إفلاس سياسي آخر يضاف إلى سلسلة الاخفاقات المغربية المتواصلة تجاه ملف القضية الصحراوية العادلة.. التي تحظى بتأييد دولي واسع من أجل تقرير مصير هذا الشعب المكافح. ما ورد في خطاب الملك محمد السادس هو امتداد للفشل الذريع الذي منيت به ديبلوماسية جلالته على الصعيد الخارجي وعدم قدرتها على التمادي في الكذب على المنظمات العالمية بخصوص حقوق الشعب الصحراوي القابع تحت إحتلال وحشي لا يرحم. هذا التحول السياسي الحاسم في مسار القضية الصحراوية أدى إلى هذيان الأوساط السياسية والإعلامية في المغرب محملة المسؤولية للجزائر. اليوم هناك تفهم دولي واسع لما يجري في الصحراء الغربية على أن هناك شعبا محتلا يعاني الأمرين من قتل وتعذيب وسجن وترحيل ولابد من التحرك للبحث عن السبل الكفيلة لإيجاد الآليات التي تسمح بإدراجها في مهمة «المينورسو» في المستقبل القريب حتى تؤدي مهامها على أكمل وجه. ولا يستطيع الملك محمد السادس إخفاء هذه الحقائق الساطعة عن تعرض الصحراويين لأبشع صور الإبادة وهي ملفات موثقة لدى كل المنظمات المهتمة بهذا الجانب لا يمكن لأحد أن يخفيها عن الرأي العام العالمي مهما كان حجم التواطؤ الذي تميز به منذ فترات من شراء الذمم ودفع أموال طائلة قصد تغيير مواقف البعض والضغط المستمر تجاه السعي للمساس باعترافات الشعب الصحراوي في الخارج. إن الجزائر وفية لمبدأ تقرير مصير الشعوب الراضخة تحت نير الاستعمار والصحراويون شعب لاجيء على أراضيها يحظى بكل تقدير واحترام ويتلقى كل المساعدات الإنسانية من كل البلدان والمنظمات والجمعيات المحبة للسلام والتواقة للحرية ولا يسمح للمغاربة بتحويل الأنظار بخصوص حقوق الإنسان من الصحراء الغربية إلى جهة أخرى.. العالم شاهد اليوم بأن حقوق الإنسان تنتهك في هذا الإقليم المحتل بشكل مفضوح لا يمكن تصوره فقد وصل الأمر بقوات الأمن المغربية بفقئ عيون مناضلين صحراويين وبتر أعضاء من أجسامهم والإلقاء بهم في زنزنات سجون لكحل وسلا والعيون وغيرهم يعانون معاناة خطيرة جدا على حياتهم وفي صمت لا أحد يسأل عنهم فلماذا يخاف المغاربة من آلية لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية! إن كان الأمر عاديا فلماذا كل هذه الضجة تجاه الإقتراح الجزائري في إجتماع أبوجا؟ ما ورد في خطاب الملك محمد السادس مغالطات سياسية، لا أساس لها من الصحة وعارية من كل حقيقة كونه أراد ثانية إعتبار أن المشكل جزائري مغربي كما أراد الإدعاء بأن هناك أمرا واقعا يراه من زاويته فقط عندما أثار مصطلحات تجاوزها الزمن ك «خصوم الوحدة الترابية» وغيرها من الأشياء التي لم تعد صالحة ومقبولة لدى كل الدول التي تفطنت لمناورات وألاعيب المغرب.