خرجت مجلة «الشرطة» على المألوف بتخصيصها للعدد الأخير ملف خاص باليوم الوطني للصحافة الذي قرر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ترسيمه في 22 أكتوبر من كل سنة. فجاء عدد أكتوبر ثريا بالمواضيع التي حظيت بإخراج نوعي متميز زاد المجلة الشهرية اناقة وجاذبية . وكسبتها قيمة واعتبارا كتابات إعلاميين من سلك الشرطة والعناوين الإعلامية الأخرى التي انخرطت في مسعى الاحتفائية وقررت المشاركة فيها قولا وعملا دون تركها تمر مرور الكرام. ويتوقف المتفحص للمجلة التي احتفت بخمسينية تأسيسها عند مضمون قرار رئيس الجمهورية وهو يعلن عن ترسيم اليوم الوطني للصحافة في 3 ماي 2011 في احتفائية باليوم العالمي لحرية الصحافة. يتوقف المرء عند قراءة المجلة عند كلمات ومعاني الرئيس بوتفليقة ودلالاتها وأبعادها بالقول:» أنها مناسبة مواتية لأنوه اليوم وأشيد بنساء ورجال جزائريين وأجانب كانوا رفقاء في الكفاح ضحوا بأرواحهم في سبيل المثل النبيلة لصحافة تحمل الأمل وتفضح المعاناة ولا تتخلى قدر أنملة عن إيمانها بالجزائر المستقلة». وتظهر هذه الكلمات التي تحمل أبعادا ورؤى كم هي كبيرة قيمة الصحافة الجزائرية ودورها الريادي في التحرر والبناء الوطنيين. وكيف أنها تكسب التلاحم وسط التنوع والتعدد كلما كانت الجزائر في الواجهة تفرض رفع التحدي بعيدا عن النظرة الضيقة وقاعدة» تخطي راسي». من هذه الزاوية أعطت مجلة «الشرطة» قراءتها للإعلام الوطني الذي تشكل احد اعمدته ومحطته المفصلية من خلال التعريف بدور السلك الأمني وتطبيق مبدأ العمل الجواري الذي تشكل عصب السياسة الأمنية وإستراتيجيتها البعيدة والقريبة الأمد. وهي سياسة يراهن عليها السلك في كسب ثقة المواطن في زمن تفشت فيه الجريمة وانتشرت الآفات الاجتماعية. تضمنت هذه القراءة للمشهد الإعلامي الجزائري الثابت فيه والمتغير الحوار الذي أجرته المجلة مع اللواء عبد الغاني هامل المدير العام للأمن الوطني وتأكيده الصريح على جدلية العلاقة بين السلك الأمني وأسرة الصحافة. تضمنت هذه الرؤية افتتاحية المجلة وسردها صيرورة تطور الصحافة الجزائرية التي ولدت من رحم الثورة وحملت الشأن الوطني على مدار السنين والحقب. ولم تقبل أن تساوم على قدسية السيادة واستتباب الأمن مدخل الاستقرار الأبدي. وجاء في الافتتاحية « .. اليوم الوطني للصحافة 22 اكتوبر يحمل رمزا وطنيا وتاريخيا يعيد الى الأذهان ذكرى إصدار جريدة المقاومة التي تحولت الى يومية المجاهد. هو يوم تاريخي له دلالة عميقة تثبت المكانة المتميزة للصحافة الوطنية في الوطن الحبيب.» من هذه الصحافة مجلة الشرطة التي واكبت التطور الإعلامي وتسلحت بالتكنولوجيا في معركة اخرى تخوضها يلعب فيها الإعلام الدور الريادي في الزمن الافتراضي مقرب المسافات الجغرافية موحد العالم جاعلا منه قرية شفافة. مجلة الشرطة التي خرجت الى الوجود عام 1975 أظهرت أنها منبر الجميع وان حملت طابع الاختصاص وانفردت به. فهي كوكتال من الألوان الثقافية الفكرية الرياضية يطلق من خلالها فرسان القلم العنان للكتابة التي يرون إنها انسب وأكثر واقعية ليس فقط لنشر ثقافة أمنية بل المساهمة قدر الممكن في بناء مجتمع متكامل قوامه السلم والتسامح والتآخي الى ابعد الحدود.