ياحي يشيد بالتزام رئيس الجمهورية بتعزيز مبدأ السياسة التشاركية    تناولت الشأن المحلي والوطني والقضايا الدولية الإنسانية    تحييد 51 إرهابيا وحجز 36 طن كيف معالج    القضية الصحراوية حافظت على حضورها ومركزها القانوني    حجز قرابة مليوني طن من السلع خلال سنة 2024    مستشفيات صينية تشهد حالة ضغط مع انتشار مرض تنفسي    عبد الحكيم براح : شركات التأمين مدعوة للعب "دور أساسي" في سوق البورصة    وهران: استلام المؤسسة الفندقية "الفندق الكبير" في فبراير القادم    خلال ندوة "تاج"..زرواطي تثمن مسعى الحوار الوطني الشامل    اجتماع تنسيقي بين الرئيس الاول للمحكمة العليا ورئيس الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين    فئة ذوي الاحتياجات الخاصة: لقاء بالجزائر العاصمة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة البرايل    الرابطة المحترفة الأولى موبيليس/وفاق سطيف : عبد الرزاق رحماني مديرا رياضيا لفريق الأكابر    كرة القدم/كأس الجزائر 2024-2025/ الدور ال32: مولودية وهران ونجم مقرة يتأهلان بشق الأنفس    عين الدفلى: تخصيص حوالي 6900 هكتار لتطوير الزراعات الزيتية والبقول الجافة    2024 سنة مثمرة بامتياز في قطاع الفلاحة بالجزائر    توافد كبير للسياح على المناطق السياحية بولاية جانت    برج بوعريريج: إسقاط حق الامتياز على 37 مشروعا متعثرا    تيسمسيلت..رفع التجميد عن مستشفى 240 سرير    الشلف : أزيد من 36 ألف تدخل لمراقبة الممارسات التجارية    إخفاقات متواصلة للحكومة المغربية    فقدان 14 آخرين..استشهاد 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي    رابطة أبطال إفريقيا:شباب بلوزداد يعيد أمل التأهل من جديد    بن شيخة يُفاجئ الجميع ويستقيل من تدريب شبيبة القبائل    متغطرس ويتعالى على الرؤساء.. أسباب رفض أفريقيا لماكرون    كأس الكنفيدرالية الإفريقية/ الجولة الرابعة: اتحاد الجزائر وشباب قسنطينة من أجل الاقتراب من التأهل للدور الثاني    مجلس الأمن: الهجمات الصهيونية على المستشفيات والمرافق الطبية في غزة جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني    جانت.. اختتام المهرجان الثقافي السياحي لقصر الميزان في طبعته التاسعة    حوادث المرور: وفاة 15 شخصا وإصابة 339 آخرين خلال ال48 ساعة الأخيرة    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 45717 شهيدا و108856 جريحا    العدوان الصهيوني على غزة : الأونروا تحذر من نفاد الوقت قبل حظر الاحتلال عمل الوكالة في القطاع    1.2 مليون جزائري في المدارس القرآنية    الجزائر تمتلك عقيدة ثابتة في نصرة القضايا العادلة    817 مليار دينار ودائع وتمويلات تفوق 500 مليار دينار    دعم تام للجزائر بمناسبة ترؤسها لمجلس الأمن    حماية القدرة الشرائية ودعم الاستثمار والشمول المالي    تسريع وتيرة المشاريع الاستثمارية ومسار الرقمنة    رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يعزي عائلة الفقيد    وفاة المجاهد رابح مشحود    ترحيل 573 عائلة نحو سكنات لائقة    نحو تهيئة القطب الحضري "شوف لكداد"    بوقرة يشرع في عمله على رأس المنتخب المحلي    تأجيل البطولة الوطنية إلى 11 جانفي    إنشاء فريق كرة القدم للكبريات الموسم القادم    التميز والتكوين لتقديم الأفضل    المحافظة تنتظر الترشيحات للعروض المسرحية    المضي قدما بحمل بعض الخدوش    بلمهدي : الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال الإرتقاء بالتعليم القرآني    تفكيك عصابة ترويج المؤثرات العقلية    هذه تفاصيل خيانة المغرب للأمير عبد القادر    الخطوط الجوية الجزائرية تعلن عن إغلاق مؤقت لوكالتها في دبي    قراءة صحيح