يبدو أن عناصر المنتخب الوطني الجزائري، عاشت ضغطا رهيبا قبل مباراة المنتخب الوطني الجزائري، جراء انتظار أربعين مليون جزائري من رفقاء صخرة دفاع الخضر «مجيد بوقرة» قيادة «الأفناك» إلى رابع مونديال لهم في التاريخ. وهو ما انعكس على المستوى العام لكتيبة «الكوتش وحيد» التي لم تجد الحل المناسب طوال الخمسة والأربعين دقيقة الأولى ولم تقنع المتتبعين للقاء وأهل الإختصاص. لكن المرحلة الثانية كانت مغايرة بعدما تمكن الماجيك من فتح باب التسجيل، وهو الهدف الذي هبت معه رياح التغيير في خطة البوركينابيين الذين غيروا أسلوب لعبهم من التجمع في الدفاع إلى المضي نحو الهجوم محاولة منهم تعديل النتيجة والذهاب إلى مونديال البرازيل. لكن المهمة لم تكن سهلة وكانت مستحيلة كون هاليلوزيتش وأشباله قادوا الجزائر إلى رابع مونديال في تاريخ الجزائر. عكس كل التوقعات ووسط حيرة كل المتتبعين للقاء المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره البوركينابي أمس، لم يدخل أشبال المدرب البوسني «وحيد هاليلوزيتش» بقوة في مجريات اللقاء، وبدا عليهم نوع من التسرع طوال مجريات الشوط الأول من المواجهة، وهو ما بعث إلى الحيرة والخوف قبل خوض مجريات المرحلة الثانية من المباراة. في المرحلة الثانية استفاق الجمهور الحاضر في مدرجات ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، واستفاق معه محاربو الصحراء الذين استحقوا هذه التسمية، ولم يكونوا ظلا لنفسهم فوق الميدان كما شاهدناهم في المرحلة الأولى، حيث دخلوا بتلك الإرادة في التسجيل والفوز التي عودونا عليها منذ قدوم البوسني على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، وكانوا أكثر تنظيما في المستطيل الأخضر، حيث ضغطوا منذ الدقائق الأولى لانطلاق الشوط الثاني، وتمكنوا من جلب عديد المخالفات خارج منطقة العمليات، والمفتاح في هذا اللقاء جاء من ضربة حرة من حوالي 45 متر من تنفيذ الاختصاصي «فوزي غلام»، اخترقت الدفاع المتين المكون من خمس لاعبين، وحطت في رجل المخضرم «مجيد بوقرة» الذي أسكنها في مرمى الحارس، قالبا بذلك الطاولة على البوركينابيين الذين جاءوا بنية اللعب في الخلف على الطريقة الإيطالية. هدف «بوقرة» جلب معه تغييرات من جانب «الخيول» كانت في صالح المنتخب الوطني، دفعت الكوتش «بول بوت» إلى تغيير خطته مرغوما من ( 5 – 4 – 1) إلى ( 3 – 5 – 2 ) محاولة منه العودة في اللقاء وتعديل النتيجة، وهو ما سمح لزملاء «كارل مجاني» لتطبيق نهجهم التكتيكي، حيث شاهدنا هجمات منسقة ومنظمة وضغطا رهيبا على الخصم إلى نهاية اللقاء، بتأهل الجزائر إلى بلاد السامبا لرابع مرة في تاريخها. المباراة كانت ذات أهمية كبيرة للجزائر والجزائريين، وهو ما حرمنا من مشاهدة منتخب جزائري كبير فوق الميدان، المهم كان الفوز بهدف للتأهل لكن الأهم يبقى تصحيح الأخطاء لدخول أكبر معترك كروي في العالم بقوة، للوقوف الند للند مع أكبر المنتخبات العالمية ورفع الراية الوطنية عاليا في أكبر محفل كروي في المعمورة.