تعتبر المساحات الخضراء العشبيّة والشجريّة عنصرًا مهمًا داخل المدن والمناطق السكنية لما لها من أثرٍ بيئيّ جماليّ وسياحي، وانعكاسات صحية إيجابيّة على حياة المواطنين لا سيما في فصل الصيف، الذي يسجل ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة بأغلب ولايات الوطن. عكفت السلطات العمومية خلال السنوات الأربع الماضية على إنجاز كثير من مشاريع المساحات الخضراء عبر المدن والأحياء حديثة الإنجاز ضمن مختلف الصيغ والبرامج السكنية، حيث شمل هذا النوع من العمليات البيئية حتى مناطق الظل بشتى ربوع بلادنا في إطار خطط تنمية وترقية الحياة الاجتماعية في تلك النواحي المعزولة. ويرى متابعون أنّ وجود المساحات الخضراء قرب التجمعات العمرانية سواءً كانت عشبية أو أحزمة غابات يساعد على تحسين الظروف المعيشية وترقية الوضعية الاجتماعية للساكنة المحليين، ويجعل من وتيرة حياتهم اليومية رائقة وخالية من الضغوطات، ممّا يُقلِّل من أعراضهم النفسية السلبية اليومية مثل مشاعر التّوتّر والغضب الشائعة في الأوساط المجتمعيّة. ومن الواجب تحسيس المجتمعات المحلية، وفقًا لهؤلاء، بأهمية الحفاظ على المساحات الخضراء وأشرطة الأشجار الظلية المنجزة بمحاذاتهم بغرض تحسين ظرفهم المُعاش، وترشيح الهواء وتنظيفه من الملوّثات، مع ضرورة توعيتهم بأهمية المساهمة في عمليات السقي والغرس للفسائل التالفة عبر ومضات تلفزيونية يومية محفزة على صون وإدامة هذه المكتسبات البيئية. كما تتيح بعض الفضاءات الخضراء المجسّدة عبر المدن والتجمعات السكنية الكبرى مسالك معبّدة لممارسة الأنشطة البدنيّة مثل رياضة ركوب الدّراجات الهوائية، وملاعب صغيرة لمختلف الرياضات والهويات، ووسائل ترفيه وترويح عن النفس، الأمر الذي حوّلها إلى قبلة للمواطنين في كافة أيام الأسبوع، ومحط أنظارهم للابتعاد عن ضغوطات الحياة اليومية. إلى ذلك، يكتسب إنجاز المساحات الخضراء ومجمّعات الترفيه في ولايات الجنوب الكبير بالتحديد، أهمية بالغة، بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة في فصلي الصيف والخريف، وكثرة هبوب الزوابع الرملية، ممّا يتطلب إنجاز فضاءات محمية بأحزمة مشجّرة بمصدات الرياح مقاومة للجفاف والظروف المناخية المحلية، تكون ملاذا للسّاكنة ومكانا للراحة والاستجمام وقضاء فترات التسلية، خصوصًا مع نجاح تجارب مشاريع مماثلة ضمن البرامج العمومية والاستثمار الخاص بولايتي بسكرة والوادي.