أمتعت الفرقة الصينية ''خيلونغ جيانغ الفنية'' التابعة لأوبرا بكين جمهور بشطاري بعروض فنية مميزة، حيث شهد ركح المسرح الوطني لوحات راقصة غاية في الروعة، جمعت بين الفن الأوبرالي، مسرح، رقص، غناء.. وهو ما أبرز تنوع الفنون الصينية وجمال وتناغم ثقافتهم مما دفع الجميع للاستمتاع بها. تأتي هذه الأمسية الفنية التي شهدت حضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وسفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر ليو ين خه، احتفاءً بالذكرى ال50 لعيدي الاستقلال والشباب، فضلا عن إحياء السنة ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين، وتمثين العلاقات الثقافية بين البلدين، في ظل وجود إرادة جزائرية صينية للارتقاء بالتعاون الثنائي. جمهور مسرح بشطارزي الذي امتلأت به القاعة عن آخرها لم يتوقف عن التصفيق بحرارة على العروض المتنوعة التي قدمتها فرقة ''خيلونغ جيانغ''، حيث أزيح الستار معلنا بدء الحفل برقصة ''تقاطع طرقات سانشاكو'' بألحانها وألوانها المرحة، والمستلهمة من التراث الصيني وأساطيره، تبعتها عروض أخرى على مدار ساعة من الزمن، جمعت فيها الرقصات بين النعومة والصلابة التي تمثلت في الفنون القتالية، وهو ما جذب فور تقديمها انتباه الجمهور الحاضر من البلدين ليعبروا عن مدى إعجابهم بهذه الرقصات، التي مزجت بين الخيال والواقع، وغاصت في تاريخ الصين الشعبية، كما تطرقت إلى الجانب الاجتماعي والعاطفي للجمهورية الشعبية، حيث كانت الرقصات مصحوبة بإيقاع موسيقي يتماشى مع حركات الفنانين الذين أبدعوا على خشبة المسرح. وبالمناسبة صرحت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن مشاركة الصين للجزائر احتفاليتها بمناسبة استقلال الجزائر، تأكيد على العلاقات الجيدة بين البلدين، مذكرة بالعلاقات الدبلوماسية التي تعود إلى سنة 1958، حيث تعد الصين أول بلد يعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة، ونوّهت الوزيرة في ذات الإطار بمشروع بناء أوبرا الجزائر الذي تشرف عليه شركة صينية. للإشارة، يمتد تاريخ فرقة مقاطعة ''هيلونغ جيانغ الفنية'' إلى أكثر من 50 سنة، باعتبارها جزء من التبادل الثقافي والفني، فقد زارت هذه الفرقة أكثر من 30 دولة في العالم، ونالت عروضها الممتازة تقديرا وترحيبا من قبل مشاهديها، وقد قدمت عروض الفرقة الفنية الصينية للمشاهدين بالتمتع الفني الجميل، مما يعزز تعرف الجماهير الجزائرية على ثقافة الصين وفنونها ويدفع تطور الصداقة والتواصل بين الشعبين الصيني والجزائري على نحو مستمر ومعمق.