أصدرت مديرية المجاهدين لولاية سطيف مؤلفا تحت عنوان "سطيف تاريخ و أمجاد" يعد دليلا تاريخيا جديدا حول التاريخ النضالي لهذه الولاية، ويبرز عظمة ما قدمه أبناؤها من أجل حرية واستقلال الجزائر. ويعتبر هذا الإصدار الذي يتناول أهم المعارك التي خاضها المجاهدون ضد قوات الاحتلال الفرنسي بهذه المنطقة من الوطن بحثا علميا ميدانيا جادا ودراسة تاريخية لإبراز تضحيات منطقة سطيف إبان الثورة التحريرية. كما يعد هذا الانجاز الذي ساهم فيه المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين حسب معده ومقدمه مدير المجاهدين السيد محمد ميموني دعما للباحثين والدارسين. ويتضمن كتاب "سطيف تاريخ و أمجاد" 174 صفحة تضم العديد من الصور التاريخية حول معاناة الشعب الجزائري وتضحياته إبان الثورة التحريرية. كما يعرف بمختلف المعالم والشواهد التاريخية التي تزخر بها سطيف ويقدم قوائم أسماء وأعداد الشهداء حسب المناطق و تواريخ استشهادهم وعدد أمهات الشهداء لأكثر من شهيد. كما يسلط هذا الكتاب الضوء أيضا على أهمية تسمية المؤسسات والأماكن العمومية بأسماء شهداء وعظماء ثورة نوفمبر المجيدة، بحيث يوضح أن ذلك لا يعتبر عملا إداريا فحسب وإنما هو عمل تمجيدي ينم عن مستوى ثقافي وحضاري للأمة يعمل على التأريخ لتاريخها ويحفظ رموزها وأسسها الوطنية. ويعتبر الكتاب الذي يحتوي أيضا على جداول إحصائية لمختلف التسميات عبر جميع مناطق الولاية وقوانين وتعليمات متعلقة بهذه التسميات (تسمية المؤسسات التعليمية والأماكن العمومية بأسماء شهداء) "عملية حضارية تهدف إلى تنظيم المدن والقرى وتسهل العمل الإداري والسياحي وكذا الاجتماعي". ويؤكد محمد ميموني في افتتاحية الكتاب أن الاهتمام بالتاريخ الوطني كأحد المقومات الأساسية من شأنه أن يساهم في تماسك أبناء الأمة ويحافظ على ترابط وحدتها الإقليمية والعقائدية وأن تمجيد عظمائها يخلق تقاليد للمجتمعات ويعلم الأجيال الوقوف عند المحطات الهامة من تاريخها لتحافظ على مكتسباتها ومن ثم الانطلاق لبناء مستقبلها. ويذكر مدير المجاهدين أنه أصبح من الواجب اليوم على كل جزائري وجزائرية كل حسب تخصصه أن يقدم ما يمكن تقديمه عن عظمة هذا الشعب العظيم وثورته التحريرية المجيدة ليكون شعلة تنير درب الأجيال اللاحقة فيكونون بذلك خير خلف لخير سلف. وحسب ما جاء في الكتاب، فإن منطقة سطيف قدمت ما يزيد عن 7.711 شهيد وذلك خلال فترة لا تتعدى 7 سنوات ونصف.