أعربت رئيسة الجمعية الوطنية لآفاق المرأة الجزائرية عن إدانتها للسلوك الذي صدر عن مجموعة من مواطني المملكة المغربية تجاه مقر القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وتمزيق العلم الوطني في أعز ذكرى يحتفي بها الشعب الجزائري والمخلصين في بلدان المغرب العربي الكبير ممن لم ينسوا التاريخ المشترك والتضحيات الجسام التي قدمتها الأجيال السابقة في مواجهة الاحتلال الفرنسي ومدى المعاناة التي كبدها للإنسان المغاربي قبل أن يفجر أبناء الشعب الجزائري الثورة التحريرية المجيدة في أول نوفمبر 1954 محققة بعد أقل من سنتين مكاسب كبرى للشعبين الشقيقين المغربي والتونسي بإعلان استقلال بلديهما. وبلسان المجتمع المدني الذي يستشعر الطموحات والتطلعات لدى الإنسان في منطقة المغرب العربي أكدت الأستاذة بوخطاية أن ما حصل يعد إلى جانب خرق القانون والعرف الدوليين، خطيئة لا يمكن تبريرها بالعمل المعزول أو الفردي وإنما يندرج في سياق مخطط معد سلفا لاستفزاز الجزائر ومحاولة خلط الأوراق من الحكومة المغربية في محاولة مفضوحة للتنصل من التزاماتها تجاه الحل الاممي لقضية الصحراء الغربية التي لا يزال شعبها الخاضع للاحتلال المغربي يتطلع لتقرير المصير في إطار لوائح منظمة الأممالمتحدة. وأثنت بوخطاية على الموقف الرسمي والشعبي للجزائر خاصة فيما يتعلق برفض ما حصل بالدار البيضاء ضد مقر القنصلية والمطالبة الصريحة بالاعتذار وتوضيح ملابسات الاعتداء ومحاكمة المتسببين فيه خاصة الشخص الذي اعتدى على المقر وانتزع العلم ومزقه دون أن يتحرك الأمن المغربي لردعه. وأكدت في ذات السياق دعم منظمتها للخيارات السيادية للجزائر والتزامها بالتواجد في الطليعة لترجمتها على أرض الواقع مشيرة إلى أن الجزائر التي لا تزعزعها مثل تلك التصرفات الدنيئة يتواصل مسارها في البناء وترسيخ الديمقراطية بانفتاح على الفضاء المغاربي خدمة لشعوب المنطقة في مواجهة التحديات التي تفرزها التحولات الإقليمية والعالمية. وذكرت المتحدثة بالمكانة المعتبرة التي حققتها المرأة الجزائرية في ظل التنمية الشاملة لتجاوز التهميش والانخراط في الديناميكية الشاملة لنهضة اقتصادية سطرها الرئيس بوتفليقة ورصدت لها الدولة كل الإمكانيات ويمكن أن تمتد إقليميا إذا ما أدرك الجوار أهمية ذلك بدءا بالعودة للشرعية والحرص على قيم حسن الجوار والالتزام بمبادئ التعاون المتبادل خدمة للشعوب ومكافحة كل ما يندرج في خانة الفساد والجريمة. وفي هذا الإطار أشارت إلى الإنجازات التي تحققت داخل الجزائر ولها انعكاسات إيجابية على بلدان اتحاد المغرب العربي مثل الطريق السيار شرق غرب وتوسيع شبكة السكك الحديدية والاستثمارات الصناعية الكبيرة في مختلف القطاعات مما يعكس البعد المغاربي للمبادرة الاقتصادية للجزائر دون القفز على الثوابت القانونية الدولية مثل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال المفاوضات المباشرة بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو بإشراف الأممالمتحدة وحسن الجوار واحترام تاريخ الدول والشعوب.