يشهد المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" تظاهرة الشهر المسرحي تكريما للكاتب والممثل والمخرج الراحل عبد القادر علولة واعترافا لجهوده الكبيرة، لإثراء المشهد المسرحي بالجزائر، وذلك بمناسبة مرور 30 سنة على رحيله. حضر افتتاح هذه الفعالية الثقافية التي تدوم شهرا كاملا والتي تعرف مشاركة قوية للمسارح الجهوية والجمعيات الثقافية جمع من المهتمين وعشاق الفنّ الرابع وأعمال المسرحي الكبير الفقيد عبد القادر علولة (1939 1994) الذي قدّم روائع بارزة في المسرح لا تزال خالدة. وتميز اليوم الأول من هذه التظاهرة بعرض مسرحية "صفار" من إنتاج المسرح الجهوي لمدينة الأغواط وإخراج هارون الكيلاني، والتي تتناول أطماع قوى الشر التي ارتكبت مجازر إبادة جماعية في حقّ شعوب تقاوم لكسر قيود الاحتلال. وتصنّف هذه المسرحية التي أدّى أدوارها كوكبة من المثليين الشباب، ضمن المسرح المستقبلي والمسرح المقاوم الذي يتفاعل مع مستجدات الراهن الدولي، خاصة مع ما يجري حاليا في غزّة من اعتداء صارخ على الشعب الفلسطيني من طرف الكيان الصهيوني المحتل الذي يرتكب يوميا مجازر ضدّ الإنسانية. للتذكير، تحصّلت مسرحية "صفار" على جائزة أحسن إخراج في فعاليات الدورة السادسة عشر لمهرجان الوطني للمسرح المحترف، المنظم في جانفي الماضي بالجزائر العاصمة. وفي إطار هذا الشهر المسرحي المنظم من طرف المسرح الجهوي لوهران، تم برمجة 30 عرضا مسرحيا للكبار والصغار من إنتاج 9 مسارح جهوية وكذا المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" وأخرى ل16 جمعية تنشط في مجال الفنّ الرابع، منها خمسة تنشط بوهران حسبما أبرزه ل(واج) مدير هذه المؤسّسة المسرحية، مراد سنوسي على هامش هذه التظاهرة. كما ستعرض مسرحيات موجّهة للصغار بالمؤسّسات التربوية لوهران ومركز الأطفال المصابين بالسرطان ببلدية مسرغين، وبمسرحي سيدي بلعابس ومستغانم، علما أنّ مساهمة الجميع في هذا التكريم كانت تطوّعية وفق السيد سنوسي. كما سيكون الدخول لحضور جميع العروض مقابل كتاب بدل من تذكرة، بغية فتح مكتبة على مستوى مركز أطفال المصابين بداء السرطان ب«مسرغين"، حيث كانت هذه الفئة تلقى اهتماما كبيرا من طرف المرحوم مثلما أشير إليه. ترك الفنّان الراحل عبد القادر علولة الذي يعتبر من أهم صنّاع الحركة المسرحية على مستوى الوطن وأحد مؤسّسي مسرح الحلقة، رصيدا ثريّا من الأعمال المسرحية على غرار "الأجواد" و«اللثام".