العملية تنفيذ لمبادرة الرئيس تبون للتكفل ب450 طفلا مصابا وصل، مساء الخميس، 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحي، إضافة إلى مرافقيهم، الى مطار بوفاريك العسكري، قادمين من مطار القاهرة بمصر، على متن طائرتين مجهزتين طبيا تابعتين للقوات الجوية الجزائرية، بغية التكفل بهم على مستوى المستشفيات العسكرية ونوادي الجيش بالجزائر، وذلك تنفيذا لمبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. في السياق، قدر سفير دولة فلسطينبالجزائر فايز أبوعيطة، عاليا موقف الرئيس تبون لاستقبال الجرحى الفلسطينيينبالجزائر للعلاج. كان في استقبال الأطفال الجرحى طاقم حكومي ضم كلاّ من وزير الصحة عبد الحق سايحي ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، إلى جانب سفير دولة فلسطينبالجزائر فايز أبوعيطة ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي. وأكدت وزيرة التضامن في تصريح ل»واج»، أن «التضامن الجزائري مع الشعب الفلسطيني هو شيمة فطرية ونحن نشهد اليوم أولى الدفعات للتكفل بالجرحى والمصابين من الفلسطينيين من قطاع غزة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية». من جانبه أكد وزير الصحة، أن عملية إجلاء هؤلاء المصابين الفلسطينيين يعكس تضامن الجزائر ومنذ الأزل مع القضية الفلسطينية وشعبها. ولعل أحسن دليل على ذلك، ما قدمته مؤخرا في الأممالمتحدة، مشيرا الى ان كل التحضيرات للتكفل بهؤلاء المرضى تم إعدادها بشكل جيد، سواء من الناحية الطبية أو التقنية أو اللوجيستية. وزير المجاهدين صرح أيضا، أن الجزائر تستقبل اليوم المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث سيتم التكفل بهم من كافة الجوانب وخاصة الصحية وقد وفرت الدولة الجزائرية لذلك كل الإمكانيات لذلك. من جهتها، أوضحت رئيسة الهلال الجزائري ابتسام حملاوي، انه تم إجلاء 46 جريحا و67 مرافقا، تتراوح إصابتهم بين المتوسطة والخطيرة، حيث سيتم التكفل بهم من قبل الصحة العسكرية في الجزائر، مشيدة بالمناسبة بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها القوات الجوية لإيصالهم عبر طائرات طبية مجهزة. وأشارت حملاوي، إلى أن دفعات إجلاء أخرى سيتم إجراؤها لاحقا وفي نفس الوقت «سنواصل مد اشقائنا الفلسطينيينبغزة بالمساعدات الانسانية»، مشيرة الى أنه يكون قد تم، الجمعة، تمديد الجسر الجوي في هذا الإطار. وبشأن ردة فعل المصابين بعد وصولهم الى أرض الجزائر، قالت السيدة حملاوي: «ربما من الروايات التي سيكتبها التاريخ تلك الأم التي أصيب ابنها اصابات خطيرة وقالت انها تريد ان ينقل الى الجزائر وإن قدر الله إن استشهد سيدفن بأرض الجزائر». وعلى أرضية المطار التي غصت بسيارات الإسعاف لنقل المصابين، عمت أجواء امتزج فيها الحزن بالفرح؛ حزن لما بلغه وضع هاته النفوس البريئة جراء همجية الكيان الصهيوني الذي قام على القمع وأصبحت ثقافته اليومية انتهاك حقوق الإنسان بالأرض المحتلة. بالمقابل، ابتهجت نفوس المصابين الفلسطينيين وذويهم، بعد وصولهم الى أرض الجزائر التي لطالما احتضنت القضية الفلسطينية العادلة دون كلل أو ملل ورافعت من على منابر دولية من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واستقت «واج» من عين المكان، شهادات لعدد من الأطفال الفلسطينيين وأخرى لذويهم، حيث عبر الطفل خالد شكري عن آلامه ومآسيه بغزة بعد أن فقد كل شيء في البريج بغزة، حيث كان يسكن، على إثر تعرض منزل عائلته الى قصف صهيوني ليلا أصيب على اثره كما اصيب أخوه بجروح خطيرة. ويقول خالد، إنه رغم