في اليوم 103 من العدوان، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في حين لا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تتصدّى لتوغلات الاحتلال بضراوة على كافة محاور القتال. يأتي ذلك في وقت سحب فيه الكيان الصهيوني جانبا من قواته تمهيدا لتقليص عملياته العسكرية في القطاع، وبعد أن تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وبالتزامن، تزايدت التحذيرات من أن الوضع بات على شفا الانفجار في الضفة الغربية. شهدت مختلف مناطق قطاع غزة أمس استمرار التصعيد الصهيوني وارتقاء مزيد من الشهداء، حيث دارت معارك ضارية وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، أين أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها قتلت عساكر للعدو في عمليات بهذا المحور القتالي، بينما شن الاحتلال قصفا كثيفا على جباليا شمالا. وشنّت مقاتلات الاحتلال غارات على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ومتواصل استهدف منازل المدنيين في المنطقة ذاتها. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية، أن 11 شهيدا والعديد من الجرحى وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي، عقب قصف عنيف من طيران الاحتلال استهدف منزلا في منطقة ميراج شمال رفح، جنوب قطاع غزة. كما قصفت زوارق الاحتلال الحربية منطقتي تل الهوى والشيخ عجلين غرب مدينة غزة، في حين استهدفت المدفعية الصهيونية شرق المدينة، وفقا للمصدر ذاته. خان يونس..قلب المعركة ولليوم الخامس على التوالي، تواصل أمس الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بسبب العدوان، بالتزامن مع اشتداد القصف والمجازر بحق المدنيين. وفي خانيونس، أفادت مصادر فلسطينية بتجدد القصف المدفعي الصهيوني والغارات الجوية بشكل مكثف جنوب ووسط المنطقة الواقعة جنوب قطاع غزة. وتداولت مواقع إخبارية فلسطينية، مقطعا مصورا تسمع فيه أصوات اشتباكات ليلية عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال وسط خانيونس، في حين تشهد المدينة معارك ضارية على العديد من المحاور. وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصديها لجيش الاحتلال على كافة محاور القتال، مكبدة إياه خسائر كبيرة في الآليات والأرواح. وأعلن الاحتلال، عن مقتل ضابط إضافي برتبة رائد وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك جرت ليلا جنوب قطاع غزة مع المقاومة الفلسطينية. مقتل أسرى بنيران "صديقة" وبذلك، ترتفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال المعلن عنها رسميا منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي إلى 523 قتيلا، بينهم 193 لقوا حتفهم منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر ذاته. في الأثناء نشرت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، شريطاً أعلنت من خلاله مقتل أسيرين في قصف لجيش الاحتلال على قطاع غزة. وفي الشريط أكدت أسيرة صهيونية مقتل الأسيرين، مشيرة إلى أنها تعرضت رفقتهما لقصف من طائرة "إف 16"، أثناء وجودهم في مبنى مع عدد من آسريهم. وكانت "كتائب القسام" قد أعلنت أنها ستبث مشاهد لأسرى صهاينة لديها، وتكشف عن مصيرهم. مرحلة جديدة من العدوان يأتي ذلك في وقت يقوم فيه جيش الاحتلال بسحب جانب من قواته في قطاع غزة، لا سيما في الشمال، وسط حديث عن التحول إلى مرحلة جديدة من العدوان أقل حدة. وأعلن وزير الدفاع الصهيوني، أن المرحلة المكثّفة من الحرب في الجنوب "ستنتهي قريبا"، وقال في مؤتمر صحفي "أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر"، مشيرا إلى أن هذه المرحلة "تم بلوغها في شمال قطاع غزة". وقال: "في جنوبغزة سنتوصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي الأمر قريبا.. سيحين الوقت الذي ننتقل فيه إلى المرحلة التالية"، دون تحديد إطار زمني لذلك. وكان الجيش الصهيوني، قد أعلن الإثنين، أن فرقة عسكرية أنجزت انسحابها من غزة. وكانت تنشط في غزة أربع فرق للاحتلال قبل هذا الإعلان، إلا أنه لم يتّضح عدد العسكريين الذين تم سحبهم.