يعكف مسرح وهران الجهوي على التحضير لإحياء الذكرى الثلاثين لاغتيال المسرحي عبد القادر علولة (1939 1994)، على مدار شهر كامل، حيث تأتي هذه الفعّالية في إطار المبادرة التي أطلقها مدير المسرح، مراد سنوسي، ولقيت تفاعلا كبيرا في أوساط فنانين وباحثين أكّدوا مشاركتهم في هذه الفعّالية، واعتبروها التفاتة طيبة في حقّ واحد من رواد المسرح الجزائري، كتب اسمه بحروف من ذهب في سجلّ الفنّ الرابع. أكّدت كثير من المسارح الجهوية والجمعيات والتعاونيات المسرحية انضمامها للمشروع التطوّعي الهادف، وأبدى واسيني الأعرج، محمد ميهوبي رئيس مسرح الجيب، عمر فطموش استعدادهم للمشاركة، بينما أكّد توفيق مزعاش من ولاية سطيف أنّه سيهدي إنتاجه الجديد للبرنامج التكريمي لروح الشهيد عبد القادر علولة. وبالمناسبة، يرتقب أن ينظم يوم دراسي ومعرض للصور الفوتوغرافية والتشكيلية، للفنّان عثمان مرسالي الذي يعرض لوحتين مخصّصتين للفنان الراحل عبد القادر علولة. ويستقبل مسرح وهران الجهوي حوالي 30 عرضا مسرحيا، من جمعيات وتعاونيات مختلفة، ومن المنتظر تقديم عروض مسرح الشارع، وسيكون المخرجان المسرحيان تونس آيت علي وعمر فطموش في الموعد لتقديم قراءات في نصوص مسرحية، على غرار نصّ "الوشمة"، إضافة إلى "حجرة الصبر" لمراد سنوسي.. في الجانب الأكاديمي، يقدّم فوزي بن حبيب والكاتب الصحفي بوعلام رمضاني مساهمات مكتوبة حول التجربة المسرحية لعبد القادر علولة، وينشّط عبد الكريم بن عيسى ندوة حول "المقاربة المسرحية لعلولة"..ومن جهة ثانية، يعمل المخرج مولاي مراد ملياني على تقديم عمل مسرحي تكريما لشهيد الخشبة، وسيتم - حسب القائمين على هذه التظاهرة الفنية - ضبط البرنامج لاحقا بشكل منظم، والإعلان عن رزنامته بالتفصيل. ولد عبد القادر علولة يوم 08 جويلية 1939 بمدينة الغزوات بولاية تلمسان، درس الدراما في فرنسا، وانضم إلى المسرح الوطني الجزائري وساعد على إنشائه عام 1963 بعد الاستقلال. وكانت أعماله في الغالب بالعامية الجزائرية والعربية منها: "القوَّال" (1980)، "اللثام" (1989)، "الأجواد" (1985)، "التفاح" (1992)، "أرلوكان خادم السيدين" (1993).. وكان قبل اغتياله، يتهيأ لكتابة مسرحية جديدة بعنوان "العملاق"، إلا أنّ يد الإرهاب الأعمى كانت أسرع. حيث اغتيل في مارس 1994، على يد جماعة مسلحة.