دعا أمس الخبير الاقتصادي وأستاذ التعليم العالي بجامعة المسيلة محمد بوجلال الى استغلال الأوقاف لخلق الثروة وتوظيف اليد العاملة في سياق تكميل دور الدولة في هذا المجال والتخفيف من الضغوطات الاقتصادية لما توصلت له النظريات الاقتصادية الحديثة من نتائج حول قدرة العمل الخيري والتضامني في التكفل بفئات كبيرة من الطبقات المعوزة في المجتمع وتمكينها من حقها في الثروة. ووصف الخبير العمل الخيري ونشاط المجتمع المدني والاستثمار في الأوقاف بالقطاع الثالث في الاقتصاد وقال بأن الكثير من المنظرين اعتبروه مستقبل الاقتصاد العالمي بعد أن خلفت العولمة واقعا مريرا من خلال اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء. وربط خريج جامعة لندن بأطروحة حول البنوك الإسلامية الاستثمار في الأوقاف ببرنامج صندوق الزكاة الذي ترك آثارا ممتازة من خلال قدرته على إنشاء 7000 مشروع استثماري والتي تمكن من خلق 21 ألف منصب عمل، وقد ساهمت التشريعات في إعطاء دفع للزكاة في الجزائر في انتظار أن يتم نفس العمل مع الأوقاف لتجسيد المشاريع. ويتفاءل الخبير في ندوة «منتدى المجاهد» بنجاح الاستثمارات الوقفية من خلال انجاز مركبات كبيرة على أراضي الوقف على أن يتم كراؤها ويوجه ريعها فيما بعد لتمويل نشاطات خدماتية صحية أو للتكفل بالأيتام والطبقات المعوزة وغيرها من احتياجات المجتمع. وسيتم بناء تلك المركبات بطابع معماري هندسي مغاربي إسلامي، موضحا بأن هذا الجانب قد يساعد الجزائر على أن تصبح نموذجا عربيا في الاستثمارات الوقفية. 240 مليار سنتيم تبرعات الجزائريين لبناء المساجد من جهته كشف برتيمة مسؤول بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن الوصاية بصدد جرد الأوقاف حيث وصلت الأملاك الوقفية الى 9085 في انتظار استكمال التقاضي حول 400 ملف يوجد في أروقة العدالة، موضحا بمناسبة السنة الوقفية التي خصصتها الوزارة بمناسبة الخمسينية للتحسيس والتوعية بضرورة الاعتناء بالأوقاف وتدعيمها. وقال نفس المصدر أن خريطة وطنية ستنجز في هذا الجانب وستكون 5 ولايات نماذج لتجريب بعض المشاريع وهي ورقلة أين سيتم انجاز عيادة صحية وصيدلية، كما ستستفيد البليدة، سطيف، بشار وعنابة من مشاريع. ونوه المتحدث بتجاوب الكثير من الولاة من خلال تبرعهم بقطع أرضية لتصبح وقفا على غرار والي عنابة الذي بادر في انتظار تحرك ولاة آخرين لإنشاء مركبات وقفية ستسير بمجالس إدارية. وأشار برتيمة الى ضرورة الانخراط بقوة في تعزيز خريطة الأملاك الوقفية من خلال التحول من الحديث عن أوقاف السلف الى «مساهمتنا نحن في هذا الجانب» وكذا تطوير صندوق الزكاة وأموال تبرعات الجزائريين التي بلغت على مستوى بناء المساجد 240 مليار سنتيم السنة المنصرمة وهي أمور مشجعة يمكن توظيفها في تعزيز التنمية المستدامة . ويذكر أن الوزارة خسرت 6 . 8 بالمائة من القضايا في العدالة، و50 بالمائة من عقارات الوقف تحتاج لصيانة .