بعد مرسوم تنفيذي يتضمن تجسيده في صيف 2022، حيث قامت الجهات المختصة بنزع الملكية وتعويض أصحابها من أجل تجهيز الأرضية وبحسب نفس المصدر، تمّ منح مؤقت لصفقة لإنجاز هذا المشروع الهام، وفي انتظار بدء الأشغال قريبا. كما باشرت السلطات في إنجاز دراسة مشروع خط السكة الحديدية بوعينان - بوفاريك لتسهيل تنقل السكان من بوعينان إلى العاصمة وهذا على ضوء التوسّع العمراني الذي عرفته بلدية بوعينان بعد إنشاء المدينة الجديدة مع بداية سنة 2010، وتخصيص معظم سكناتها لطالبي السكن من الجزائر العاصمة، والذين يحتاجون لوسائل النقل للالتحاق بمناصب عملهم. وفي انتظار تجسيد مشروع السكة الحديدة قامت السلطات بتسخير حافلات تابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري تقل ساكنة بوعينان نحو محطة "تافورة" في العاصمة، لكن الآمال تبقى معلقة، لتجسيد مشروع خط السكة الحديدية الذي سيسمح بسفرهم المريح إلى العاصمة أو ضواحي البليدة الغربية. وزيادة على تعزيز شبكة الطرقات يرتقب توفير محطات لائقة للحافلات، وهذا ما ستعرفه مدينة بوعينان في غضون الأشهر القادمة بإنجاز محطة متعدّدة الخدمات، فيما تشهد بلدية أولاد يعيش إنجاز محطة للحافلات بمحاذاة حي "عدل" وليس بعيدا عن جامعة البليدة 1، في انتظار استلام محطة القطار في بلدية قرواو الذي تأخر انجازها بسبب انسداد المجلس الشعبي البلدي الذي حلت محله الإدارة المحلية للولاية. ولأن بلدية قرواو صناعية بإمتياز، فإن إدخال محطة القطار يعود عليها بالفائدة، كما ينفع الطلبة الجامعيين الذين يمكنهم النزول بهذه المحطة ثم التنقل إلى المدرسة الوطنية العليا للري والأحياء الجامعية المجاورة لجامعة سعد دحلب. ويرى أهل الاختصاص، ضرورة وضع مخططا جديدا بالمناطق الجبلية في البليدة، لتوفير خدمات النقل، خاصة وأنها تعتبر قبلة للسياح طوال السنة، كما هو الحال ببلدية الشريعة التي استفادت مؤخرا من حافلات تابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري، وهذا بعدما رفض الخواص استغلال الخط الممنوح لهم من وسط مدينة البليدة نحو وسط بلدية الشريعة. ولتجنب الازدحام المروري فتحت مديرية النقل لولاية البليدة السنة الماضية، خطا بين بلدية مفتاح والبليدة مرورا بالطريق السيار شرق - غرب لتسهيل تنقل القاطنين في قطب الصفصاف، كما فتحت مؤخرا أيضا خطا مماثلا بين مدينة الأربعاء والبليدة. وقبل أيام وفرت السلطات في البليدة حافلتين بسعة 24 مقعد لنقل الأشخاص بين سيدي سرحان وبوعينان، وهذا بعد رفض الناقلين الخواص إكمال سيرهم إلى أعلى الموقع الجبلي، ولتحسين خدمات النقل بهذا الموقع، تعتزم المؤسسة الوطنية للنقل الحضري جلب حافلات إضافية مع تخصيص حظيرة لركنها وسط بوعينان. ونشير إلى أن كل من بلدية بوعرفة المحاذية لبلدية البليدة، أولاد يعيش وبني مراد منطقة "البليدة الكبرى"، تعرف انجاز طريقا تربطها ببلدية الشريعة مرورا بالمكان السياحي "سيدي سالم"، وهذا ما ينتظر أن يحسن خدمات النقل بهذه البلدية التي جزؤها الأكبر جبليا، كما أنها استفادت مؤخرا من مشروع إنجاز مدخلا لها بالطريق السيار شرق غرب، أي بعد إنجاز قطب سكني جديد بها أيضا بمحاذاة حي "دريوش". ولتجنّب الازدحام المروري الذي باتت تعرفه "البليدة الكبرى"، قامت مديرية الأشغال العمومية في سنة 2014، بإنجاز دراسة مشروع طريق اجتنابي يربط بين بلديتي الشفة والصومعة مرورا ببوعرفة والبليدة على ضفاف الجبال، وبلغت تكلفة الدراسة آنذاك 13 مليار سنتيم. ويُعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع المعوّل عليها بالمنطقة والتي توجب تجسيدها في أقرب الآجال، ذلك أن هذه الطرق من شأنها أن تسهّل تنقل الأشخاص الذين استفادوا من سكنات بعيدة عن أماكن عملهم، كما أن مرورها بمواقع طبيعية خلابة سيعزز المقومات الموجودة ويسهم في ترقية السياحة الداخلية.