أبرز المتدخلون في أشغال اليوم الدراسي الذي نظّمه معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي بغليزان، الجهود التي بذلها الدكتور محمد بشير بويجرة في خدمة الأدب الجزائري، وذلك من خلال إثباته لأحقية الأمير عبد القادر في إمارة الشعر العربي، في مؤلف الذي صدر منه ثلاث طبعات، ووسمه بالأمير عبد القادر رائد الشعر الجزائري الحديث. وأجمعت مداخلات الأساتذة من الذين حاضروا طيلة يوم واحد بقاعة المحاضرات على فكر الأستاذ الدكتور محمد بشير بويجرة، الذي كان همّه الوحيد البحث عن التراث الجزائري في شقّه الإبداعي، حيث قدم الأستاذ محمد مفلاح شهاداته حول المكرم، من خلال معايشته له تحت قبة البرلمان الجزائري، بحكم أنّ بشير بويجرة وصل إلى المجلس الشعبي الوطني في العهدة الانتخابية (2002 2007)، أين أكدت شهادة مفلاح تميز الرجل في مداخلاته وفي أفكاره النيرة التي تخص مستقبل الجزائر والأجيال القادمة. وأوضح الأستاذ الجامعي سمير زاوي على تميز «بويجرة» في السرد القصصي، من خلال استلهام مادته الإبداعية من المجتمع الجزائري، حيث أنطق هذا التاريخ المجيد، وفق بلاغة راقية، صورت المرارة التي عايشها الشعب الجزائري أثناء الحقبة الاستدمارية. والأبعد من ذلك، كشفت مداخلة الأستاذة صباح مجاهدي على العبد الوطني في إبداع الأستاذ بويجرة، الذي يدفعه «قداسية حبه» للوطن إلى الكتابة الإبداعية والنقدية، ويحرص في تقديم دراساته على الاهتمام بهذه العلاقة. وأظهرت الأستاذة فاطمة مقدم فضل الدكتور بشير بويجرة في إنصاف الأمير عبد القادر، بعدما تحمل معاناته مع البحث لإظهار حقيقة الريادة للشعر العربي الحديث، حيث أكّدت جهود بويشرة أن الإبداع الجزائري لم يكن ناسخا ومستهلكا لميزة الإبداع في المشرق العربي، بل تميزت تجربة الأمير عبد القادر بميزات لم تحصل أن تكون في شعر محمود سامي البارودي، وهو ما دعاها إلى القول بأن أمير الشعر العربي الحديث هو الأمير عبد القادر، وهي النتيجة التي توصل إليها الدكتور بشير بويجرة. وقدّمت في هذا اليوم الذي تم فيه تكريم البروفيسور محمد بشير بويجرة مداخلات أخرى كشفت عن مدلول الإنتاج الإبداعي، من خلال تقديم قرارات سميائية، حيث تفضّلت بهذه القراءة الأستاذة فاطمة بن عدة في مداخلات وسمت ب «الدلالة السميائية للعنوان في قصة المحراث»، والأستاذة وفاء مناصري في سميائية الواحة من خلال آخر إنتاج الأستاذ الذي حمل عنوان «جدلية العبقرية والمعاصرة عند صاحب الإمارة». وتوقّفت الأستاذة عابد مختارية على مفهوم «الأنا» من خلال إبراز «الآخر»، وهي الثنائية التي محل اهتمام المبدعين في الجزائر، ومنهم الأستاذ المكرّم الدكتور محمد بشير بويجرة، حيث كشفت اللثام عن هذه الثنائية في المنظومة الإبداعية في الجزائر. ويشار أنّ مناسبة تنظيم هذا اليوم الدراسي، كانت فرصة للطلبة للتعرف على واحد من أعلام النقد والإبداع في الجزائر، بعدما أكد الدكتوران سعيد خليفي وزويرة عياد على أهمية هذه الإلتفاتة من أجل رد جميل الرجال، الذين كانت بصماتهم واضحة في تطوير وتنمية الجامعة الجزائرية.