معلنة دعمها لأي قرار يفضي إلى السلام، دخلت الصين على خط معضلة حرب غزة، باتصالين هاتفيين أجراهما رئيس دبلوماسيتها، بنظيريه الفلسطيني والصهيوني. اتصالان تناولا الأوضاع في غزة والعدوان الذي تشنه القوات الصهيونية، ودعت فيهما بكين، إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي والإنساني وضمان سلامة المدنيين. دعت الصين إلى عقد مؤتمر دولي عاجل لحل القضية الفلسطينية، مجدّدة موقفها بأن حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع الصهيوني الفلسطيني. قال وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، في محادثة هاتفية أمس الأول مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، إنّ بكين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي أكثر حسما وفاعلية وأوسع نطاقا في أقرب وقت لتعزيز استئناف محادثات السلام بين الصهاينة والفلسطينيين. وأضاف "وانغ" أنّ على مجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته بفاعلية، ويتحرك سريعا، ويجب على الدول الكبرى خارج المنطقة أن تكون موضوعية ومحايدة، وأكّد أنه يتعاطف بشدة مع سكان غزة، وأن أكثر ما يحتاجونه هو الأمن والجهود لوقف الحرب وتعزيز السلام، وليس الأسلحة أو الحسابات الجيوسياسية. وفي اتصال هاتفي منفصل، قال "وانغ" لنظيره الصهيوني، إنّ بكين ستبذل قصارى جهدها لدعم الجهود التي تؤدّي إلى السلام حسب وسائل إعلام رسمية صينية، كما كرّر الوزير الصيني التأكيد على موقف بلاده القائل إنّ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع الصهيوني الفلسطيني. وأكد "وانغ" أنّ بكين تأمل بصدق في أن يتمّ حلّ القضية الفلسطينية بطريقة شاملة وعادلة على أساس حلّ الدولتين، وأن تتمّ معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف بشكل حقيقي ومعمّق. وبحسب بيان الخارجية الصينية، فقد أكّد "وانغ"لنظيره الصهيوني أنّ "المهمّة الأكثر إلحاحا الآن هي منع الوضع من التفاقم أكثر ومن أن يؤدّي إلى كارثة إنسانية أكثر خطورة". زيارة إلى واشنطن في السياق، قال مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" سيتوجّه الخميس إلى الولاياتالمتحدة، وأضاف المسؤولون أن "وانغ "سيزور واشنطن في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر ويلتقي بنظيره "أنتوني بلينكن" ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "جيك سوليفان"، دون الكشف عما إذا كان سيجتمع مع بايدن أيضا. وسيكون "وانغ" أعلى مسؤول صيني يزور الولاياتالمتحدة قبل الاجتماع المتوقع بين الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ونظيره الصيني "شي جين بينغ" في سان فرانسيسكو نوفمبر القادم، وستكون كذلك الزيارة التي طال انتظارها بعد أن زار العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك بلينكن، بكين هذا الصيف. ويختلف البلدان حول مجموعة من القضايا من التجارة إلى تايوان وبحر الصين الجنوبي. وقال مسؤول أطلع الصحافيين على تفاصيل الزيارة بشرط عدم الكشف عن هويته، "ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية المباشرة هي أفضل طريقة لمناقشة القضايا الصعبة، ومعالجة سوء الفهم وسوء التواصل، واستكشاف العمل مع الصينيين حيث تتقاطع مصالحنا". تأتي الزيارة أيضا في الوقت الذي تتصدر فيه الحرب على غزة العناوين الرئيسية للأخبار العالمية. لهذا ستجري مناقشة هذه الحرب بين رئيس الدبلوماسية الصينية والقادة في واشنطن. ودعت الصين باستمرار إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار وزادت أيضا من حدة انتقاداتها للاحتلال الصهيوني. لافروف ينتقد التّصعيد الأمريكي تشترك الصين مع روسيا في نفس الموقف المتمثل في أن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لم تلبَّ، بينما تؤكّد الولاياتالمتحدة دعمها لدولة الاحتلال الصهيوني في حربها على غزة. واعتبر وزير الخارجية الروسي، أن التعزيزات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تهدد بتصعيد الحرب في غزة. وأكد لافروف أنه كلما اتخذت أي دولة اجراءات استباقية مماثلة، أصبح خطر تصعيد النزاع كبيرا.