أشرفت اليوم، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، على انطلاق الطبعة الثانية من "منتدى الفكر الثقافي الإسلامي"، الذي سيعقد كل يوم ثلاثاء طيلة الشهر الفضيل تحت شعار "الحِوار والتّعايش"، وهذا بحضور رئيس المجلس الاسلامي الأعلى، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، ممثل وزارة الدفاع الوطني، أعضاء البرلمان بغرفتيه، إطارات الدولة من مختلف المؤسسات، ثلة من الأساتذة والباحثين والدكاترة. وفي كلمة لها بالمناسبة، أوضحت وزيرة الثقافة والفنون أنّ هذه المبادرة في طبعتها الثانية بشعار له دلالاته الحضارية والتّاريخية لبلدنا وهو "الحِوار والتّعايش"، الذي يعكس استلهام الجزائر لسياستها من تراثها الديني والوطني، حيث بقيت دوما تابثة على مواقفها القائمة على إصلاح ذات البيْن واستقرار الشّعوب وحقّ تقرير المصير، وقد جسّدت ذلك مؤخراً من خلال الصّلح بين الفصائل الفلسطينية ولمّ شتات العرب في جامعتهم وبيتهم بالجزائر في القمة العربية الأخيرة، كما أنّ التّضامن كقيمة دينية وإنسانية من قِيم التّعايش وتحقيق الأمن والسّلم هو ما قام به أشاوس الحماية المدنية في النّكبة الزلزالية التي أصابت سوريا وتركيا الشقيقتين، أظف إلى ذلك، أنّ الجزائر بقيادة رشيدة تسعى جاهدة من أجل اجتثاث العنف والإرهاب في البلدان الإفريقية وبالخصوص في السّاحل الإفريقي بخطاب ديني وسطي اعتدالي يُستلهم من تراث صوفي-روحي شكّل حصناً مَنيعاً للأفارقة ومرجعية دينية من أجل الحرية والاستقلال والكرامة، يجد أتباع ذلك من تيجانيين وقادريين ورحمانيين وسنوسييين وغيرها من المدارس الصوفية في رموز روحانية ربانية موطنها الجزائر لكن ظِلالها تفيأ به الجيران والأفارقة والعالم. وأضافت الدكتورة "صُورية مُولوجي" إنّ قيَم السِّلم والمحبّة والتّعايش تقرأها وزارة الثقافة والفنون كذلك في موروثنا الدّيني والثقافي المادي واللامادي، ومنها أنواع الفنون والعمارة واللباس التي تحكي ذاكرة حبّ الحياة والضّيافة واستقبال الآخر، إنها أشكال ثقافيّة فيها التّنوع والثّراء، فيها قيمة الإنسان وكرامته وارتباطه بأرضه وحريّته التي ضحّى من أجلها، ولذلك حين ندافع عن موروثنا ونسجّله ونصنِّفه فنحن ندافع عن أمانة الشهداء والمجاهدين في التمسّك بقيمنا الوطنية والإنسانية وأبرزها الارتباط بالأرض وقِيم الحريّة والكرامة التي ترسّخت منذ عهودنا التّاريخية. وتطرقت الندوة الأولى من المنتدى التي أدارها الأمين العام للمجلس الاسلامي الأعلى الدكتور بُوزيد بُومدين، إلى موضوع "القيم الدينية والسلام العالمي في ظل التغيرات الدولية الجديدة"، حيث عرفت تقديم مداخلات أكاديمية من طرف مجموعة من الدكاترة والباحثين، بدايةً بمداخلة الدكتور "زواقة بدر الدين"، وهو أستاذ بجامعة باتنة، الذي قدم مداخلة بعنوان "المصالحة القائمة على أساس الايمان والقيم :رؤية بنائية وقائية"، مروراً بمداخلة الأستاذ الدكتور "مصطفى راجعي" وهو أستاذ بجامعة مستغانم، الذي قدم مداخلة تحت عنوان "التراث الصوفي الجزائري دعامة أساسية للسلام بين الثقافات والأمم"، ختاماً بمداخلة الأستاذ الدكتور "خوجة محمد" حول "دور قيم السلم والتعاون العالمي في مواجهة تهديدات تغير المناخ"، والتي أتبعت بمناقشة عامة بين السادة المتدخلين والمشاركين، إضافةً إلى تكريم الدكاترة المحاضرين بدرع المنتدى.