حقّق المنتخب الوطني لكرة القدم سلسلة من النتائج الإيجابية على جميع الأصعدة خلال السنة الحالية، والتي مكّنته من العودة إلى نهائيات أمم إفريقيا بعد أن غاب عنها في الدورة الماضية. بدأ “الخضر" المشوار الكروي الجديد في شهر فيفري أين فاز زملاء القائد السابق للفريق عنتر يحيى المعتزل بعد هذه المواجهة على منتخب غامبيا ضمن مواجهة الذهاب لحساب الدور الثاني من الإقصائيات الخاصة بكان 2013 وكانت خارج الديار بنتيجة 2 1، ولكن ساعدت المجموعة من الناحية المعنوية على مواصلة حصد النتائج الإيجابية. وبعدها عاش المنتخب الوطني وضعا صعبا بسبب الإصابات التي طالت عدة كوادر في تلك الفترة على غرار بوقرة، بيدة، غزال واعتزال عنتر يحيى ومطمور رغم أنه صغير في السن ومازال قادرا على إعطاء الإضافة للمنتخب الوطني في السنوات القادمة، إلاّ أنّه فضّل وضع حدّ لمشواره الدولي والذي صرّح بأنّه مؤقت لكن ذلك لم يكن في الوقت المناسب. وتبعهما بلحاج الذي خلق حالة طوارئ لدى المدرب هاليلوزيتش بما أنّه كان يعاني من وجود نقص في منصب ظهير أيسر، وكذا النقص الذي طال خط الدفاع، وبالتالي كان على المدرب الوطني أن يجد الحلول والبدائل في زمن قياسي من أجل التحضير للمباريات المهمة التي كانت تنظره والمتعلقة بالكان وكذا المونديال. لقاء النيجر أول اختبار.. وكان أول اختبار حقيقي للهاليلوزيتش مع المجموعة بداية من المباراة الودية التي خاضها منتخب النيجر في شهر ماي، والتي عرفت التشكيلة عدة غيابات أبرزهم كادامورو وبوقرة المصابان، أين كان الضغظ كبير على الناخب الوطني لكنه تجاوز الوضع من خلال الفوز بثلاثية كاملة سجل اثنان منها كل من جبور وسوداني، وبهذا زال كل الضغط الذي سبق الأجواء وأعاد الاستقرار للمنتخب قبل أيام فقط عن المباريات الرسمية والتي كانت متتابعة أي في شكل بطولة مصغّرة. واصل زملاء الهدّاف سليماني إنجازهم عندما أطاحوا بمنتخب رواندا في افتتاح المباريات بالمتعلقة بالمونديال والذي كان في 4 جوان أين سجّل كل من فغولي، سوداني بثنائية وسليماني، وبهذا أبان الخط الهجومي نجاعته في تسجيل الأهداف من خلال الرباعية الموقّعة بملعب تشاكر، والتي أفرحت كثيرا الجمهور الجزائري الذي تنقل لمتابعة المواجهة. منتخب مالي يوقف انتصارات “الخضر" وبما أنّ الأمور تختلف مع المواعيد الرسمية خلال التنقلات إلى أدغال إفريقيا في الظروف الصعبة التي عاشها المنتخب الوطني، لم يتمكن زملاء المتألق فغولي من مواصلة نفس الريتم، بحيث سقطوا أمام منتخب مالي خارج الديار وبملعب محايد بواغادوغو في ال 16 جوان بنتيجة 2 1، وسجل هدف للخضر سليماني لكن سجلنا تشتتا كبيرا بين الخطوط الثلاثة في الفريق وغياب التناسق بين اللاعبين تطلّب إعادة النظر في الأمر وترتيب الأوراق من جديد بما أنّ المهمة كانت متواصلة. وبعد جملة من الانتقادات التي طالت المجموعة عقب هزيمة مالي غير المتوقّعة خاصة من الجانب الإعلامي لأنّ التشكيلة لم تظهر بالمستوى المطلوب، ما أدّى إلى هذا السقوط الذي يدخل ضمن الاقصائيات المتعلقة بالمونديال والتي يريد الجمهور الجزائري أن يتواجد الأفناك في أكبر حدث كروي عالمي للمرة الرابعة في تاريخه والثانية له على التوالي. مباراة غامبيا لتدارك الوضع في حين كان هناك حذر كبير من الجهات المسؤولة على المنتخب الوطني بداية من المدرب هاليلوزيتش، الذي كان يسعى لتدارك الوضع وتعويض الخسارة رغم ضيق الوقت