أخذت جمعية شمس للصناعات التقليدية والحرف التي ترأسها الآنسة رابحة صفراوي، على عاتقها تكوين الراغبين في مزاولة إحدى الأنشطة التقليدية والحرفية من خلال المدرسة التي تمّ إنشاؤها في سنة 1997، وكانت أول مؤسسة للتكوين في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، ونالت شرف تكوين حوالي 900 متربّصة في مختلف المنتوجات الحرفية.المدرسة التي أنشأتها الآنسة صفراوي قبل 16 سنة كانت عبارة عن مشروع العمر بالنسبة لها ثم تحولت في سنة 2009 إلى جمعية مقرها بوهران كانت تضم 20 منخرطا قبل أن تدعم بنفس العدد من المنخرطين، خلال انعقاد الصالون الدولي الأخير بالجزائر حول الصناعة التقليدية ليرتفع إلى حوالي 40 منخرطا، وتأمل رئيسة الجمعية أن تمس في القريب العاجل كل ولايات الوطن، حتى يتم التنسيق بين مختلف الفاعلين في القطاع. والجميل في هذا الفضاء الحرفي أنّه بالإضافة إلى التكوين الذي يستفيد منه المتربّصون المنخرطون، فإنّ ذات الفضاء أصبح يضم إليه المستفيدون من التكوين، لتتوسع الجمعية وتضم إليها المزيد من المنخرطين. تقليد أصبحت تسير عليه للبحث عن الانتشار الواسع الذي بدأ يأخذ الطابع الوطني، الشيء الذي تحرص عليه الآنسة صفراوي من أجل التكفل بالانشغالات المطروحة وكل المشاكل والعراقيل، وفي مقدمتها مشكل تسويق المنتجات، حيث وفي هذا الإطار كانت الجمعية أول من أبرم اتفاقية مع قصر المعارض بوهران، وبموجبها تمنح لها مساحات مجانية خلال تنظيم التظاهرات التجارية من أجل عرض المنتجات. هذا الحيّز الواسع الذي يتربّع على مساحة 30 متر مكعب تعرض فيه ما أنتجته أنامل النساء بالدرجة الأولى، خاصة من تجد صعوبة في الترويج لمنتجاتها في السوق، حيث يتحول هذا الفضاء إلى قرية صغيرة مثلما تسميه رابحة صفراوي للتنوع الهائل لمختلف ما يتم عرضه، كما أنّها تمنح الفرصة للنساء من أجل التدرب على أبجديات وفنون التسويق وعمليات البيع، وذلك بصفة دورية لتمكين أكبر شريحة منهن لاحتكاك بالعالم الخارجي في مجال البيع والتجارة عموما، وبالتالي إعطاء الفرصة للجميع بالتساوي. تعدّ رابحة صفراوي واحدة من المستفيدين الأوائل من دعم آليات التشغيل، حيث يعود أول اتصال معها في سنة 1997 قبل أن تتحول إلى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أونسيج «، وتعدّ بالنسبة لهذه الأخيرة النموذج الناجح الذي يحتذى به، لأنه صمد وضمن الاستمرارية بفضل الدعم المالي الذي استفادت منه في بداية الانطلاقة ب 72 مليون سنتيم كقرض منح لها من طرف البنك و21 مليون من طرف الوكالة، سمح لها بتجسيد مشروعها في تكوين المئات من المتربصين وخاصة المتربصات الراغبين في مزاولة إحدى المهن و الحرف التقليدية في الخياطة و التطريز و الصناعات التقليدية عموما. لم تكتف جمعية شمس للصناعات التقليدية والحرف بالتكوين فحسب، بل أخذت على عاتقها عملية مرافقة الراغبين في إطلاق مشاريع أو مؤسسات صغيرة من خلال توجيههم نحو الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لمساعدتهم في التمويل، وتتكفل الجمعية من جهتها بالتسويق في إطار التظاهرات التجارية، مثلما أوضحته رئيسة الجمعية، ضمن ما وصفته بالتكامل البناء بين جميع الأطراف المعنية، مشيرة في هذا السياق إلى أنّ الاهتمام المتزايد من طرف الشباب بآليات الدعم المستحدثة إنما يعود إلى إلغاء الفوائد الربوية التي كثيرا ما أثارت حفيظة الشباب الراغب في الاستفادة من الدعم المالي، وكانت السبب الرئيسي في نفورهم. كل التسهيلات تبدو متوفرة من أجل دعم المشاريع والمؤسسات الصغيرة بكل صيغها، وفي هذا الإطار تقول رئيسة الجمعية أن على الشباب عموما والشابات على وجه التحديد الاستثمار في الحرفة التي تجيدها وتطورها، وإن لم لها ذلك عليها أن تتعلم إحداها وخاصة في الصناعات التقليدية باعتبارها موروثا ثقافيا وأحد أهم المقومات الحضارية لأي مجتمع.