الجزائر أصبحت صوتا حقيقيا للشعوب المضطهدة والمستعمَرة أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الوادي، سليمان نبار، إن الجزائر التزمت بأعرافها الدبلوماسية العريقة منذ توليها مقعدها في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم للفترة 2024/ 2025، استنادًا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التي تقضي بالمساهمة الفعّالة في تعزيز السلام وفضائل الحوار وترسيخ التعاون الدولي. أفاد الدكتور سليمان نبار، في تصريح خصّ به "الشعب"، أن الجزائر أصبحت صوتًا حقيقيًا للشعوب المضطهدة والقابعة تحت وطأة الاستعمار لتمكينها من حقها في تقرير مصيرها، في رسالة التزام واضحة للدبلوماسية الجزائرية يرددها دائما ممثلها الدائم لدى الأممالمتحدة بنيويورك السفير عمار بن جامع. وأضاف نبار، أن "الفيتو" الأمريكي السابق ضد وقف إطلاق النار في غزة، لم يثن الجزائر عن مواصلة نصرة القضية الفلسطينية وبإصرار أمام قوى العالم، بتوجيهات ودعم لامشروط من قِبَل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث ترجم ذلك على أرض الواقع السفير عمار بن جامع، خاصة في تصريحه الذي لقي صدى دوليا، وفحواه أن الجزائر ستعود وتطرق أبواب مجلس الأمن الدولي ولن تكلّ حتى يتحمل هذا الأخير مسؤولياته. وتابع الأستاذ: "عزيمة الطرف الجزائري في أروقة الأممالمتحدة حالت دون استمرار تكبيل مجلس الأمن بآلية حق النقض، وهو ما تجسّد فعلا من خلال قيادة الجزائر لمفاوضات على العديد من الجبهات تُوِّجت بانتصار وإصدار قرار تاريخي لنصرة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، غايته تجميد أبشع حرب موثقة إعلاميا عرفتها الإنسانية على الأخوة الفلسطينيين". إلى ذلك، عملت الجزائر منذ شغلها مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي على جعل القضية الفلسطينية في طليعة أولوياتها، ونافحت منذ اندلاع الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة لوقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري للأشقاء الفلسطينيين، لعلّ أهمها مشروع قرار جزائري لوقف إطلاق النار في غزة الذي نصّ على رفض التهجير القسري ووقف جميع الانتهاكات، ناهيك عن تجديد الدعوة لدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن للقطاع المحاصر من طرف الكيان الصهيوني، بحسب نبار. كما دعت الجزائر، مثلما أردف المتحدث ذاته، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن إعطاء الصبغة الإلزامية لقرار محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، وطالبت صراحة من خلال سفيرها الدائم لدى الأممالمتحدة بأن لا يكون الاحتلال الإسرائيلي استثناءً في جزئية العقاب، لكن هذا المشروع، كما هو معلوم، قوبل باستخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية لحق النقض "الفيتو" للمرة الثالثة منذ بداية العدوان على غزة. قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وتعزيز حمايتهم الذي خططت له الجزائر ونجحت في استصداره، ما هو إلا بداية طريق نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، يختم الدكتور سليمان نبار.