بالنظر لكثافة الرزنامة المحددة من طرف الكونفدرالية الإفريقية للعبة والفيفا، ولكن اللاعبين كانوا على دراية بحجم المسؤولية التي تنتظرهم وانتقموا لأنفسهم من خلال تقديم أداء مغاير كليا لما كان قبل أسبوع من خلال مواجهة الإياب من الدور التصفوي الثاني للكان ضد منتخب غاميبا، والذي لعب على ملعب تشاكر بالبليدة، أين سجل قادير أولى الأهداف بعد لحظات من انطلاق المباراة وبعده سليماني الذي سجل ثلاثية كاملة ليهدي الإنتصار برباعية أعادت الاعتبار للمنتخب الوطني بعد الوضع الصعب الذي عاشه من قبل جراء الرحلة الشاقة إلى بوركينافاسو وأنهوا بها سسلة المباريات التي كانت خلال الفترة الصيفية وانقسمت بين الإقصائيات الخاصة بالمونديال والكان في نفس الوقت. تجاوز المنتخب الليبي بكل جدارة وتواصلت سلسلة النتائج الإيجابية خلال الدور التصفوي الأخير الخاص بالكان رغم أنّ المهمة لم تكن سهلة ضد المنتخب الليبي، بما أنّ زملاء لحسن لا يعرفون الكثير عن طريقة لعب منافسهم، ورغم ذلك إلاّ أنهم تجاوزوه في مباراة الذهاب التي كانت بملعب محايد بالمغرب وبصعوبة كبيرة أين سجل سوداني الهدف الوحيد في اللحظات الأخيرة، هذا الداربي المغاربي الذي تلته أحداث لم تكن منتظرة لولا تدخل المنظمين الذين أنقذوا الموقف بسرعة والتي تمّ من خلالها معاقبة جبور بلقاءين. أما في لقاء العودة والذي كان بالجزائر لم يبقى ذلك الغموض لدى العناصر الوطنية أين تعرّفوا على طبيعة لعب المنتخب الليبي، وبالتالي عملوا على تسجيل الأهداف في الشوط الأول من أجل تفادي الكواليس التي قد تحدث، وكما كان منتظرا حاول الضيوف زعزعة الاستقرار إلا زملاء مجاني لم يدخلوا في لعب المنافس وحافظوا على هدوئهم بما أنّهم حققوا الأهم وبلغوا هدفهم المسطر بالتأهل إلى جنوب إفريقيا في مطلع سنة 2013، والذي كان مستحقا ومن دون أخطاء أكّدوا من خلاله العمل الذي قاموا به وبالتالي تثمين المجهودات التي قاموا بها. أرضية ميدان 5 جويلية أفسدت العرس وبعدها تمّ إنهاء المشوار من خلال المباراة الودية ضد منتخب البوسنة في شهر نوفمبر الماضي، والذي كان بمثابة فضيحة بالعودة إلى الظروف التي جرى فيها اللقاء والتي كانت أرضية ميدان ملعب 5 جويلية الأولمبي البطلة الأولى بما أنّه لم تكن في المستوى المطلوب وأساءت كثيرا لبلد مثل الجزائر، والتي لا تمتلك ملعبا صالحا لاحتضان المنتخب الوطني منافسيه. استفاقة الهجوم أبرز النقاط ب 13 هدف بينما سجلنا عدة نقاط بعد ذلك والبداية من الخط الهجومي الذي عرف استفاقة ملحوظة من خلال الأهداف المسجلة والتي وصلت إلى 13 هدفا، تداول عليها كل من سليماني الذي نال حصة الأسد بسداسية كاملة تبعه سوداني بخماسية وبعده كل من قادير وفغولي وجبور بهدف لكل واحد منهما. وبهذا تمّ وضع حد للعقم الذي طال المهاجمين لأكثر من ثلاث سنوات، جعل المدربين يعانون من هذا المشكل بما أنه أصبحنا نعتمد على الكرات الثابتة من أجل تحقيق الانتصارات في كل المواجهات، وهذه حادثة استثنائية جاءت نتيجة التغييرات التكتيكية التي قام بها المدرب البوسني المشرف على المنتخب الوطني منذ توليه المهمة في السنة الماضية، والذي ركز على اللعب الهجومي بما أنه أفضل طريقة للدفاع. ومن جهة أخرى، ورغم المشاكل التي كانت موجودة عند المدافعين بالنظر إلى الغيابات التي كانت خلال المواجهات، إلاّ أنّ مرمى مبولحي تلقّى خمس أهداف فقط من جملة 8 مباريات لعبوها سنة 2012.