البخاري بجامع الجزائر    افتتاح مجلس قراءة الجامع الصحيح للإمام البخاري    إن اختيار الأسماء الجميلة أمر ممتع للغاية    جامع الجزائر : افتتاح مجلس قراءة الجامع الصحيح للإمام البخاري ابتداء يوم غد الاربعاء الفاتح لشهر رجب    "كناص" البليدة تطرح بطاقة ال"شفاء" الافتراضية    حاجي يدعو إلى التركيز على إنتاج أدوية مبتكرة    ظاهرة الغش والاحتيال تنتشر بين التجّار    التركيز على إنتاج أدوية مبتكرة تماشيا مع التوجهات للدولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعادة إطلاق المجمّعات لتحقيق الإقلاع الصناعي
نشر في الشعب يوم 21 - 01 - 2024

استراتيجية متكاملة لرفع إسهام الصناعة في الناتج الداخلي
إنشاء منظومة بنكية متخصصة في الاستثمار الصناعي
استنساخ تجربة الصناعات العسكرية بالمجمعات الصناعية
أكد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، أن تحقيق الإقلاع الاقتصادي ودفع نمو الصناعة والاقتصاد الوطني، يبنى على إعادة بعث المجمعات الصناعية العمومية، وعددها 14 مجمعا وشركة قابضة، على اعتبار أنها أساس بناء نسيج صناعي قوي، يرتكز على الحوكمة في التسيير وفق نجاعة ومردودية اقتصادية ومالية، بعيدا عن التسيير المركزي الذي يثقل كاهل المجمعات الصناعية.
أوضح عبد القادر سليماني، في تصريح ل «الشعب»، أن المجمعات الصناعية العمومية هي الفاعل الأساسي في معادلة الإقلاع الصناعي، لأنها تملك من الخبرة والإرث الذي يؤهلها لتكون قاطرة الإقلاع الصناعي، بالإضافة إلى قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في حوكمة التسيير والخروج من التسيير الإداري إلى نمط المناجمنت الحديث، المبني على الإحصائيات والمعطيات الرقمية، من أجل إرساء تنافسية ومرونة تتوافق ومتطلبات السوق المتغيرة.
تحرص الجزائر- يقول الخبير الاقتصادي- على تنمية القطاع الصناعي من خلال دعم المجمعات الصناعية التي يجب أن تمتلك البحث، التطوير وسلاسة تتوافق مع تنافسية الثورة الصناعية من الجيلين الرابع والخامس وثورة الذكاء الاصطناعي والرقمنة واقتصاد المعرفة، للنهوض بهذا القطاع في إطار استراتيجية متكاملة.
وبشأن شروط الإقلاع الصناعي، أكد سليماني ضرورة وضع خارطة صناعية، وضع القطاعات خارج المحروقات (المناجم التعدين، الصناعات بكل أنواعها الميكانيكية، السفن، الصناعات الغذائية والنسيجية والأدوية) في صلب الاهتمام لتحقيق الانطلاقة القوية، مع إعادة التنظيم والذهاب إلى الأقاليم الاقتصادية حسب طبيعة كل ولاية وخصوصيتها وإمكاناتها المادية الطبيعية والبشرية، بالإضافة الى ضرورة إحصاء المعطيات والرقمنة التي تعطي لصانع القرار نظرة استشرافية وسلاسة في اتخاذ القرار في الوقت المناسب.
علاوة على ذلك، شدد على توفير منظومة بنكية ومصرفيه متخصصة في الاستثمار الصناعي لتمويل الشركات وإقامة شراكات في الاستثمارات الصناعية ومشاريع ذات بعد تنموي وتنمية شاملة مستدامة، مشيرا أن الجرائر تتوفر على الإمكانات والكفاءات الوطنية، التي بإمكانها أن تصل بالصناعة الجزائرية للمساهمة بأكثر من 10٪ في الناتج الإجمالي الداخلي الخام.
وأفاد الخبير، أن التشريعات والقوانين الجديدة، على غرار قانون الاستثمار الجديد الذي يعطي مجالا أكبر ويوفر مناخ أعمال مناسبا، ستسمح بدخول الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والجزائر مع شركائها الاستراتيجيين، خصوصا الصين وتركيا والدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، ستفتح مجالا لجلب رؤوس أموال، التكنولوجيا والتقنية، مع جلب أسواق واستثمارات مباشرة في الصناعات الميكانيكية، صناعة المركبات، الصناعات التحويلية والجلود، والتحول بهذه الشراكات إلى الأسواق الإفريقية والعربية.
