أكد الأستاذ بقسم الآداب واللغة العربية بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة 1، العربي حمدوش، أن تراث كل أمة، المادي واللامادي، هو البوتقة التي تنصهر فيها عبقريتها، وتتشكل هويتها، ويتجلى تميزها، وتقوى آصرتها الوطنية، وتجعلها المواطنة كالجسد الواحد، يقل أفرادها عند الطمع، ويكثرون عند الفزع، والتراث الجزائري، ميراث الآباء والأجداد، وخلاصة تجربة عريقة تمتد قرونا وقرونا يجب جمعه، وحفظه، ودراسته بعمق وجعله في متناول الشباب خاصة، مع الاعتزاز به دون تقديس، بل علينا القيام بعمليات انتقاء ذكية، تحقق التجانس والانسجام، وتعزز الوحدة الوطنية، وتنبذ كل نعرة جهوية. وعن توظيف التراث في الادب الجزائري يقول حمدوش: "بإستثناء الجهود الناضجة الكبرى للرواد الأوائل على غرار الأديب طاهر وطار، عبد الحميد بن هدوقة و«واسيني الأعرج" الذين حاوروا التراث وقاموا بمناقشته وتحليله وتوظيفه، أما البقية فإنها لا تخرج عن محاولات للاستشهاد، وهو الأمر الذي لا يخدم التراث، والحديث عن حضور التراث في العمل الأدبي الجزائري يقود من وجهة أولى إلى معرفة مكنون كلمة "تراث" في حد ذاتها وما يكتنفها من غموض والتباس وتمدّد".. ويضيف محدثنا قائلا إن "التراث هو كل ما تتوارثه الأجيال من عادات، تقاليد، معتقدات، ثقافات منها الفاعل والممتد عبر الأجيال ومنها الميت والمنتهي الصلاحية، غير أن الجميل في التراث هو استحضار العبر والمواقف والأمجاد والتزود بالفكر من مناهله ومنابعه ومواطنه الأصيلة والنقية".