يواصل المنتخب الوطني تحضيراته لقمة الدور الأول، بالمجموعة الرابعة أمام المتصدر منتخب بوركينافاسو، بالثانوية الكلاسيكية ببواكي، حيث يجري، اليوم، ثالث حصة تدريبية بعد مباراة الجولة الأولى أمام منتخب أنغولا، وعينه على رد الاعتبار بعد التعادل المخيب في الجولة الأولى، بتحقيق فوز أمام «الخيول» يسمح للقائد محرز وزملائه تسجيل نتائج إيجابية في المنافسة القارية. أقامت العناصر الوطنية يوم الأربعاء ثاني حصة تدريبية بالثانوية الكلاسيكية، مقر تدريب المنتخب الوطني الذي اختارته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، دون دخول رجال الإعلام للتصوير أو لإقامة منطقة مختلطة مع اللاعبين. ارتفعت معنويات أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي، بعد التأكد من أن كل المنتخبات الكبيرة عانت خلال المباراة الافتتاحية من الدور الأول، على غرار منتخبات (نيجيريا، مصر والكاميرون) التي تعادلت أمام غينيا الاستوائية والموزمبيق وغينيا على التوالي، في حين أن منتخبي غانا وتونس تكبدا هزيمة مدوية أمام جزر الرأس الأخضر وناميبيا تواليا، الأمر الذي أزال الشك بصفوف «المحاربين»، لكنهم تأكدوا أكثر من أي وقت مضى، بأن عليهم مضاعفة جهودهم وعدم استصغار المنافسين لمواصلة المغامرة القارية وبلوغ الأهداف التي تم تحديدها قبل دخول التربص الإعدادي ل «كان» كوت ديفوار. شاهد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية، رفقة طاقمه الفني وقائد «الخضر» رياض محرز وكذا صخرة الدفاع عيسى ماندي، من مدرجات المباراة التي جمعت منتخب بوركينافاسو مع موريتانيا، والتي عرفت صمود «الخيول» البوركينابية أمام المد الهجومي لمنتخب موريتانيا، وكيفية قلبه الطاولة على «المرابطون» في الوقت بدل الضائع من المرحلة الثانية، بعد إعلان الحكم عن ركلة جزاء إثر معاينته ل «الفار». انهزام منتخب موريتانيا في سيناريو مغاير تماما لوقائع المواجهة، سيجعل التشكيلة الوطنية تتيقن بضرورة الحفاظ على التركيز إلى غاية إعلان الحكم صافرة النهاية، وكذا استغلال كل الفرص السانحة للتهديف، حتى لا يعاد سيناريو مباراة أنغولا، وهو ما لمّح إليه بلماضي مباشرة بعد الندوة الصحفية التي أعقبت لقاء الجولة الأولى، حين قال بالحرف الواحد «أحيانا تعثرات مثل هذه في البداية تكون بمثابة الصفعة التي توقظك من أحلامك قبل فوات الأوان». سيكون رفقاء الأنيق رامي بن سبعيني أمام حتمية الإطاحة بالخيول، السبت المقبل، بملعب السلام بمدينة بواكي لخطف الصدارة، ووضع القدم الأولى في الدور ثمن النهائي، لتفادي الدخول في الحسابات والإعراب عن نواياهم في الذهاب بعيدا، بنهائيات كأس أمم أفريقيا 2024 بكوت ديفوار، للتأكيد أن تعثر أمام أنغولا كان كبوة جواد لا أكثر ولا أقل. تلعب مواجهة السبت المقبل، بين المنتخب الوطني ونظيره البوركينابي، تحت حرارة لا تقل عن 37 درجة مئوية ورطوبة تصل إلى 41%، لكن ذلك لن يكون عائقا في وجه «المحاربين»، كون العناصر الوطنية تربصت لمدة 10 أيام في العاصمة الطوغولية لومي، التي كانت بها درجة الحرارة