وأضاف، أن قانون الاستثمار الجديد يعطي تحفيزات مالية، جبائية وضريبية للاستثمارات المباشرة، مشيرا إلى تسجيل حوالي 3 آلاف مشروع، منها عشرات المشاريع الأجنبية التي تريد دخول الجزائر، تزامنا مع إنشاء ثلاث وكالات للعقار الاقتصادي والوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار التي من شأنها إعطاء حرية أكبر للمبادرة وتحفيز الشباب على إنشاء مؤسسات مصغرة وناشئة، وإعطاء حلول للابتكار والإبداع.
ولم يغفل الخبير المناولاتية وشدد على ضرورة الدخول في شراكات حقيقيه، وعلى تكوين وتدريب أصحاب المؤسسات المصغرة وإعطائها جزءا من الصفقات العمومية، خاصة وأن قانون الصفقات العمومية يعطي مجالا أكبر للشباب لدخول أسواق تسودها تنافسية، وحركة رؤوس الأموال.
ولفت إلى دور البنوك ووجوب تحريرها أكثر لتبادر بالدخول في مشاريع وشراكات، مع إنشاء بنوك جديدة وفتح المجال أمام البنوك الأجنبية التي تريد الاستقرار في الجزائر، على غرار البنوك الصينية والتركية، التي أبدت اهتمامها بتمويل المشاريع وإنشاء مؤسسات في الجزائر.
وأكد سليماني، على ضرورة دعم المجمعات الصناعية والاقتصادية التي تعاني، من خلال فتح رأسمالها، مثلما حدث مؤخرا، مع القرض الشعبي الجزائري وبنك التنمية المحلية، أمام القطاع الخاص الذي يتمتع بالمرونة والانفتاح على الأسواق، ولديه روح المغامرة لإيجاد الحلول ويعطي منتجات وخدمات ترقى لمتطلبات السوق الوطنية والأجنبية.
الجزائر مطالبة اليوم - يقول المتحدث - باستقطاب شركات أجنبية، وهذا ما لاحظناه من زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين، أين تكلم عن المجمعات العملاقة الصينية، مجمعات اقتصاد المعرفة وصناعة السيارات والبطاريات الكهربائية والصناعة الغازية والهيدروجين الأخضر، وكذلك المجال الفلاحي والزراعي وكلها مجالات الجزائر لديها إمكانات كبيرة فيها.
كما يجب - يقول محدثنا - التركيز على الصناعات الزراعية، مثل الصناعات الزيتية والسكرية)، خاصة وأن الجزائر البلد الوحيد الذي يمنح تمويلا بنسبة 90٪ لإنشاء مشاريع الصناعة الزيتية، مؤكدا على ضرورة الترويج لمزايا قانون الاستثمار والامتيازات الممنوحة لدعم إنجاز المشاريع.
وعرّج الخبير على المناطق الحرة، التي من شأنها تحقيق انتعاش الحركية التجارية والصناعية، نظرا لوجود توطين للإنتاج محليا ولتسجيل نسب إدماج كبيرة، موضحا أن نسب الإدماج تتراوح في البداية بين 30 إلى 40٪، مستدلا بالصناعات الإلكترونية في سطيف، برج بوعريريج، بلعباس وتيزي وزو، التي لديها خبرة كبيرة، سواء في القطاع العام أو الخاص.
وتوقف سليماني عند الصناعات العسكرية التي تعتبر نموذجا ناجحا في نسب الإدماج والنوعية، تجعلها تنافسية في السوق العالمية. ومن هذا المنطلق، أكد على ضرورة نسخ تجربة الصناعة العسكرية في باقي المجمعات الصناعية والدخول في شراكات حقيقية بنسب إدماج عالية لتحقيق الأهداف المنشودة. هذا بالإضافة إلى دور معاهد التكوين والجامعات في تكوين يد عاملة مؤهلة وفق برنامج وأنماط معينة، مع ضرورة الاهتمام بالقطاع الخاص الذي بإمكانه فتح بنوك وصناديق استثمارية، باعتبار هذه الأخيرة هي عمود تشكيل أي نسيج اقتصادي.
وأكد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني في الختام، أهمية أن تكون سنة 2024 سنة الرقمنة والإقلاع الاقتصادي، خاصة وأنه بواسطة الرقمنة وإحصاء معطيات محينة، يمكن الذهاب إلى أقاليم اقتصادية وفق مخطط وطني لتهيئة الأقاليم، ومخطط وطني للتوزيع العادل والمتساوي للاستثمارات عبر 58 ولاية يضمن التنمية الشاملة والمستدامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.