شهادة "أوبك+" لصالح الجزائر ..وزبائن كبار يجهرون بالتزاماتهم ووفائهم الدائم تحدّث الباحث بمركز البحث في الاقتصاد المطبّق من أجل التنمية (CREAD)، البروفيسور محمد حيمران، عن واقع إنتاج النفط بالجزائر، من زاوية القفزة النوعية في الإنتاج خلال شهري مارس وأفريل المنصرمين، فقد ارتفع إنتاج النفط الجزائري إلى 909 آلاف برميل يوميا، ليؤكّد على وزن الجزائر في مجال إنتاج النفط بالسوق العالمية. أكّد محمد حيمران أنّ إنتاج النفط في الجزائر سجّل ارتفاعا في أفريل الماضي بمقدار ألف برميل يوميا على أساس شهري، مسجّلا ارتفاعا في متوسط صادرات النفط الجزائري الذي بلغ 430.97 ألف برميل يوميا خلال الأشهر 3 المنتهية في مارس 2024، مقابل 423.68 ألف برميل يوميا خلال المدّة نفسها من 2023، مقابل 392.33 ألف برميل يوميا في الربع ذاته من سنة 2022. تقدّم فاره على المستوى القارّي أكّد الباحث، أنّ الجزائر احتلّت مؤخرا المركز الثالث من حيث حجم إنتاج النفط إفريقيا، فحسب تقرير "أوبك+" الصادر في أفريل، فان الجزائر خططت لخفض إنتاجها النفطي طوعا بمقدار 51 ألف برميل يوميا للربع الأول من 2024، حتى نهاية شهر جوان المقبل، ليصل هدف إنتاجها النفطي إلى 908 آلاف برميل يوميا، حيث يأتي الخفض الجديد مضافا إلى خفض طوعي آخر قدره 48 ألف برميل يوميا، أعلنته الجزائر في أفريل الماضي، من المقرر أن ينتهي مع نهاية 2024". وقال محدّثنا: "في أفريل 2023 أعلنت "أوبك+" عن تخفيضات إضافية قدرها 1.65 مليون برميل يوميا، استكمالا للتخفيضات السابقة البالغة مليوني برميل يوميا، والتي بدأت في أكتوبر 2022. وعرفت هذه الإجراءات حاليا تخفيضات إجمالية قدرت ب3.66 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل حوالي 3 % من الطلب العالمي على النفط". وأبرز حيمران أنّ أوروبا تمثل أكبر الأسواق للنفط الجزائري الخام والمكثفات، فضلا عن بعض الدول في قارتي آسيا وأمريكا الشمالية، خاصة الولاياتالمتحدة. آفاق تعاون مفتوحة مع كبريات الشّركات عن آفاق تعاون مجمّع سوناطراك مع الشركات العالمية في مجال الطاقة، أبرز الخبير أنّها آفاق مفتوحة وواعدة، من شأنها أن تؤدي إلى تطوير القطاع أكثر فأكثر، وتمكن من احتلال مكانة أفضل، ومن ثم تحقيق مداخيل أعلى، مشيرا إلى أنّ عدد الاكتشافات الجديدة للمحروقات خلال سنة 2023 بلغ نحو 15 اكتشافا، أغلبها من طرف سوناطراك، علما أنّ سوناطراك تعمل حاليا في مجال الاستكشافات بشكل خاص، أما الشركات الأجنبية فتعمل في شراكتها مع العملاق النفطي سوناطراك في الاستكشافات بشكل أقل عما كانت عليه في السابق، وشراكتها هي أكثر في مجال الاستغلال وتطوير الحقول وحوكمة التسيير. واعتبر حيمران أنّه فكرة استمرارية القوانين المكرسة بالدستور الجزائري، أعطت دافعا للمستثمر الأجنبي كي يوظف خبرته في الشراكة مع سوناطراك، فمنذ صدور القانون الجديد المتعلق بالمحروقات، وقّعت سوناطراك 6 عقود مع شركائها من أجل تطوير المحروقات، بقيمة اجمالية تقدّر ب 7 ملايير دولار، مذكرا أن الاستثمار في قطاع الطاقة في الجزائر تجاوز 9 ملايير دولار في عام 2023 مقارنة بثمانية ملايير دولار في عام 2022. وضمن إطار برنامج استثماري ضخم تنجزه سوناطراك، يستهدف استثمار 40 مليار دولار من 2023 إلى2027، منها 30 مليار دولار في مجال استكشاف النفط والغاز وإنتاجهما، يقول الخبير إن مجمع سوناطراك كشف عن تخصيص 8.8 مليار دولار للاستثمار في 2024، في وقت تسعى الشركة إلى تثمين المحروقات، إذ أُنجزت العديد من المشاريع الكبرى، مثل مصفاة المكثفات في سكيكدة بطاقة إنتاجية تُقدر ب5.5 مليون طن سنويًا. تعزيز الشّراكة وتوسيع التّعاون ووقّعت سوناطراك اتفاقيات عدة مع كبريات الشركات العالمية خلال السنة الجارية، على غرار اتفاقية مع تيثيس أويل السويدية في مجال استكشاف وتطوير واستغلال المحروقات في منطقتي الحجيرة والهياد 2"، كما وقّعت مع "توتال إنرجيز" الفرنسية، لتنفيذ برنامج عمل يهدف إلى تقييم وتطوير موارد المحروقات بمنطقة الشمال الشرقي لتيميمون، وذلك اعتماداً على منشآت المعالجة القائمة بالمنطقة. أما عن الشركة الإيطالية إيني، فقد أكّد المتحدّث أنها شريك موثوق ملتزم بعقوده، فالاتفاق الأخير المتمثل في بروتوكول اتفاق قصد وضع برنامج جديد للبحث والاستغلال لتثمين إمكانات المحروقات بمنطقة تشمل عدة رقع تعاقدية، يجسّد إرادة الطرفين في تعزيز الشراكة وتوسيع التعاون من خلال تنفيذ برنامج أعمال لإعادة أحياء أنشطة الاستكشاف. وقال الباحث: "يهدف الاتفاق إلى إبرام عقود للمحروقات في المناطق ذات الاهتمام التي تشمل الرقع التعاقدية بزمول الأكبر وغرد اللوح - سيف فاطمة وغرد مسعود شمال"، مذكّرا أنّه في مارس الماضي، وقّعت سوناطراك وشريكاها "إيني" الإيطالية وإكوينور النرويجية، بروتوكول اتفاق لتشجيع اكتشافات النفط والغاز في الجزائر وتطوير إمكانات منطقتي عين صالح وعين أمناس، اعتمادا على المنشآت القائمة، حيث توصف إيني أنّها أكبر منتج أجنبي في الجزائر بصافي 95 ألف برميل يوميًا من النّفط المكافئ".