أشرفت، أمس، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، من رحاب قصر الثقافة مفدي زكريا، على إطلاق الطبعة الثالثة لمُنتدى الفكر الثّقافي الإسلامي، تحت شعار "القيم الحضارية ورهانات المستقبل" وتجري فعالياته كل يوم ثلاثاء من هذا الشّهر الفضيل، ويتضمن سلسلة من الندوات والمحاضرات الفكرية يقدمها كوكبة من الأساتذة والباحثين والمفكرين والمختصين في المجال. أوضحت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي في كلمتها الافتتاحية لهذه الجلسات الرمضانية، أن هذه اللقاءات العلمية تأتي في ظلّ ما يعيشه الإنسان المعاصر من رهانات وتحديات يحتاج فيها العودة إلى أشواق الرّوح وقيم التضامن والخير والتسامح، وقد ظهر للعالم اليوم أنّ الحاجة إلى القيم المشتركة أو الكونيّة الإنسانية علاج روحي وحضاري لأزماته. كما أبرزت المتحدثة في ذات السياق، أن الدائرة الوزارية تضع في مقدمة أولوياتها الوصفات الثقافية والفكرية للمواطن الجزائري ليكون ذلك جزء من التّربية على المواطنة الإيجابية بالتّعاون مع مؤسّسات رسميّة وجمعيات ثقافيّة وفنيّة تدرك أنّ الرّهان الحقيقي هو بناء مواطن يحافظ على قيمه الموروثة التي حافظت بدورها على استقراره ووحدة مجتمعه وفي الوقت ذاته يكون منخرطاً في العالمية بإبداعه ومشاركته في بناء التقدم. من جانبه، ثمن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، هذه الفضاءات الحوارية المخصصة لطرح ومناقشة القضايا الراهنة التي تمس الإنسانية جمعاء، وذلك على ضوء تعاليم الإسلام السمحة التي قدمت إضافات جوهرية في مسألة القيم الحضارية، وذلك وفق أبعاد ورؤى راقية من شأنها أن تخدم الكون والإنسانية جمعاء. عرفت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور أحمد طالب ممثل المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر، ثلاث مداخلات، حيث كان محورها موسوما ب "القيم الروحية وأهميتها في علاج أزمات الإنسان المعاصر". قدم مدير ديوان جامع الجزائر الأستاذ بومدين بوزيد، مداخلة قيمة تناول فيها مفهوم القيم الحضارية وعلاقتها، موضحا أن القيم الإنسانية والحضارية هي نتيجة تفاعل متبادل بين مکوناتها، المتمثلة في الإنسان والقيم والحضارة، وهي معايير ومحکات تضبط سلوك الإنسان وفعله الحضاري، وإن الإسلام قد ضمن کافة المنظومة القيمية اللازمة لحفظ کرامة وصيانة حقوق الإنسان، أبرزها الحرية، التسامح، المساواة، العدل، الشورى، العلم، العمل والسلام. من جهته تطرق الدكتور عبد الرزاق قسوم، الرئيس السابق لجمعية العلماء المسلمين، إلى مسألة الصيام كعلاج لتثبيت القيم الإنسانية. في حين وقف آخر متدخل في الجلسة الافتتاحية، الأستاذ الدكتور بوعرفة عبد القادر عند إشكالية الإنسان المعاصر وفق متاهة الحاضر وآفاق المستقبل (من البعد الواحد إلى تعدد الأبعاد).