احترام آجال التّنفيذ..ضرورة قصوى إنتاج 160 مليون طن من الآزوت و40 مليون طن من الأكسجين سنويا أكّد مجمّع سوناطراك، في بيان له يوم الخميس، الأهمية «الإستراتيجية» التي يكتسيها مشروع إنجاز وحدة إنتاج مادة «ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر» (MTBE)، والتي ستمكن من تلبية احتياجات المصافي بهذه المادة التي تستخدم في إنتاج البنزين الخالي من الرصاص. أوضح البيان أنّ الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، عاين رفقة والي وهران وكذا وفد من الإطارات المسيرة، في إطار برنامج زياراته الميدانية إلى وهران الأربعاء، وتيرة سير مشروع إنجاز وحدة إنتاج مادة ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر، الذي يعد من «المشاريع الاستراتيجية» المسطرة ضمن برنامج تطوير صناعة البتروكيماويات للمجمع. في هذا الإطار، ركّز حشيشي في توجيهاته على أهمية احترام آجال التنفيذ، باعتبار أنّ المشروع «يحمل أبعادا اقتصادية بالغة الأهمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولتقديم قيم مضافة تمكن الجزائر من الاستغناء كلية عن استيراد هذه المادة»، يضيف البيان. وخلال نفس الزيارة، قام حشيشي والوفد المرافق له، بتفقّد المنشآت البترولية والغازية التابعة للمنطقة الصناعية لأرزيو، أين دشّن وحدة فصل غازات الهواء لشركة «هيليوس»، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 205 طن في اليوم، مقسمة بين الأكسجين السائل ذي الجودة الطبية والنيتروجين السائل والأرجون السائل. من جهته، أبرز الرئيس المدير العام لشركة «هيليوس» لحمر بوعلام أنّ هذه الوحدة الجديدة تعتبر «قفزة نوعية» لهذه الشركة التي أنشأت سنة 1991، واختصّت في تمييع الهيليوم وتصديره. كما أشار إلى أنّ الشركة شرعت في إنتاج الغازات الصناعية سنة 2018 للاستجابة لاحتياجات مجمّع سوناطراك من غاز الآزوت، ومن ثم لإنتاج الأكسجين الطبي خلال الأزمة الصحية لكوفيد-19، وهي اليوم تفتح هذه الوحدة الجديدة المختصة في فصل غازات الآزوت والاكسجين والارغان المستمدة من الهواء. ويسمح هذا المصنع الجديد بإنتاج كل سنة زهاء 160 مليون طن من الآزوت، و40 مليون طن من الأكسجين الطبي أو الصناعي، و5 مليون طن من غاز الأرغان حيث اعتبره حشيشي دعما للقدرات الوطنية لإنتاج الغازات الصناعية. وتعد شركة «هيليوس» أحد فروع مجمّع سوناطراك، المسيّرة بالشراكة مع الشريك الأجنبي «هيلاب»، وهي متخصصة في تثمين الهيليوم المتواجد في غاز التموين الذي يوفّره مركب تمييع الغاز الطبيعي (GL2Z). وتمّ توسيع نشاطات الشركة لتشمل إنتاج غازات صناعية أخرى لتلبية احتياجات الوحدات الإنتاجية لمجمع سوناطراك من حيث النيتروجين، والأكسجين الطبي تزامنا مع ظهور جائحة كوفيد-19. وبالمنطقة الصناعية لأرزيو أيضا، عاين الوفد أيضا العديد من المركبات الصناعية الطاقوية، في مقدمتها المركب الصناعي للغاز المميع (GL1Z)، أين وقف الوفد مطوّلا لتفقد سير عمل وحداته، كما تلقّى الوفد عرضا عن نشاطات الصيانة، وفق البيان. ويعد المركب أحد المركبات الاستراتيجية التي يشرف عليها نشاط التمييع والفصل، حيث خضع المركب لعملية عصرنة وحداته الإنتاجية بعد عملية تفكيك المحول الرئيسي وتعويضه. كما كانت الزيارة فرصة لحشيشي لتفقد المركب الغازي (GP1Z) المتخصص في إنتاج غاز الميثان والبروبان، يضيف البيان الذي أشار إلى أنّ الرئيس المدير العام لسوناطراك اطلع على شروح تقنية عن سير الإنتاج بالمركب. وأشار البيان إلى أنه خلال هذه الزيارة، تفقد المسؤول ذاته مركب الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة (AOA)، المسيرة بالشراكة بين سوناطراك والشركة العمانية للأسمدة، والذي يضم وحدتين لإنتاج الأمونيا، تبلغ الطاقة التصميمية لكل واحدة منها 1.4 مليون طن سنويا، وكذا وحدتين لتحبيب اليوريا بطاقة تصميمية لكل واحدة منها 2.4 مليون طن سنويا. وقام الوفد أيضا بزيارة مقر المديرية الجهوية-غرب لنشاط النقل عبر الأنابيب، وكذا مصفاة أرزيو، حيث اطلع على عمليات سير الإنتاج ومستوياته، أين أعطى الرئيس المدير العام بالمناسبة توجيهات ميدانية لدعم مستويات إنتاج المازوت من أجل تلبية احتياجات السوق الوطنية بهذه المادة الحيوية، حسب البيان. وخلال زيارته الميدانية - يضيف المصدر ذاته - عاين حشيشي «عن كثب» الصعوبات التي تعترض السير الحسن لمحطة تحلية مياه البحر بالمقطع بولاية وهران بسبب الصيانة، مؤكدا أن سوناطراك ستتكفل بتقديم المساعدة التقنية الضرورية حتى يتسنى لهذه المحطة العمل بشكل عادي، لضمان إنتاج الكميات اللازمة من المياه الصالحة للشرب لتزويد ساكنة المنطقة. وجاءت زيارة حشيشي للمنطقة الصناعية لأرزيو، بعد إشرافه على الافتتاح الرسمي لأشغال ورشات العمل التي جرت فعالياتها بمركز المؤتمرات «محمد بن أحمد» بوهران، والتي نظمتها المديرية المركزية للبحث والتطوير لسوناطراك هذه الورشات. وأشرف الرئيس المدير العام خلال هذه الأشغال على مراسم تكريم نايت عمر مناد، مهندس بسوناطراك، والذي «رتّب من بين أفضل المساهمين في البحث العلمي والتطوير في العالم»، وفق البيان.