المقاومة تتصدّى والاحتلال يحصي خسائره مع دخول العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة يومه 27، وانطلاق الإجتياح البري، تتزايد معاناة السكان في القطاع وتتثاقل رحلة الصراع مع البقاء في ظل قصف بلا هوادة ومجازر متتالية، فقد أقدمت قوات الاحتلال، أمس، على ارتكاب مجزرة جديدة في مخيم جباليا في قطاع غزة، بعد يوم واحد من مجزرة مماثلة الثلاثاء راح فيها أكثر من 400 بين شهيد وجريح. قصفت مقاتلات الاحتلال بعدة صواريخ مربعا سكنيا في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا، المكتظ بالبنايات، والتي تتواجد فيها أعداد كبيرة من العائلات التي نزحت من مناطق شمال قطاع غزة. ودمّرت الغارة الكثير من المنازل بصورة كاملة، على رؤوس من فيها، وقالت مصادر إن عدد الشهداء يقدر بالعشرات في ظل محاولات للوصول إلى ضحايا أو جثامين تحت الأنقاض المدمرة. 6 أطنان من المتفجّرات على مخيّم جباليا هذا وبينما تتحرّك الدول الغربية وفي مقدّمتها أمريكا لإجلاء رعاياها، يترك الفلسطينيّون لحالهم في قبضة السفّاح الصهيوني الذي يواصل سفك الدماء وارتكاب أبشع المجازر، آخرها مذبحة مخيم جباليا التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني مساء الثلاثاء، وهي واحدة من أكبر المجازر على قطاع غزة، بعد استهدافها حياً سكنياً كاملاً في مخيم جباليا، وهو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، ليس في غزة فقط بل في العالم. واستهدف القصف الصهيوني على المخيم نحو 10 منازل مكتظة بالسكان، مخلّفاً وراءه ما قدّر ب 400 فلسطيني بين شهيد وجريح، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية في قطاع غزة. وقالت المصادر إنّ طائرات الاحتلال استخدمت خلال هجومها ما يقارب 6 قنابل تزن كل واحدة طناً من المتفجّرات. ولم تكن هذه المجزرة هي الأولى في المخيم، إذ اقترفت طائرات الاحتلال، في ثالث أيام العدوان، مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين، بعد قصفها محيط السوق الرئيسي في المخيم. ويصل عدد سكان مخيم جباليا إلى ما يقارب 150 ألف فلسطيني، يوجدون على مساحة كيلومتر مربع واحد فقط، ويسكنون في منازل قديمة ومهترئة ومتلاصقة، غالبيتها من القرميد والألواح الحديدية، وبالإضافة إلى سكانه، يوجد آلاف النازحين. وقد زعم الاحتلال بأنّه قضى على قائد مقاومة كبير في المذبحة، لكن حازم قاسم المتحدث باسم حماس نفى وجود أي قائد كبير هناك، ووصف هذا الادّعاء بأنه ذريعة صهيونية لقتل المدنيّين. المقاومة صامدة وتتصدّى في الأثناء، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، إن غزة ستصبح مقبرة للجيش الصهيوني. كما أكّد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام أنّ غزة ستصبح "مقبرة للعدو ووحلا لقواته وقيادته السياسية والعسكرية". وأعلنت كتائب القسام، أيضا أنّها دمّرت أهدافاً بحرية صهيونية على ساحل غزة بواسطة طوربيد يدخل الخدمة أول مرة. وتابع أبو عبيدة: "قوّاتنا تعمل على التصدي والدفاع المدروس والمخطط لهجمات الاحتلال في غزوها البري لغزة". وأشار إلى أنّ "كتائب القسام" دمّرت 22 آلية عسكرية صهيونية حتى الآن من المسافة صفر، كما نفّذت عمليات تسلل في مناطق الحشد والتجمع للجيش الصهيوني، وقتلت عدداً كبيراً منهم. فتح معبر رفح لخروج الأجانب هذا وفي ظلّ التصعيد الصهيوني، اتّجهت الأنظار أمس إلى معبر رفح المنفذ الوحيد الرابط قطاع غزة بالعالم الخارجي، الذي فتح أبوابه لخروج العديد من حاملي الجنسيات الأجنبية، ولما يقارب 81 جريحا ومصابا بإصابات بليغة توجّهوا إلى مصر قصد العلاج. أتى ذلك، بعدما كشفت هيئة المعابر في غزة السماح لنحو 500 أجنبي بمغادرة القطاع المحاصر، وفق ما أظهرت قوائم بالأسماء نشرتها على حسابها الرسمي في فيسبوك. مقتل 7 أسرى مدنيّين هذا، وأعلنت "كتائب القسام" مقتل 7 أسرى مدنيين لديها بينهم 3 من أصحاب الجوازات الأجنبية في القصف الصهيوني الذي تسبب في "مجزرة" مخيم جباليا. وقالت "كتائب القسام" في بيان مقتضب، أمس الأربعاء، "قتل 7 من المحتجزين المدنيين لدينا في مجزرة جباليا أمس منهم 3 من أصحاب الجوازات الأجنبية". يأتي ذلك غداة إعلان أبو عبيدة، في كلمة مصورة، أنهم أبلغوا الوسطاء باعتزامهم "الإفراج عن محتجزين أجانب خلال الأيام المقبلة انسجاما مع موقفهم وعدم رغبتهم وحاجتهم للاحتفاظ بهم أو احتجازهم في غزة". حاخامات "يفتون" بجواز قصف مستشفى الشّفاء في سياق آخر، أفتى 43 حاخاما لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ب "جواز" قصف مستشفى الشفاء في قطاع غزة، في حالة "اختباء" عناصر من حركة "حماس" الفلسطينية داخله. جاء ذلك في رسالة وقعها 43 حاخاما وأرسلوها لنتنياهو، حسبما نقلت مصادر إعلامية للاحتلال أمس. وقالت المصادر "وجه صف من الحاخامات رسالة إلى رئيس الوزراء، والوزراء ورؤساء مؤسسة الجيش، ذكروا فيها أنه لا يوجد أي حظر شرعي (ديني) وأخلاقي على إيذاء العدو، في حال استخدم المدنيين دروعا واقية ويختبئ خلفهم على أمل ألا يؤذوه". وأشارت إلى أن الحاخامات أوضحوا في رسالتهم "أنه على الرغم من ضرورة تحذير السكان مسبقا، فإن اللوم يقع على عاتق القتلة الذين يختبئون خلفهم". وأضافت المصادر أن هذا النداء "جاء في أعقاب الأدلة التي قدمها المتحدث باسم الجيش الصهيوني، بأن المقر المركزي لحركة حماس يقع تحت المستشفى المركزي في مدينة غزة، وهو مستشفى الشفاء".