ناقشت أمس الندوة الأولى لمنتدى الفكر الثقافي الإسلامي قضايا الحوار والقيم والتعايش، في ظلّ ما يعيشه الإنسان المعاصر من رهانات وتحديات يحتاج فيها العودة إلى أشواق الرّوح وقيم التضامن والخير والتسامح، وقد ظهر للعالم اليوم أنّ الحاجة إلى القيم المشتركة أو الكونيّة الإنسانية علاج روحي وحضاري لأزماته.. تشرح وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي دوافع اختيار مواضيع جلسات المنتدى، الذي حضره مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، محمد الصغير سعداوي ، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الشيخ الوزير محمد المأمون القاسمي الحسني عميد جامع الجزائر، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، بمشاركة أساتذة ودكاترة مختصين لمناقشة في حوار مفتوح أهم القضايا الثقافية والفكرية ذات بعد الروحي. قالت الوزيرة أن موائد الفكر في الطبعة الثالثة من المنتدى السنوي "منتدى الفكر الثقافي الفكري الإسلامي"، تأتي بعد أن لاقت الطّبعتين السّابقيتين استحساناً ومتابعة من علماء الجزائر ومثقفيها، وأكدت أن دائرتها الوزارية تضع في مقدمة أولوياتها الوصفات الثقافية والفكرية للمواطن الجزائري ليكون ذلك جزء من التّربية على المواطنة الإيجابية بالتّعاون مع مؤسّسات رسميّة وجمعيات ثقافيّة وفنيّة تدرك أنّ الرّهان الحقيقي هوبناء مواطن يحافظ على قيمه الموروثة التي حافظت بدورها على استقراره ووحدة مجتمعه وفي الوقت ذاته يكون منخرطاً في العالمية بإبداعه ومشاركته في بناء التقدم، مشيرة للفرحة التي عمت الشعب الجزائري بافتتاح ثالث أكبر جامع في العالم ، والأول إفريقياً من طرف رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، قائلة " يشكل هذا الصرح الديني والعلمي والثقافي منارة للقِيم الوطنيّة والكونيّة، وجامع للجزائريين موحِّد لهم ". وذكّرت الوزيرة بالانجازات المعتبرة التي تم تحقيقها فيما يخص ترميم بيوت الله الأثريّة، قائلة "والتّرميم ليس مهمّة معماريّة حفاظيه على تراثنا فقط ولكنّه واجبٌ ديني وتحقيق شوقٌ روحي من أجل بيوت يُرفع فيها اسْمُ الله" ، كما كشفت عن سعي الوزارة أيضا إلى "إنجاز أفلام ووثائق عن علمائِنا الجزائريين الذين بلغوا الآفاق، وهذا تنفيذاً لتعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية من أجْل أن يبقى شبابنا وفياً لتاريخه وحضارته". يشار إلى أن فعاليات الطبعة الثالثة لمنتدى الفكر الثقافي الإسلامي تعقد كل يوم ثلاثاء طيلة الشهر الفضيل تحت شعار "القيم الحضارية ورهانات المستقبل"، بسلسلة من الندوات والمحاضرات الفكرية يقدمها كوكبة من الأساتذة والباحثين والمفكرين والمختصين في المجال.