جدّد ممثلو الدول المكونة لمجموعة جنيف الداعمة للصحراء الغربية، خلال اجتماع المجموعة الدوري الثاني للعام الجاري، التأكيد "على دعمهم الثابت لكفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة من أجل إقرار حقه في تقرير المصير والاستقلال"، مشدّدين "على أن القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة وقراراتها الواضحة فيما يتعلق بتصفية الاستعمار تبقى هي الطريقة الوحيدة الكفيلة بتسوية النزاع في الصحراء الغربية". صادقت المجموعة خلال الاجتماع على برنامج عملها للدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التي ستنطلق أشغالها ابتداء من يوم 18 جوان والتي تستمر إلى غاية 12 جويلية، والتي ستتضمن تنظيم ندوات حول القضية الصحراوية إضافة إلى أنشطة أخرى على هامش الدورة. وقد استمع الاجتماع لعرض من السيد ايريك هاغن، رئيس مرصد الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية، بصفته ضيف الشرف على الاجتماع، تناول من خلاله موضوع النهب الممنهج للثروات من طرف الاحتلال المغربي وتأثير ذلك على مسار التسوية السلمية، مبرزا مختلف أوجه النهب والشركات المتورطة من مختلف الجنسيات. نهب الثّروات يغذّي الاحتلال ويطيله الخبير الدولي ناشد في ختام عرضه الدول المتضامنة مع الشعب الصحراوي إلى إيلاء أهمية خاصة لضرورة إيقاف هذا الاستغلال اللاشرعي، معتبرا أن "انهاء الاحتلال العسكري المغربي في الصحراء الغربية يبدأ من قطع شريان تمويله من طرف الشركات المتورطة في نهب الثروات"، مشدّدا على أ ن "المغرب يواصل تمويل مشاريعه الاستيطانية ويحكم قبضته الأمنية والاقتصادية على الاقليم، مما يؤجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير". دور مجلس الأمن مخيّب للآمال من جهته، قدّم السفير الصحراوي أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف عرضا عن آخر تطورات القضية الصحراوية في مختلف الساحات، بالتركيز على استمرار تعثر المسار الأممي بسبب عرقلة الطرف المغربي وعدم تحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته في اجبار المملكة المغربية على التعاون لتطبيق الاتفاق الموقع عليه مع جبهة البوليساريو والقاضي بتنظيم استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير في الصحراء الغربية. الدبلوماسي الصحراوي عرّج على واقع انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية واستمرار غياب آلية دولية لحمايتها وكذا على آفاق مسار التقاضي أمام محكمة العدل الأوروبية. معلوم أنّ مجموعة جنيف للدول الداعمة للصحراء الغربية، التي ترأسها هذه السنة السفيرة جوليا ايميني شاندورو، الممثلة الدائمة لناميبيا لدى الأممالمتحدةبجنيف، تضم سفراء 15 بلدا معترفا بالجمهورية الصحراوية وتعمل منذ سنوات على إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف والضغط لضمان احترام حقوقه المشروعة وعلى رأسها الحق في تقرير المصير والاستقلال.