أكد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة عبد الوهاب بن زعيم في كلمة ألقاها بالنيابة عن والي ولاية الجزائر محمد كبير عدو، على ضرورة إعادة تسمية المعالم التاريخية والشوارع والأحياء بأسماء الشهداء الذين ضحوا من أجل الجزائر، قائلا أنه قد حان الوقت أن يغير الجزائريون كثيرا من معالم حياتهم، ومنها معالم عاصمتهم ومدنهم وأحيائها وشوارعها، بما يتلائم وعظمة تاريخ هذا الوطن. وأضاف بن زعيم خلال اليوم الدراسي الذي افتتح أمس بالمجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد حول موضوع «دور الجماعات المحلية في حماية الذاكرة الوطنية»، أنه ليس من الوطنية أن تظل آثار أسماء الذين دمروا الجزائر على شوارعنا ماثلة أمام الجيل الحاضر، داعيا للعمل من أجل أن تستعيد مدننا شخصيتها. وأشار المتحدث إلى أنه منذ الاستقلال والجزائر تسعى لأن تكون مدنها تحمل أسماء رموز تاريخها المجيد، وبهذه الطريقة تساعد على كتابة تاريخ الثورة وصيانتها. وقال أيضا أن اليوم الدراسي يندرج ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 للاستقلال، وبرنامج العمل الذي أقره المجلس الشعبي الولائي للحفاظ على الذاكرة الوطنية، وبالموازاة مع ذلك، أوضح المتحدث أن ولاية الجزائر أعدت دليلا لأهم النصوص القانونية الخاصة بالتسمية وإعادة التسمية من الاستقلال إلى يومنا هذا، والذي يعد دراسة تحليلية موضوعية تجمع بين مختلف الأحداث التاريخية، كما أن القانون متخصص ومطبق في هذا الشأن. اعتبر محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد، هذه الندوة بالمبادرة الرمزية، آملا في التعاون مع الأطراف الفاعلة في المجتمع من أجل الحفاظ على ذاكرة الشهداء. من جهته، أبرز المدير العام للمركز الوطني للأرشيف عبد المجيد شيخي في مداخلته أهمية الجماعات المحلية والأسرة في إيصال رسالة الشهداء للأجيال، وتلقين الأطفال مبادئ الثورة وعظمتها كي نحببهم في ماضيهم، داعيا إلى ترك خلافات المؤرخين، وعدم تجاهل تاريخ الجزائر. وقال أن البلدية لها دور أساسي في تنمية الذاكرة الوطنية وحمايتها، من خلال ترسيخ تاريخ الجزائر قبل 1830، وإظهار لهم أن بلادهم كانت دولة قائمة بمؤسساتها قبل الوجود العثماني وبعده، ولم تكن دولة قطاع الطرق مثلما تصوره الكتابات الغربية المغرضة. ويظهر ذلك جليا أضاف شيخي من خلال المعاهدات التي أمضتها الجزائر مع عدة دول منها النرويج، والوثائق التي تعترف فيها الجزائر بالجمهورية الفرنسية، داعيا إلى تسجيل الذاكرة من أفواه صانعيها قبل أن يرحلوا، وحسبه فإن كلمة استرجاع السيادة الوطنية هي الأصح من عبارة الاستقلال لان الجزائر لها جذور تاريخية منذ القدم. وتوجه المدير العام للمركز الوطني للأرشيف إلى رؤساء البلديات بضرورة التنسيق مع دور الأرشيف، ووضع بطاقات تعريف عن الشهداء والمعالم التاريخية وطبعها في كتب، كي يعرف المواطن تاريخه، مطالبا بدراسة الطرق الكفيلة لنقل التاريخ وتكوين مواطن صالح يخدم بلده. كما أشار شيخي إلى أن الجزائريين يجهلون الكثير من أعلام الجزائر كمصطفى بن علال خليفة الأمير عبد القادر، ومحمد بن الشنب، والأحمدي، لأن الباحثين لم يقدموا دراسات حولهم. وللعلم، فإنه تم عرض شريط وثائقي حول واقع التسمية وإعادة التسمية على مستوى ولاية الجزائر، والذي تضمن البعد الحضاري لهذه العملية، إدراك المواطن للتسمية في يومياته وآراء التنظيمات من المجاهدين وأبناء الشهداء، كما قام أحمد لغريب مدير مكتب المجاهدين لولاية الجزائر، بشرح ما جاء في دليل النصوص القانونية الخاصة بالتسمية وإعادة التسمية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، والتي تتضمن مواد تخول للبلدية إقامة نصب أو معلم تاريخي بالتنسيق مع السلطات الوصية. وصيانة مقابر الشهداء، والآثار التي لها صلة بالكفاح الوطني من مواقع المعارك الكبرى، المحتشدات، ومراكز التعذيب وغيرها. بالإضافة إلى عملية تسمية المباني والأماكن العمومية أو تعديل تسميتها. وفي هذا الصدد، قال محمد لغريب أن هذه السنة تم منح 20 تسمية، في حين العام الماضي كان عدد التسميات 165 تسمية، مضيفا أنه تم إعداد استمارة المجاهد تسلم للولاية وهي بدورها تسلمها لرؤساء البلديات، وأخرى خاصة بإعادة تسمية دور الشباب، المنشآت الرياضية، مراكز ثقافية، مؤسسات استشفائية ومراكز التكوين المهني.