بدخول مشروع سحق البذور الزيتية "كتامة" بجيجل، مرحلة الإنتاج الفعلي في شهر جوان المقبل، ستتحقّق قيمة إضافية مهمة لقدرات الإنتاج الوطني، وتمويل السوق بمادة الزيت، إضافة إلى إنتاج الأعلاف من بقايا البذور الزيتية. وأكدّ رئيس الجمهورية، لتحقيق هذا الهدف، على التنسيق بين كل القطاعات الحكومية، لوضع تصور منسجم، لاستغلال بقايا البذور الزيتية، لإنتاج الأعلاف، مع منح الأولوية للديوان الوطني لأغذية الأنعام والتعاونيات الخاصة في ولاية جيجل، وتخصيص مزارع نموذجية لزراعة البذور الزيتية، للتحكّم في كل السلسلة الإنتاجية من المزرعة إلى المستهلك، في إطار استراتيجية الأمن الغذائي. مسعى رئيس الجمهورية من إعداد تصور جديد بخصوص المزارع النموذجية، حتى تواكب توجّه البلاد نحو العصرنة، لخلق إدماج وتكامل بين الفلاحة والصناعة، وكل قطاعات الحكومة، هدفه ضمان الأمن الغذائي، بالقدرات الوطنية، لتقليل الاستيراد، والحدّ من استنزاف العملة الصعبة، والتوجّه نحو التصدير في مرحلة ثانية. من المرتقب، أن يتحوّل مركب سحق البذور الزيتية "كتامة أقريفود" بمنطقة بازول على مستوى بلدية الطاهير بولاية جيجل، إلى قطب صناعي في انتاج الزيوت، ومنه انتاج الاعلاف، التي يتكلف به الديوان الوطني لأغذية الأنعام، والتعاونيات الخاصة بولاية جيجل، بعد أن منح رئيس الجمهورية الأولوية لهما، باستغلال بقايا البذور الزيتية، التي يتمّ تحصيلها من منتوج البذور الزيتية، من السلجم الزيتي أو عباد الشمس، والتي توجه لهذا المركب. وأطلقت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية برنامج زراعة عباد الشمس لتقليص فاتورة استيراد هذا المنتوج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من زيت المائدة، وعقد لهذا الغرض السنة الماضية، ملتقى جهوي حول برنامج تنمية الزراعات الزيتية "عباد الشمس" بقسنطينة، الذي ضمّ 12 ولاية من شرق البلاد، وعملت الوزارة الوصية على تهيئة كل الظروف المناسبة لإنجاح برنامج زراعة نبتة "عباد الشمس"، مع تسجيل العديد من الفلاحين من مختلف الولايات الراغبين في الانخراط في العملية. ويعدّ مشروع مركب المؤسسة العمومية الاقتصادية "اقريفود" التابعة للشركة القابضة "مدار"، والذي تمّ تحويله سنة2021، إلى القطاع العمومي التجاري بعد مصادرته بموجب قرارات نهائية للعدالة، من أهم المشاريع التي توليها السلطات العليا في البلاد أهمية قصوى لمساهمته الكبيرة المنتظرة في تلبية احتياجات السوق الوطنية من مادة الزيت. والمركب يختص في استخراج الزيوت النباتية الخام من مادة الصوجا، ويتكون من مصنع لسحق البذور الزيتية واستخراج الزيوت النباتية الخام ووحدة لتخزين المواد الأولية "الصوجا"، ووحدة لتخزين المنتوج النهائي وتسويق الزيوت النباتية، حيث سيمسح هذا الأخير في بداية تشغيله بتغطية حاجيات السوق الوطنية من زيت المائدة، بنحو 20 بالمائة زيادة عن المساهمة في توفير أعلاف الحيوانات بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المائة، قبل الانتقال إلى التصدير في مرحلة ثانية. وطاقة انتاج المركب تصل إلى سحق 5 آلاف طن من البذور الزيتية، وإنتاج 1000 طن من الزيوت الخام، ناهيك عن إنتاج 4000 طن من الأعلاف يوميا، مع إمكانية خلق 500 منصب شغل دائم، و1500 منصب شغل غير دائم، وهو ما سيجعل من جيجل مرجع للصناعات الغذائية والتحويلية، لاسيما بدخول مصنع تحويل الخضر والفواكه "جوماقرو" بالطاهير، حيز الاستغلال.