تتواصل بقصر المعارض بحي المعبودة بسطيف، فعاليات الصالون الوطني الثالث للباس التقليدي الجزائري، والذي أشرفت على افتتاحه السلطات المحلية للولاية، بمشاركة 32 ولاية من البلاد، تضمنت مختلف أطياف التراث الجزائري الغني بتقاليد اللباس المميز والمتنوع، الضارب في أعماق الأصالة والتاريخ الذي لم يتمكن المستدمر من طمسه. شارك في التظاهرة الثقافية، التي تحظى بإقبال كبير من الزوار، رغم برودة الطقس التي تميز عاصمة الهضاب هذه الأيام، ولايات عديدة، يتعلق الامر بكل من سطيف، الجزائر العاصمة، تلمسان، وهران، قسنطينة، الجلفة، المسيلة، المدية، ورقلة، قالمة، بومرداس، تيبازة، برج بوعريريج، تيارت، باتنة، عنابة، تيزي وزو، عين تموشنت، البليدة، غليزان وغيرها. وقد مكّنتنا العروض المختلفة في أجنحة الصالون، من التجول في أعماق الهوية الجزائرية الغنية بثرائها وتنوعها، حيث استمتعنا بالتعرف على مختلف نمادج البرنوس الجزائري، الذي يعتبر الرمز الأول للباس الجزائري، والذي يميز الشخصية الجزائرية عند تمثيلها في الخارج مثل السفراء في مراسم تسليم أوراق الاعتماد، وكذا القشابية الجزائرية التي ترمز إلى لباس المجاهدين في الثورة التحريرية المباركة في الجبال، وتشتهر بها كل من ولايتي الجلفةوالمسيلة،حيث شكّلت العنوان الاساسي لعروضهما. وقد لفتت انتباه الزوار عروض الجهة الغربية للبلاد والتي جذبت الزوار، فكانت لنا زيارة لجناح ولاية عين تموشنت، حيث مكّنتنا العارضة من التعرف على اللباس التقليدي للمنطقة، وهو لباس رائع ومتنوع تضمن فساتين العروسة في ليلة الزفاف، ولباس الفتلة المشترك بينها وولايات سيدي بلعباس وتلمسانووهران، كما قربتنا من نماذج فتلة بالصباغة وليس بالخياطة، لكن دون أن تتمكن من تمييز ذلك مع "الكراكو". وفي جناح ولاية وهران، أمتعتنا العارضة وهي خياطة ماهرة، بحملنا في رحلة الى اللباس التقليدي للمرأة في الباهية وهران، وخاصة العروسة، كما أطلعتنا على مقامة الحمام، وهي عبارة عن حقيبة في شكل ظرف بريدي يحتوي لوازم الحمام للمرأة في حفل زفافها، وهو ما تخلت عنه العديد من مناطق البلاد،بخلاف وهران التي حافظت عليه ، إضافة إلى قندورة المنصورية، والتي تخصص للعروسة ويبلغ ثمنها 5 ملايين سنتيم. وفي جناح تلمسان الكبير والمتنوع سيطر اللباس التقليدي التلمساني على الصالون، لافتا الانتباه إلى إحدى المناطق الأكثر حضارة وثقافة وتراثا في البلاد، وتحمس العارضون رجالا ونساء على إفادتنا بالاجابة عن كل تساؤلاتنا عن اللباس التقليدي للمنطقة للرجال والنساء، وكان بالفعل متنوعا ومعبرا عن عمق وتجذر هذا اللباس في المنطقة، إلى درجة ان العرسان أصبحوا شيئا فشيئا يرتدون لباسا تقليديا ليلة حفل الزفاف، بدلا من البذلة العصرية، أما عن النساء فكانت الشدة وهي لباس العروسة التلمسانية، وفساتين اخرى للمدعوات للحفل. وقد بلغ سعر القفطان التلمساني 16 مليون دون المجوهرات التي تزينه، في حين احتفظ العارضون سعر بالمجوهرات الرائعة التي ترصع الباس والتي اعطته منظرا في غاية الجمال، ما يؤكد غلاءه الفاحش، ملحين على ضرورة الحفاظ على التراث في اللباس، لأنه يميز الشخصية الجزائرية والهوية الوطنية.