عاد المنتخب الوطني لأجواء التدريبات، أمس، بالثانوية الكلاسيكية، بداية من الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي (16:30 بتوقيت الجزائر)، تحضيرا لمباراة لجولة الثانية من الدور الأول عن المجموعة الرابعة لكأس افريقيا 2024 أمام منتخب بوركينافاسو، والمقرر إقامتها يوم السبت المقبل، وذلك من أجل التعود على اللعب وسط الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية التي تطغى على مدينة بواكي هذه الأيام. يخوض رفقاء إسماعيل بن ناصر اليوم ثاني حصة تدريبية بالثانوية الكلاسيكية، بكامل التعداد بداية من الساعة الثانية زوالا، بعد التعادل المخيب أمام منتخب أنغولا، حيث قام الطاقم الفني في حصة الاثنين بتقسيم اللاعبين إلى فوجين، الأول متعلق باللاعبين الذين شاركوا في مواجهة أنغولا منذ البداية، أين بقوا في فندق الملعب ،للراحة والعلاج رفقة المدلك، في حين أن الفوج الثاني أجرى حصة تدريبية كاملة بالثانوية الكلاسيكية. خيّب المنتخب الوطني آمال الجمهور الجزائري، بعدما عجز عن رد الاعتبار لنفسه من الخروج المبكر من نهائيات أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون، هو الذي فرض عليه التعادل أمام منتخب أنغولا لحساب الجولة الأولى، لتكون بذلك المواجهة الرابعة على التوالي في نهائيات "الكان"، التي لم يتذوّق فيها "الخضر" الفوز من دوالا الكاميرونية إلى بواكي الإيفوارية لتتواصل بذلك عقدة المباراة الافتتاحية. ظهر رفقاء القائد رياض محرز بالخطة المعتادة التي تعود عليها الجمهور الرياضي منذ نهائيات أمم أفريقيا 2019 بمصر، حيث فضّل اللعب بخطة (4 - 1 - 4 - 1)، بالتشكيلة التي أعلنت عنها "الشعب" ليلة المواجهة، وهي العناصر التي فشلت في تحقيق فوز، كان سيعطي أكثر ثقة للمجموعة ويجعلها تتفادى ضغط المباريات المتبقية وتتحاشى الحسابات مبكرا. عرفت المواجهة استحواذ منتخب أنغولا على خط الوسط خاصة في المرحلة الثانية، بعد ظهور فراغات كبيرة في وسط الميدان جعلت نبيل بن طالب يرتكب عديد الأخطاء ويقدم كرات للمنافس، كما أن الأخير تسبّب في ضربة الجزاء التي عدل منها منتخب أنغولا، وهو ما كان سببا رئيسيا في إخراجه من المواجهة. أضحت الكرات الثابتة النقطة السوداء في هجوم المنتخب الوطني، حيث لم يستغل المهاجمون أي ركنية أو مخالفة غير مباشرة هوائية أمام الدفاع الأنغولي، ولم يتمكّن أحد من لمس الكرات الهوائية إلا بعد دخول البديل إسلام سليماني مكان بغداد بونجاح في (د 67) من المرحلة الثانية، وهو ما يؤكّد بأن الطاقم الفني الذي أكد في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الصومال، لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2026، انالمنتخب أضحى لا يسجل من الكرات الثابتة منذ ومدة وسيعمل على حل هذا المشكل سريعا، لم يجد للأخير مخرجا بعدما كانت خلال "كان" 2019 بأرض "الفراعنة" أحد النقاط التي اعتمد عليها بلماضي للتتويج باللقب القاري. شهد اللقاء إقحام خمسة لاعبين يخوضون نهائيات أمم أفريقيا لأول مرة في مسيرتهم الكروية، يتعلق الأمر بكل من (ماندريا، آيت نوري، شعايبي، عوار، غيتون)، حيث حاولوا جلب الإضافة المرجوة منهم ولعبوا دون خطأ، ونال شعايبي لقب أفضل لاعب في المواجهة وهو ما سيعطيه قوة أكبر في قادم المواجهات. سليماني يبلغ عتبة 100 مواجهة ويعادل رقم بلومي شهد اللقاء بين الجزائروأنغولا حدثا تاريخيا ببلوغ الهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني، عتبة 100 مواجهة بألوان "الخضر"، معادلا بذلك رقم الأسطورة لخضر بولمي الذي حقق نفس الرقم خلال 11 عاما وشهر واحد، كما أنّ اللاعب السابق لفريق ليستر سيتي الإنجليزي، ضمن بلقاء أنغولا المشاركة في كأس أمم أفريقيا للمرة السادسة في تاريخه، ليعادل بذلك رقم الأسطورة الثانية رابح ماجر، الذي شارك في 6 كؤوس أفريقية وتوّج بلقب واحد سنة 1990. عرف لقاء أنغولا استنفاذ النجم الصاعد للمنتخب الوطني محمد الأمين عمورة للعقوبة المسلطة عليه من قبل الكونفدرالية الأفريقية، وسيكون بذلك معنيا بالمشاركة في مواجهة الجولة الثانية من الدور الأول أمام منتخب بوركينافاسو، المقرر إقامتها السبت المقبل بداية من الساعة الثالثة بالتوقيت الجزائري بملعب السلام بمدينة بواكي. بلماضي: في بعض الأحيان الانطلاق السيّء يعيدك للصّواب كشف الناخب الوطني بأنّ المنتخب مرّ بمرحلة فراغ خلال الشوط الثاني، وهو ما كلّفه غاليا، موضّحا بأن المنافس لم يلعب ولم تكن له أي فرصة تذكر، وأنه لم يكن أقوى من "الخضر" في المرحلة الثانية بل اللاعبون تراخوا بعض الشيء، وهو ما تسبب في تعديل النتيجة، وقال "كنّا نستحق الفوز بالنظر للكم الهائل من الفرص التي لم نتمكّن من تجسيدها". وشدّد "دخل منتخب أنغولا بنية العودة في النتيجة خلال المرحلة الثانية، وكنّا أمام فرصة إضافة الثاني من الهجمات المعاكسة، لكن حدث العكس في الأخير". عرج المسؤول الأول على العارضة الفنية ل "الخضر"، للحديث عن مهاجم مولودية الجزائر يوسف بلايلي، حيث أوضح بشأنه، "بلايلي كان فعّالا وقدّم تمريرة حاسمة جديدة، لعب كثيرا مع بونجاح، ونبحث عن تشكيل ثنائيات مماثلة في كل الخطوط". امتعض مهندس التتويج القاري لسنة 2019 من الأداء الذي قدّمه فارس شعايبي خلال المواجهة، وصرّح "شعايبي لم يظهر كثيرا في مباراة اليوم، وكان عليه الخروج أكثر لطلب الكرة". وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال "صحيح أن ثلاثي وسط الميدان لم يلعب الكثير من المباريات مع بعض، ولديهم كل الإمكانيات ليشكّلوا أقوى وسط ميدان في أفريقيا". يذكر أنّ الصّفحة الرسمية للكاف على "أنستغرام"، اختارت تمريرة يوسف بلايلي بالعقب باتجاه إسماعيل بن ناصر كأفضل لقطة في المباريات الثلاثة التي لعبت يوم الاثنين.