تصل إلى 40 درجة مئوية ونسبة الرطوبة تتعدى بها نسبة 70%. كما خاض رفقاء يوسف عطال ودية بورندي، في نفس توقيت مواجهة بوركينافاسو للتعود على الأجواء المحيطة بالمواجهة، بالإضافة إلى أن «الخضر» خلال اللقاء أمام «الخيول» سيبلغون يومهم العاشر بمدينة بواكي التي تعودوا على المناخ السائد بها. «الخيول» بخط وسط مميز وهجوم قوي الملاحظ في المواجهة التي جمعت المنتخبين البوركينابي والموريتاني، أن «الخيول» تملك خط وسط مميز بقيادة رجل المواجهة إبراهيم بياتي توري، الذي كان حاضرا في كل الكرات الهوائية وتفوق في الصراعات الثنائية، وساهم بشكل كبير في صمود البوركينابيين طيلة المواجهة، كما أن «الخيول» تملك «عنكبوت» في المرمى اسمه هيرفي كوفي، زميل آدم زرقان بفريق شارلوروا البلجيكي، والذي حرم مهاجمي منتخب موريتانيا من تسجيل خمسة أهداف حقيقية اعترضها وغير مسارها. يملك منتخب بوركينافاسو رواق أيمن نشط وسريع للغاية، بقيادة الجناح الأيمن ستيفان عزيز كي والظهير الأيمن عيسى كابوري، الأخير الذي جلب ضربة جزاء في (د90+1)، بعد عمل ثنائي رائع بينه وبين عزيز كي ليرتكب عليه الخطأ. يتواجد بحوزة المدرب الفرنسي هوبرت فيلود مقعد بدلاء ثري بالمهاجمين المميزين، بدليل أن الرباعي الذي دخل في المرحلة الثانية أعطى قوة أكثر لرفقاء أداما غيرا، وأعاد الاستقرار بصفوفه بإقحام كل من (واتارا، تابسوبا، تراوي، باندي)، الذين صنعوا أربعة فرص قبل الحصول على ركلة الجزاء التي جاء منها هدف الفوز، من قدم نجم أستون فيلا بيرتراند تراوري الذي صنع الخطورة في مناسبتين خلال 17 دقيقة. الاستثمار في ثقل محور الدفاع يمكن للجهاز الفني للفريق الوطني الاستثمار في ثقل محور دفاع منتخب بوركينافاسو، المشكل من القائد إيدمونت ابسوباو إيسوفو دايو، وستكون مهمة الجناح يوسف بلايلي معقدة بعض الشيء مع الشاب عيسى كابوري، صاحب 22 ربيعا، الذي ينشط بفريق لوتون تاون الإنجليزي، هو الذي يلعب أساسيا مع «الخيول» منذ جوان 2019 ويتميز بالسرعة والتدخلات الخشنة. تفادى مدرب منتخب بوركينافاسو هوبر فيلود للندوة الصحفية الثانية على التوالي، الحديث عن المنتخب الجزائري، مؤكدا بأن ذلك سيكون خلال الندوة الصحفية التي سينشطها، الجمعة المقبل، للحديث عن مباراة الجولة الثانية أمام «الخضر»، وهو ما يبرز بأن المدرب السابق لوفاق سطيف، يعمل على إبعاد لاعبيه عن ضغط قمة الجولة الأولى بالمجموعة الرابعة. يعرف مدرب منتخب بوركينافاسو جيدا المنتخب الجزائري، بحكم إشرافه على فريق اتحاد العاصمة ووفاق سطيف وشباب قسنطينة وشبيبة القبائل خلال السنوات الماضية، وهو ما جعله يكون متابعا وفيا للمنتخب الجزائري، ويعرف كامل لاعبيه بدقة خصوصا يوسف بلايلي، الذي أشرف على تدريبه موسم (2014 - 2015) مع الاتحاد، وكان وقتها نجمه الأول بالفريق، وهو الأمر الذي يدركه جيدا جمال بلماضي وحضر له جيدا خلال تربص لومي، أين سيدخل بخطة تكتيكية جديدة ومغايرة، تسمح له بمباغتة «الخيول» وإيقاف زحفهم نحو إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الرابعة.