تمتين جسور التواصل في إطار الديمقراطية التشاورية شرع المجلس الأعلى للشباب، منذ أسبوع، في تنظيم لقاءات مع شباب الجالية بعدد من الدول الأوروبية، في مبادرة ترمي إلى ترقية إشراك هذه الفئة في الشؤون الوطنية والديناميكية التي تشهدها البلاد، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بحسب ما أفاد به، أمس الاثنين، رئيس المجلس مصطفى حيداوي. أوضح حيداوي، أنه «انسجاما مع توجهات الدولة الجزائرية وتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى ترقية إشراك شباب الجالية في الشؤون الوطنية والديناميكية التي تشهدها البلاد»، تم الشروع في تنظيم لقاءات مع شباب الجالية الوطنية بالخارج، على شكل جلسات تفكير، شملت إيطاليا وإسبانيا، في انتظار تنظيمها بفرنسا خلال الأسبوع القادم. تعكس هذه الجلسات - مثلما أكده حيداوي- «حرص المجلس، من خلال أعضائه 16 المعينين من قبل شباب الجالية، على تفعيل أدوار هؤلاء الأعضاء، عبر عقد العديد من الندوات والملتقيات»، مشيرا إلى أن هذا النوع من الفعاليات كان يتم في السابق عن طريق تقنية التحاضر عن بعد. وعن الهدف من وراء تنظيم هذه الجلسات الحوارية، قال حيداوي إن الغاية منها هي «تمتين جسور التواصل مع شبابنا بالخارج، في إطار الديموقراطية التشاورية» و»رفع انشغالاتهم». وثمن المتحدث في هذا السياق، «التجاوب الكبير لهؤلاء الشباب مع مختلف المبادرات التي يطلقها المجلس»، مستدلا في ذلك ب»الإقبال الكبير على الملتقيات واللقاءات التي تم تنظيمها سابقا والتي فاق عددها 20 لقاء منذ تنصيب أعضاء المجلس». أما فيما يتعلق بسلسلة الجلسات المتوجهة لشباب الجالية، والتي تشرف عليها رئيسة لجنة العلاقات الدولية والتعاون بالمجلس الأعلى للشباب، لبيض أماني آمنة، وعدد من أعضائه، فقد عرفت - مثلما أكد حيداوي - «نجاحا وإقبالا كبيرين»، مبرزا «ارتياح هؤلاء الشباب تجاه النهج الذي تبنته الدولة الجزائرية في هذا المجال». كما لفت حيداوي إلى أن التفاعل المباشر لأعضاء ومسؤولي المجلس الأعلى للشباب مع شباب الجالية قد «منح بعدا آخر لهذا النوع من اللقاءات وطابعا خاصا لهذه النقاشات»، وهو ما «لقي استحسانا كبيرا في أوساطهم». يذكر، أن هذه الجلسات الحوارية تندرج في إطار «الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للشباب، والتي تتضمن إشراك شباب الجالية الوطنية بالخارج في مختلف نشاطات المجلس» وذلك «إدراكا منه بأهمية تعزيز العمل التنسيقي والتكاملي من أجل رفع انشغالات ومقترحات شباب الجالية، من خلال إيجاد الأساليب والمناهج التي تعكس الترجمة الفعلية والعملية لإشراكهم في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجزائر، تماما مثلما أوصى به رئيس الجمهورية». وقد كانت المحطة الأولى في هذه الجولة مدينة ميلانو الإيطالية، حيث تم، السبت الفارط، بمسرح «تروتر بارك»، عقد جلسات حوارية مع شباب الجالية في هذا البلد، عرفت حضور «أكثر من 50 فردا من شباب الجالية قدموا من مختلف المدن الإيطالية»، حيث تم، بالمناسبة، تنظيم حوار مفتوح مع القنصل العام بمدينة ميلانو. وغداة ذلك، تم بسفارة الجزائر بمدريد (إسبانيا) عقد جلسات أخرى شهدت حضور «أزيد من 40 شابا وشابة من عدة مدن إسبانية، ناقشوا مختلف الانشغالات والتحديات التي يواجهها شباب الجالية بهذا البلد، مع اقتراح الحلول المناسبة لها»، مع تنظيم مائدة مستديرة وحوار مفتوح مع ممثلي السفارة والقناصلة الحاضرين. ومن المنتظر أيضا أن ينظم المجلس الأعلى للشباب لقاء حول سياسات الرقمنة في الجزائر يومي 24 و25 فبراير الجاري بالمركز الثقافي الجزائري بباريس. إرساء منظومة وطنية متكاملة للتكفل بانشغالات الشباب على صعيد آخر، أكد رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، الإثنين، بولاية الوادي، أن المجلس يسعى إلى إرساء منظومة وطنية متكاملة للتكفل بانشغالات الشباب ومرافقتهم في تحقيق طموحاتهم. صرح حيداوي في كلمة ألقاها في اختتام تظاهرة «منتدى شباب وادي سوف»، أن المجلس «يسعى إلى إرساء منظومة وطنية متكاملة» للتكفل بانشغالات الشباب ومرافقتهم «بما يساعدهم على تحقيق تطلعاتهم في شتى المجالات». وأشار إلى أن «تكريس مبدإ العمل بآليات هذه المنظومة الوطنية يستدعي تضافر جهود كل الهيئات الإدارية والمؤسسات العمومية وفعاليات المجتمع المدني لتكون أداة ناجعة لخدمة الشباب والمجتمع»، وذلك لا يتأتى -بحسبه- إلا «من خلال ممارسة الديمقراطية التشاركية واستدامة الحوار والتشاور داخل الهيئات ذات الصلة بانشغالات وتطلعات الشباب». وأبرز رئيس المجلس الأعلى للشباب، أن الأهمية التي توليها هذه المؤسسة الدستورية للشباب تندرج ضمن استراتيجية السلطات العمومية، ممثلة في رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تأطير ومرافقة هذه الفئة لاندماجها بالهيئات الإدارية والمؤسسات العمومية وهو ما من شأنه -كما أضاف- ''أن يعزز ثقة هذه الفئة في مؤسسات الدولة''. وتم في اختتام هذا المنتدى الشباني، قراءة توصيات عمل ورشات التفكير الموضوعاتية الأربع التي شارك فيها 150 شاب والتي ناقشت مواضيع تتعلق بدور الشباب في المجالس المنتخبة والشغل والفلاحة الصحراوية وتمكين الجمعيات الفاعلة من أجل الرقي بالعمل الجمعوي. وركزت تلك التوصيات على الانشغالات المطروحة وهي ذات صلة بالتنمية، سيما منها المطالبة بتجديد شبكات الطرق الوطنية والولائية وربط الولاية بشبكة السكة الحديدية وإعادة الاعتبار لمطار عبد القادر العمودي الدولي بالوادي وتفعيل مركز الشحن، بالإضافة إلى التشغيل في المؤسسات البترولية. وقبل ذلك، كان رئيس المجلس الأعلى للشباب قد أشرف على جلسات حوارية بزاوية سيدي أحمد بن سليمان بيسي دحة ببلدية تغزوت مع أعيان البلدية، بحضور السلطات المحلية، تم خلالها طرح انشغالات في شتى الميادين، سيما التي تتعلق بالشؤون الاجتماعية والتضامنية والفلاحة والاستثمار. كما أشرف على لقاءات مماثلة ببلديتي الشريط الحدودي الطالب العربي ودوار الماء (100 و150 كلم شرق عاصمة الولاية)، بمشاركة الشباب والتي تضمنت أيضا تنشيط ورشات حول التكوين المهني والتربية والتعليم العالي والصحة والشؤون الإجتماعية وترقية المرأة الريفية، إلى جانب التأكيد على تقريب الهياكل الإدارية وتحسين الخدمات ببلديات الشريط الحدودي.