هي فلسطين سيدة الأرض وملهمة الأحرار هى فلسطين التي أثرت الإنسانية بنضالاتها وحضارتها وإسهاماتها الفكرية والأدبية هي فلسطين التي يعشقها أهلها وكلّ أحرار العالم هي فلسطين التي نتننفّس هواءها حتى في المنافي والغربة لاحياة إلا بك يافلسطين السادة الأفاضل: رغم حرب الإبادة التي يشنّها الطاغية الارهابي نتنياهو وعصابته النازيون القتلة الإرهاربيون في غزّة، إلا أنّ الرواية والسرديّة الفلسطينية تحقّق نجاحات مبهرة لأنها الأكثر مصداقية لكسب العالم، وميدان هذه المعركة بات يتجاوز وسائل الإعلام المرئيّة والمقروءة إلى وسائلِ التواصل الاجتماعيّ التي تمثلّ الآن مصدرًا في غاية الأهميّة لتناقُل الأخبار والروايات، بل والمواقف السياسيّة، والتأثير على الرأي العام المجتمعي، بكلّ ما لذلك من أثرٍ واضح على الأرض. ومع أنّ : حرب الرواية في القضية الفلسطينية ليست حديثة، فقد امتدّت على مدار أكثر من مائة عام، منذ أن طرحت الحركةُ الصهيونية فكرةَ الوطن القومي، ونفت وجود الشعب الفلسطيني وحقّه في أرضه، مرورًا بنفي المجازر التي ترافقت مع النكبة، والترويج بدلًا منها لسرديّة كاذبة يروّجها المطبخ الصهيوني الإرهابي بالرغم من تفنيدها مرّات عديدة، ورغم أنّ العدو الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي يشنّ حربا نفسية معنوية عبر كلّ المنابر الأممية والإعلامية والثقافية تستهدف شطب المطالب السياسية أوالقانونية-الحقوقية المشروعة لشعبنا الفلسطيني، وما صفقة القرن إلا محاولة صهيوأمريكية في هذا السياق، وتشتمل هذه الإبادة على سلسلة طويلة من المشاريع والخرائط الصهيونية والأمريكية، التي تستهدف طمس القضية والمطالب والحقوق العربية الفلسطينية، السادة الأفاضل: يحبس العالم أنفاسه على وقع امتداد انتفاضة الجامعات الأمريكية من كولومبيا إلى هارفرد ويايل وغيرها من الجامعات الأوروبية ( الفرنسية والبريطانية والإيطالية والكندية وغيرها)، انتفاضة عابرة للقارات أعادت إلى الأذهان انتفاضة المجتمع الأمريكي عندما شاهد الفتاة الفيتنامية المحاطة بكتلة من اللهب من قصف الطائرات الأمريكية بالنابالم، ولئن تعدّدت شعاراتها اليوم فقد أجمعت على الانتصار لفلسطين في مواجهة محرقة القرن. . وقد وجب التأكيد على أنّ هذا الموقف أيضا فرضته شريحة النخب والطلبة والمثقفين الرافضين للظلم والمعايير المزدوجة في التعاطي مع العدالة الدولية وقوانينها الانتقائية. حقا : لقد رأوا بأم أعينهم إعدام الأطفال والنساء والشيوخ في غزّة وتدمير المستشفيات والمدارس والمضيّ قدماً في جرائم الإبادة الجماعية التي لم يعد بالإمكان إخفاؤها عن أنظار العالم، العالم يتغير ولم تعد العصا الأمريكية الغليظة تجدي نفعاً وإشهار دولة جنوب أفريقيا سيف العدالة يعتبر تحدياً للكابوي الأمريكي ولدولة الاحتلال الصهيوني، ففي 29 ديسمبر 2023 قدّمت جنوب أفريقيا طلبا للعدالة الدولية، تتهم دولة الإحتلال بإرتكاب أعمال إبادة جماعيّة في قطاع غزّة وسقوط الآلاف من الشهداء بسبب القصف الإرهابي النازي الفاشي وأعمال التهجير القسري لشعبنا الفلسطيني من بيوتهم، إنّها انتفاضة الأحرار التي عبرت إلى ماوراء البحار، انتفاضة تجسّد، الموقف الداعم للشعب الفلسطيني الذي أغمض العالم عينيه عن حقوقه، انتفاضة ارتبطت بشعوب حية قادرة على التفكير والتمييز بين الحقّ والباطل ولا تقبل إلغاء العقول أو تكبيلها، تماما كما أنّ هذه المؤسّسات التي تصنع قيادات المستقبل جعلت من التعليم رسالة إبداعية تفكّر وتحلّل وتنصف وتراهن لا على شحن العقول بالمعلومات التي سيسقطها الطالب من ذاكرته بمجرد التخرج ولكن تراهن على تلقين الطالب التفكير العميق وطرح الأسئلة الفلسفية الجدية وعدم الأخذ بالمسلّمات في مواجهة كلّ الأزمات والملفات، على عكس ما يحدث في أغلب الجامعات العربية التي راهنت على إعداد جيوش من حاملي الشهادات العليا المعطّلين. . وهذا ما يتعين الانتباه إليه في انتفاضة الجامعات العابرة للقارات والتي دفعت الطلبة إلى رفض الواقع الذي ينتصر للجلاد ويقهر الضحية، رفع الطلاب الأحرار أصواتهم عاليا للتساؤل عن جدوى الأممالمتحدة ومؤسّساتها وعن تمثال الحرية الذي وضع لإلهاء الشعوب والكيل بمكيالين، وهذا في الواقع الدرس الأهم ممّا يجري في تلك الجامعات التي يقود طلبتها اليوم الرأي العام الدولي للتحرّر من سردية المحتل الغاصب الزائفة ومن قيود شعار معاداة السامية كلّما ارتفع صوت منتقدا جرائم المحتلّ.