الأمان الذي يشعر به بعد ان وصل الى أرض الجزائر، الا ان الخوف مازال يراوده بشأن أهله في غزة مع استمرار القصف الصهيوني على القطاع. كما روت السيدة فرح شادي صالح، من الفلوجة بجباليا، كيف تم قصف بيت عائلتها حيث أصيب معظم افراد عائلتها بإصابات خطيرة وتعرضت هي إلى كسر في الجمجمة دخلت على اثره في غيبوبة لمدة شهر. والى جانب المصابين جراء القصف، فقد كان من بين القادمين من غزة، ذوو الأمراض المستعصية، الذين أضحوا يواجهون خطر الموت بعد أن نفد الدواء وخرجت معظم مستشفيات غزة عن الخدمة. كما روت سامية حمدان الشاعر، داخل سيارة الإسعاف، وهي من سكان رفح بغزة معاناتها مع مرض السرطان ومعاناة بنتيها، إحداهما مصابة بداء السكري زادت مضاعفاته بعد بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع أكتوبر الماضي. ناهد عبد العاطي، من المنطقة الوسطى بغزة، أيضا صورة لهمجية الاحتلال الصهيوني وضحية من ضحايا جرائمه بحق الفلسطينيين، فقد تعرضت منذ أكثر من شهر الى كسر في الحوض والعمود الفقري، كما أصيبت بنتاها في القصف الذي تعرض له منزلهما. للتذكير، ترمي مبادرة رئيس الجمهورية إلى التكفل ب450 طفلا فلسطينيا مصابا من أجل تلقي العلاج من جروح وآثار القصف الصهيوني الهمجي، الذي طال المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. في هذا الإطار، تم توفير كافة الإمكانيات والوسائل من أجل إنجاح هذه العملية ذات الطابع الإنساني، التي ستتبع بعمليات إجلاء لاحقة لفائدة فئات أخرى من الجرحى والمصابين، لاسيما مبتوري الأعضاء، وهو ما يعبر بجلاء تام عن تضامن الجزائر اللامشروط تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق في محنته. من جهة أخرى، تواصل الجزائر بذل مجهودات حثيثة قصد التكفل بعملية إجلاء الرعايا الجزائريين العالقين في قطاع غزة، بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي تعرفها هذه العملية وذلك بالتعاون مع السلطات المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر. بالموازاة مع ذلك، قامت الجزائر بهبة تضامنية واسعة، حيث جهزت أسطولا جويا لتقديم مساعدات إنسانية للعالقين بغزة من أجل التخفيف من معاناتهم. علما أن العملية مستمرة وسيتبعها، بحر الأسبوع القادم، إيفاد مساعدات إنسانية إضافية. السفير أبوعيطة: موقف جزائري عظيم ونبيل سيعزز صمود شعبنا المقاوم من جهته، قال السفير أبوعيطة في تصريح ل»وأج»، بعد وصول عدد من المصابين الفلسطينيين وذويهم، مساء الخميس، الى الجزائر: «نحن نقدر دولة الجزائر الشقيقة ونثمن عاليا موقف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وتوجيهاته بالعمل الدؤوب من اجل استقبال الجرحى الفلسطينيين»، مؤكدا ان العملية كللت بالنجاح. وأوضح ان 46 مصابا فلسطينيا في العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وصلوا الى الجزائر ومعهم 67 مرافقا، أي بعدد إجمالي بلغ (113). «إنه موقف عظيم ونبيل للجزائر، ونحن نعلم حجم الجهود التي بذلت من قبل الأشقاء في الجزائر، حتى ينجحوا في إجلاء بعض الجرحى الى ارض الجزائر من اجل تقديم العلاج اللازم لهم»، يضيف السيد أبوعيطة. وقال السفير الفلسطيني، إن عملية إجلاء الجرحى الفلسطينيين هاته، «صورة من صور وقوف الجزائر إلى جانب فلسطين وشعبها كما عودتنا دائما»، مضيفا انه «من شأن هذا الموقف ان يعزز الصمود الفلسطيني». واختتم: «رغم كل الألم الذي يعتصر قلوبنا على شهدائنا وعلى جرحانا، إلا ان النصر حليفنا وستقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».