أحصت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية بومرداس 9399 معوق، منهم 6565 يعانون من إعاقة ذهنية: 2209 إناث، 2369 إعاقة حركية منهم 1003 إناث، و165 شخصا يعانون من إعاقة مزدوجة منها 75 إعاقة لدى الإناث، وهذا ما شكّل تحديا كبيرا أمام المديرية للتكفل بكافة انشغالاتهم خاصة المادية والمعنوية ومناهج التعليم المتبعة بالمراكز النفسية والبيداغوجية المتخصصة. وقد أظهرت الاحصائيات المقدّمة أنّ دائرة برج منايل أخذت حصة الأسد في عدد الإعاقات المسجلة التي قدرت ب 1756 حالة، خميس الخشنة 1685 حالة، بودواو 1235 حالة، يسر 1014 حالة، الثنية 811 حالة، بومرداس 794 حالة، دلس 787 حالة، بغلية 630 حالة وأخيرا دائرة الناصرية ب 387 حالة. وأمام هذا العدد الهائل لذوي الاحتياجات الخاصة ببومرداس، سجّلت الولاية العديد من النقائص في مجال المرافق والمراكز النفسية المتخصصة المهتمة بهذه الفئة الذي انعكس سلبا على التكفل الاجتماعي بفئة المعاقين حسب بعض الأولياء، الذين كشفوا ل ''الشعب'' عن حجم المعاناة اليومية في نقل أبنائهم إلى هذه المراكز المتخصصة وطبيعة المناهج المتبعة في عملية التلقين والتدريس بالإضافة إلى طريقة الاستفادة من المنحة الشهرية. وهنا كشفت السيدة ''بن دريهم حورية'' والدة أحد المعاقين متحدثة ل ''الشعب'' أنّها معاناة يومية تتخبّط فيها بعض العائلات التي تقوم بنقل أبنائها إلى المركز النفسي البيداغوجي ببلدية تيجلابين نظرا لغياب مراكز قريبة من مقر السكن ببلدية زموري. كما طرحت هذه السيدة إشكالية المناهج المتبعة بالمركز التي لا تتماشى وحالة التخلف الذهني لأبنائنا قائلة: ''داخل محفظة ابني تجد كتاب للسنة أولى أو الثانية ابتدائي وحتى كراس المراسلة الخاص بالتلاميذ العاديين، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول دور هذه المراكز ووزارة التضامن الوطني في التكفل الأمثل بفئة المعاقين بناء على المناهج العلمية الحديثة''، حسب قول هذه السيدة. انشغالات السيدة بن دريهم تمّ طرحها مباشرة على مدير مركز تيجلابين المكلف الذي ردّ قائلا: ''أنّ المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين بتيجلابين يعتمد على مناهج مكيّفة، وهي عبارة عن نصوص نفسية يقوم طاقم من المؤطرين النفسانيين بترجمتها وتطبيقها على الأطفال المعاقين كل حسب قدراته الذهنية معترفا في الوقت ذاته بغياب مناهج محددة وكتب مكيفة لهذه الفئة''. بدوره ردّ مدير النشاط الاجتماعي لولاية بومرداس مراد صياد عن هذه الانشغالات التي كشف عنها الأولياء مقدما أهم الإجراءات القانونية والإدارية التي اتخذتها الدولة للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة بناء على النصوص التنظيمية والتشريعية المعمول بها حاليا، حيث كشف بهذه المناسبة أنّ المعاق الواحد بهذه المراكز يكلف الخزينة 30 مليون سنتيم سنويا، لكن الواقع يتحدث عن الكثير من المعاناة والنقائص لهذه الفئة بنظر الأولياء.وعن أسباب غياب مراكز التكفل النفسي البيداغوجي في عدد من بلديات الولاية تماشيا مع عدد المعاقين في كل دائرة، ربط مدير النشاط الاجتماعي لولاية بومرداس عملية فتح قسم متخصص بتوفر جملة من الشروط منها العدد الكافي الذي يتراوح بين 8 إلى 12 معاق، مع ذلك فإنّ الولاية ستتدعّم قريبا بمركزين يقول السيد مراد صياد في كل من خميس الخشنة ودلس، تضاف إلى المراكز الحالية الموجودة أهمها مركز الصم البكم ببلدية برج منايل ومركز التكوين المتخصص بقورصو، الذي يضمن عملية تكوين والحصول على شهادات تأهيل في مختلف التخصصات المهنية لفائدة المعاقين، حيث يستقبل المتربّصين من حوالي 20 ولاية عبر الوطن.